أنبل وأشرف عمل حدث في تاريخ الحرمين الشريفين هو التوسعة التي أقر القاصي والداني بأنها أضخم وأكبر مشروع معماري، قام به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . ولكن خادم الحرمين الشريفين لم يكتف بما قدمته المملكة من تضحيات كبرى ونفقات باهظة من أجل التوسعة الرائعة العظيمة التي حملت ميزانية المملكة أعباء ضخمة، لم يكتف حفظه الله بهذا بل أوقف قلعة أجياد لتقام مكانها أبنية ومؤسسات حديثة تعود وارداتها لخدمة الحرمين الشريفين، وذلك لتأمين ميزانية قيمة تليق بمكانة الحرمين الشريفين وتتكفل بتغطية جميع نفقات الصيانة والعمالة التي يحتاجها الحرمان من مياه وكهرباء ونظافة وصيانة المصاعد الكهربائية، وشبكة مكبرات الصوت الضخمة، ونفقات الحراسة، والهندسة، ومحطات التشغيل والتبريد والتوسعات الجديدة، كل هذا يحتاج إلى ميزانية تليق بمكانة الحرمين الشريفين، ومكانهما من العالم الإسلامي.. مما يشعرنا بمدى صدق المشاعر الإيمانية والاخلاص لله عز وجل في خدمة الحرمين من قبل خادم الحرمين الشريفين ومن قبل ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني الذي سيشرف حفل وضع حجر الأساس لهذا المشروع الوقفي التاريخي والفريد من نوعه الذي سيكون له الأثر الكبير في الحفاظ على أهم مسجدين في حياة الأمة الإسلامية في مكةالمكرمة وفي المدينةالمنورة.هذا الإحساس بالمسؤولية الدينية والمالية عن الحرمين يبرهن على حرص الملك فهد على ان تكون حياته كلها مليئة بالأعمال الصالحة التي تقرب الإنسان من ربه، وأي عمل عظيم فوق هذا العمل الذي نجد آثاره في داخل المملكة وفي خارجها حيث تنتشر المساجد والمراكز الإسلامية الكبرى التي بنيت على نفقة خادم الحرمين الخاصة.لقد ارتبط تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بخدمة العقيدة الإسلامية، وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية لاقامة المساجد والمراكز الإسلامية في كل مكان، فاقترنت النهضة العمرانية في المملكة بالنهضة الدينية، ورأينا معالم هذه النهضة في جميع أنحاء المملكة، وفي أكبر عواصم الغرب والشرق، فأضاءت هذه المساجد والمراكز الإسلامية قلوب المؤمنين في كل مكان، وأصبحت منارات علمية وثقافية وحضارية نادرة، يذكرها المسلمون بالخير في جميع أنحاء العالم. وإننا إذ نقدر هذا العطاء السخي للمملكة لا يسعنا إلا ان نسجل بأحرف من نور ما قام به خادم الحرمين الشريفين من عمل رائع بوقف «قلعة أجياد» لله عز وجل، وجعلها هبة للحرمين الشريفين، وهذه الخطوة المباركة ستحث أغنياء وأثرياء المملكة على المسارعة إلى إحياء سنة الوقف تأسياً بخادم الحرمين الشريفين، وهذه الخطوة المباركة ستحث أغنياء وأثرياء المملكة على المسارعة إلى إحياء سنة الوقف تأسياً بخادم الحرمين الشريفين، وذلك لمواجهة تبعات التصدي لكل حملات التشويه والتنديد بالإسلام، ونشر الدعاة المثقفين في شتى أنحاء العالم، والتصدي لحملات التبشير والتنصير التي تقوم على قدم وساق لإخراج المسلمين من دينهم واستغلال فقر الفقراء وحاجة المحتاجين ومآسي المسلمين الذين يتعرضون للتشريد والجوع بسبب الحروب التي تشن على بلادهم من جميع قوى الشر في العالم. ولا شك ان الوقف هو السلاح الحضاري الأمضى الذي نتقرب به إلى الله، ونشهره في وجه ما يحاك من مؤامرات على الإسلام، بإقامة المؤسسات الإسلامية الخيرية والإنسانية والثقافية والاجتماعية، والوقوف هو السبيل الأوحد لنشر الدعوة الإسلامية، وترسيخ قواعدها، وإقامة المساجد في كل مكان.إن خادم الحرمين الشريفين قد ضرب المثل الأعلى فيما قدمه للحرمين الشريفين، وعلى أهل الخير والصلاح في المجتمعات الإسلامية ان يهبوا لإحياء هذه السنة من جديد، لعلنا نعيد بهذا إلى الوقف دوره التاريخي والحضاري الذي كان وراءه أكبر مساجد العالم وجامعاته من الأزهر الشريف إلى القيروان إلى الزيتونة إلى المسجد الأموي وإلى غيرها من مؤسسات حضارية وعلمية.اللهم أجز خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، واجعل عمله هذا في ميزان حسناته يوم القيامة، وبارك له في اخوانه الأمراء وأبنائه واجعلهم أئمة يهدون إلى الخير ويقبلون على عمل الخير، ويجددون عهدهم مع الدعوة الإسلامية باقتطاع الأراضي الواسعة وجعلها وقفاً خيرياً دائماً مستمراً لحساب الدعوة الإسلامية وخدمتها وخدمة بيوت الله عز وجل. ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا ان نثني على جهود معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ التي يبذلها لإحياء سنة الوقف في المملكة من جديد، وحرصه على عقد المؤتمرات المتتالية لتوعية المسلمين في هذا المجال، وحث الأغنياء على البذل والعطاء لإحياء هذه السنة الشريفة وتنمية الوقف الإسلامي من جديد ليكون في خدمة الدعوة الإسلامية في شتى أنحاء العالم.