هون عليك فانهم بعض البشر عاشوا جوارك واستطابوا في السهر نوراً خفيف الظل يأنسه البصر صاف فما شيء يشوبك يا قمر الغانيات وقفن في طرف الغدير والماء يجري سلسبيلا في خرير فرأين نورك في المياه كما تسير والمزن حولك كالوصائف في حبور ومشيت كالنشوان في اليوم المطير تمضي وتجري مثلما شاء القدير وتدور في الفلك الكبير الى المصير لتعود ثانية غريراً كالصغير غنى بك الأدباء والشعراء وتجملت في حسنك الحسناء وتعاظمت يزهو بها الخيلاء.. ويقول شاعرها فقيراً يا قمر هذي الحسان الخرد من هذا المدر فاقتك فهي بواسم الثغر الجميل وكأن وجهك قد تبسم ضاحكا مما رأيت من الزمان حوالكا كنت المقدس، حيث كنت هنالكا تسمو وتعجب ما يقول أولالكا وتقولك إني آية لك يا بشر والشمس تجري في السماء لمستقر ومضيت تزحف عبر آلاف السنين وتغير الراءون، غيرك في سكون تحيا تودع أمة في الغابرين وتقول أهلا بالجديد ومرحباً بالنازلين هم ينظرونك ثم تاهوا يا قمر بك يا جمال الكون في وقت السحر كم شاعر غنى على أوتاره يبكي طوال الليل من أشعاره كم فاقد يا بدر ناح بداره رحل الصحاب وظل رهن أساره ظنوا بأنك قد سلمت من الخطر واليوم فوق ثراك قد حط البشر لا شيء نعرف غير أنك غامض عبر السنين وأنت فيها رابض تترى تمر عوامل وعوارض إذ أنت تهزأ بالعوارض عارض حتى أتى العلماء في هذا الدهر ورأوك أهلا للزيارة يا قمر وتجشموا بعد المسافة والخطر ومضوا يجوزون الفضاء الى القمر ورأوا من الآيات ما فيه العبر بدراً من الرمل السفي ومن حجر لكنه عكس الضياء الى البشر سبحانك اللهم فرداً واحدا جعل الكواكب زينة وفرائدا جعل ابن آدم للحقيقة شاهدا والأرض فضلها فظلت رائدا منها خلقنا ثم فيها المستقر والأمر للرحمن لا أمر البشر شعر عدنان ساري الفقيه