بعد نهاية حلقة «شنطة أبو علي»، من طاش ما طاش التي ظهر اسمي كأحد مؤلفيها، اتصل بي صديق عزيز من المخدوعين بقدراتي الأدبية والإبداعية وقال بالحرف الواحد: أخ عبدالله حلقتك مثل وجهك. فقلت له أكيد وهذا هو السبب الذي جعلني أمتنع عن نشر صوري مع مقالاتي. لم أجد جواباً أفضل من هذا، ومع ذلك حاولت أن أقنعه أن أي نص يكتب للتلفزيون لا يخرج كما هو وإنما ينتقل من يد نشيط إلى يد نشيط آخر وكل واحد من هؤلاء النشطاء له رأي خاص حتى إذا تحول «المكتوب» إلى تمثيلية ستراه نصاً غريباً، وهذا النص بالتحديد وصلتني فكرته بصورة ثم عالجتها بصورة ثانية وأخيراً أُنتج بصورة ثالثة. الفكرة الأساسية لم تكن فكرتي، فأنا لا أميل إلى كتابة قضايا الخدمات ولكنها طرحت عليَّ وناقشتها بالتفصيل مع الصديقين عبدالله وناصر على أساس أنها فكرة «flat» يعني مسطحة لا يمكن أن تنتج عملاً درامياً أو كوميدياً ناجحاً، واقترحت أنه إذا كان لابد من تحويلها إلى عمل درامي علينا أن نخلق خطاً قصصياً آخر موازياً لهذا الخط ومعززاً له. فابتكرنا خط الزوجة الثانية المخبأة بالمسيار ودمجها ضمن الخط الأصلي على أساس أن صك الزواج سرق مع الأوراق الأخرى ولابد من الإعلان عنه، والإعلان عنه قد يؤدي إلى فضح أبو علي عند زوجته الأولى أو عند أبنائه. في ظني لو أن المخرج احتفظ بهذا الخط قوياً كان يمكن إنقاذ الحلقة والإبقاء على سخونتها، وبالتالي لن تكون حلقتي مثل وجهي بل أحلى منه بكثير، ولكن ما جاء في العرض هو عودة إلى الخط الأساسي مع الإبقاء على حضور الزوجة الثانية دون مبرر درامي، وأحدثت خللاً في سياق النص الأصلي وساهمت في ضعفه، لأنك لو أزلت كل المشاهد التي خرجت فيها زينب العسكري فلن يحدث أي تأثير على الخط القصي العام بل ربما تعزز. لعل المشاهد الكريم لاحظ أن مشهد البحث في القمامة في نهاية الحلقة لا مبرر له وأنه مقحم على النص، ولكن هذا غير صحيح إذا قرأنا النص الأصلي الذي كتبناه، فالإشارة إلى القمامة.. أعزكم الله، كان يجب أن تظهر مع بداية الحلقة كحل بديل يغرس في لا شعور المشاهد حتى إذا داخ أبو علي من الدوران على الدوائر الحكومية يلجأ إليه كقفلة مبررة للحلقة. كما أن شخصية الجنوبي لم تكن ضمن النص الأصلي ولم أقترحها في السيناريو فوصف الشخصية في النص الأصلي: رجل من هؤلاء الشريطية المتسببين، الذين تراهم في دوائر الخدمات الحكومية ومراكز الشرطة يراجعون في كل شيء، وفي نظري كان يمكن أن تكون هذه أقوى من شخصية الجنوبي التي وظفت. على كل حال المخرج هو صاحب الرأي الأخير في أي عمل درامي. فاكس: 4702164