في مدينة الرباط.. بدأ بالأمس زعماء المسلمين تأكيدهم العملي، على ارتباطهم بالرباط الأسمى، رباط الأخوة في الله.. رباط العروة الوثقى.. رباط المصلحة المشتركة في الذود عن حمى الإسلام.. والوقوف صفاً واحداً لصون مقدساته، ودرء الأخطار عنه. ففي الساعة التاسعة بالتوقيت الزوالي من مساء أمس الاثنين الحادي عشر من رجب 1389 هجرية الموافق الثاني والعشرين من سبتمبر 1969م افتتح أول وأخطر مؤتمر قمة إسلامي في مدينة الرباط بالمغرب، من المقرر أن يستمر أياماً ثلاثة، وذلك للبحث في مصير الأماكن المقدسة الإسلامية في مدينة القدس التي يحتلها الإسرائيليون، وقد دعي مؤتمر القمة الإسلامي إلى الانعقاد بعد حادث حرق المسجد الأقصى في القدس قبل شهر واحد. ومن بين ملوك ورؤساء الدول الذين وصلوا إلى الرباط للاشتراك في المؤتمر جلالة الملك فيصل وجلالة الملك حسين عاهل الأردن وجلالة شاه إيران والرئيس الباكستاني يحيى خان والشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت والرئيس الصومالي عبدالرشيد علي شارماركي، كما وصل إلى الرباط يوم أمس الأول السيد عبدالخالق حسونة الأمين العام لجامعة الدول العربية وسيكون المراقب الوحيد في اجتماع زعماء ما يزيد على 400 مليون مسلم. وقد أرسلت الجمهورية العربية المتحدة وفداً برئاسة السيد أنور السادات، كما وصلت أربعة وفود أخرى أمس للاشتراك في المؤتمر وهي وفد الجزائر الذي يرأسه الرئيس الجزائري هواري بومدين ووفد موريتانيا برئاسة الرئيس مختار ولد داده، ووفد ماليزيا برئاسة الأمير عبدالرحمن رئيس الوزراء، ووفد غينيا برئاسة السيد سيف الله ديالو وزير الدولة للشؤؤن الخارجية، ووصلت أول أمس أيضاً وفود من أفغانستان وأندونيسيا ولبنان ومالي والنيجر والسنغال والسودان وتونس وتركيا.. وقد صرح السيد احسان صبري وزير خارجية تركيا أن بلاده قلقة جداً من جراء الوضع الخطر في الشرق الأوسط، وكان الوزير التركي يتحدث لدى وصوله إلى الرباط الليلة قبل الماضية لحضور المؤتمر، وقال إن موقف وفده في المؤتمر سيتفق مع سياسة تركيا التي تهدف إلى احلال الاستقرار في الشرق الأوسط وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول العربية، وذكر أن وفده مستعد للتعاون تعاوناً تاماً مع وفود الدول الأخرى حتى يتمكن المؤتمر من تحقيق نتائج ايجابية، ومن ناحية أخرى صرح الأمير عبدالرحمن رئيس وزراء ماليزيا لدى مغادرته مطار سوبانج الإسلامي لن يقصر بحثه على جريمة المسجد الأقصى وحرق المسجد الأقصى فقط بل سيبحث قضية القدس ككل، وكذلك دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الدول الإسلامية إلى انشاء لجان لجميع التبرعات9 من أجل فلسطين وحث ممثل فتح في مؤتمر القمة الإسلامي الدول الإسلامية كذلك على اقامة لجان خاصة لإعلام الرأي العام الإسلامي عن القضية الفلسطينية. هذا وقد عقد في الساعة السادسة من مساء أمس مؤتمر وزراء خارجية الدول المشتركة في مؤتمر القمة الإسلامي، وهو الذي كان مقرراً عقده صباح أمس، لولا تأخر وصول بعض وفود الدول.