تعتزم إحدى الشركات الأمريكية طرح كرسي متحرك جديد للبيع في الأسواق قريباً وهو ذاتي الحركة يمكنه السير على الأراضي غير المستوية وصعود الارصفة والسلالم والمرتفعات أو التعامل مع الأرفف العالية في المكتبات والمطابخ والسوبر ماركت أو حتى القيام بحركات بهلوانية بكل مرونة ويسر دون أن يتسبب في سقوط المستخدم أو إصابته بأي أضرار بفضل عجلاته الأربعة الأساسية التي يمكنها التحرك في كل اتجاه «إلى أعلى وأسفل وإلى الخلف والأمام» بشكل يتناسب مع نوع الأرضيات التي تسير عليها وهو ما يوفر للمعاقين حرية أكبر في الحركة والتنقل داخل المنزل وخارجه دون حاجة لمساعدة الآخرين ويحمل الابتكار الجديد اسم اندبندنس اي بوت 3000 موبيلتي سيستم (Independence iBOT 3000 Mobility System ) وتعتزم الشركة طرحه للبيع في الأسواق قريبا بعد حصوله على موافقة و إعجاب خبراء الهيئة الفيدرالية الأمريكية للأغذية والزراعة يوم الأربعاء الماضي إلى درجة انهم وصفوه بأنه ثورة جديدة في أجهزة مساعدة المرضى والمعاقين خاصة انه لا يحتاج إلى تدريبات لقيادته بسب بساطة تصميمه وسهولة تشغيله لكنها نصحت بقصر استخدامه على البالغين والمراهقين الذين لا تقل أعمارهم عن 12 عاماً بالإضافة إلى عدم استخدامه دون مساعدة في صعود السلالم التي لا تحتوي علي سياج خاص بها «درابزين ». ويعتمد مقعد اندبندنس اي بوت 3000 في حركته على محرك يعمل بالطاقة الكهربائية التي يستمدها من بطاريتين من النيكل كاديوم قوة كل منهما 2 ،7 فولت «قابلة لإعادة الشحن» وهي تكفي لتشغيله لمدة أربع ساعات من الحركة المتواصلة أو لمسافة تصل إلى 24 كيلومتراً وتبلغ سرعة المقعد 9 كيلومترات في الساعة ويمكن التحكم فيها من خلال عملية الضبط المسبق التي توفر للمستخدم إمكانية تحديد السرعة المناسبة له ويصل ارتفاع المقعد إلى 104 سنتيمترات بعرض يتراوح ما بين 60 إلى 76 سنتمتراً «وفقا لاتساع مساحة الجلوس» وتبلغ حمولته 113 كيلو جراماً، أما وزنه الإجمالي فيبلغ 92 كيلو جراماً وتم تزويد المقعد الجديد بتكنولوجيا متطورة تتيح لمستخدمة إمكانية السير به على عجلتيه الخلفيتين فقط دون أن يخشى السقوط وذلك بفضل المحسات الضوئية والبوصلة الميكروسكوبية التي تعمل على حفظ توازن المقعد في أثناء الصعود والنزول على السلالم والمرتفعات ويتم التحكم في حركة المقعد بواسطة عصا قيادة ولوحة تحكم صغيرة مثبته على المسند الأيمن له بحيث تكون دائماً في متناول يد المستخدم ويمكن أيضا للمستخدم التحكم في المقعد عن بعد من خلال نظام الريموت كنترول السلكي واللاسلكي بحيث يمكنه استدعاء المقعد إذا كان بعيدا عنه . ويرى الخبراء أن المقعد الجديد يمثل نقلة نوعية جديدة في تكنولوجيا صناعة أجهزة مساعدة للمرضى والمعاقين لأنه سيساهم بشكل كبير في التخفيف عنهم ويمكنهم من الحياة بصورة شبه طبيعية لكنه باهظ الثمن بالنسبة للكثيرين منهم إلى درجة أنهم سيحجمون عن الشراء ويفضلون استخدام المقاعد المتحركة القديمة التي تتحرك يدويا أو بمساعدة الآخرين لأن المقعد الجديد يعد نوعاً من الرفاهية بالنسبة لهم خاصة أن سعره يتراوح ما بين 29 إلى 40 ألف دولار أمريكي وقد اشترطت هيئه الأغذية والزراعة الفيدرالية اختبار المقعد الجديد على بعض المرضى قبل الموافقة عليه وتم بالفعل اختيار 12 مريضاً لتجربة اندبندنس اي بوت 3000 لمدة أسبوع كامل داخل المنازل وفي الشوارع وعلى التلال والمنحدرات وقد اجتاز تسعة من المشاركين جميع الاختبارات الخاصة بصعود ونزول السلالم و الأرصفة والمنحدرات بسلام، بينما فشل ثلاثة مشاركين فقط وتعرضوا للسقوط أكثر من مرة لكنهم أشادوا جميعا بسهولة استخدام هذا المقعد حتى ان بعضهم تمنى لو أخذه معه إلى منزله لكنهم أصيبوا جميعا بالصدمة عندما علموا بسعره. ويقول كارل برنارد هيلتون 46 عاماً انه فقد ساقيه في حادث سير قبل 25 عاماً وبفضل هذا المقعد «البهلوان» تمكن من الخروج إلى الشارع بمفرده للمرة الأولى منذ إعاقته وذهب إلى السوبر ماركت واشترى كل احتياجاته دون أن يطلب مساعدة من أي أحد ونظرا لعدم وجود سلالم في منزله فقد تعمد برنارد - كما يقول- الذهاب إلى حيث يقيم شقيقه في الطابق الثالث لإحدى البنايات ويصعد السلم بالكرسي وقد كانت مفاجئة سارة لشقيقه وأسرته. ويشير برنارد إلى أن شقيقه عقد العزم على شراء المقعد ليقدمه هدية له في عيد ميلاده القادم ولكنه أصيب بصدمة كبيرة عندما توجه إلى مقر الشركة للتعاقد ظناً منه أن السعر لن يتجاوز ثلاثة أو أربعة آلاف دولار لكنه فوجئ أنه يتجاوز لن يقل عن 29 ألف دولار وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة لنا «لقد اكتشفنا انه رفاهية لا نستطيع الاستمتاع بها».. يذكر أن المقعد الجديد من ابتكار دين كيمان الذي ابتكر من قبل العجلة الكهربائية «سكوتر» المعروفة باسم سيجواي التي أثارت ضجة عالمية العام الماضي وحققت مبيعات هائلة في الأسواق الامريكية والاوربية.