«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجدد معطيات العصر والفوارق العمرية أساسيات يجب على الآباء إدراكها تربوياً
البصري: نستطيع قراءة أفكارهم بالنزول لمستواهم والحديث عما يناسبهم
نشر في الجزيرة يوم 12 - 11 - 2002

أسلوب التعامل التربوي مع الابناء مهمة شاقة وغير يعسيرة وفي الوقت نفسه على درجة من الدقة والحساسية المرهفة من جانب الاطفال والمراهقين تتطلب دراية وخبرة وحنكة ودبلوماسية تربوية حانية راقية وعادلة ايضا دون تهاون او تقصير او تدليل او تفرقة بين الابناء، هنا نتحدث الى ذوي الاختصاص ممن قدموا للقراء خبراتهم وتجاربهم في جملة من النصائح والتوجيهات التربوية الهادفة..
ردم الفجوات
تحدث الاستاذ عبدالله محمد البصري مبيناً ان كثيراً من الآباء يكون بينهم وبين ابنائهم فجوة في التعامل كبيرة، وتناقض شاسع في التفاهم والاخذ والعطاء، مما يؤدي الى خلل في تربية هؤلاء الآباء لابنائهم في كثير من الاحيان، وكان بإمكان الآباء أن يسدوا هذه الفجوة ويتخلصوا من ذلك التناقض، لو انهم استطاعوا ان يقرؤوا افكار ابنائهم، ويعرفوا ماذا يدور في اذهانهم؟؟ فيعملوا على الاستفادة من تلك الافكار في جعل ابنائهم مطيعين لهم، ممتثلين لأوامرهم.
ولو تأملت حال هؤلاء الآباء لوجدت احدهم يعيش عالماً آخر غير العالم الذي يسبح فيه خيال ابنه، ويغرق في مثاليات يتوقع من ابنه ان يسير عليها، ولا يحيد عنها قيد انملة، فإذا ما فوجئ ان ذلك الابن في واد، وتلك المثاليات في واد، رماه بالغباء او بلادة الفهم، واتهمه بنقص الرجولة او القصور عن الاقران، ولو ان هذا الاب المغرق في مثالياته رجع الى ايامه الاولى، وتأمل في حاله وحال اقرانه حينما كانوا اطفالا او مراهقين، لعرف كيف كانت اهتماماته اقل وادنى مما يهتم به ابنه في عالم اليوم، ذلك العالم الآخر الذي يختلف طعماً ولوناً عن عالم الامس.
إنني بذلك لا ادعو الى ترك الابناء ليفعلوا ما شاؤوا ويتركوا ما لا يروق لهم، او الرضا بما قد يتلبسون به من أخطاء في حق انفسهم او حق الآخرين، فان ذلك في نظري هو نوع من القتل البطيء لهم، وانما ادعو الى ان نعيش في الواقع الذي نحن فيه، ونفهمه فهماً يساعدنا على تربية ابنائنا التربية المنشودة، وعلى ان نأخذ بأيديهم الى ما نريد او الى ما يجب ان يكونوا عليه في المستقبل.
ان الانطلاق من واقع أبنائنا الى عالم المستقبل المرجو لهم، واستغلال امكاناتهم وقدراتهم الحالية لتمكينهم من الابداع والانتاج فيما بعد، يعد في رأيي الاسلوب الذي يتمشى وطبيعة خلق الانسان، حيث لم يوجد على ظهر هذه الارض رجل مكتمل القوى الجسدية والعقلية، ناضج التفكير مميز الابداع، بل خلقه الله من ضعف وأنبته من الارض نباتاً، وجعله يحيا على ظهرها أطواراً، وهيأ له من الاسباب بعد ذلك ما يتقوى به الى ان يبلغ اشده {اللهٍ الذٌي خّلّقّكٍم مٌَن ضّعًفُ ثٍمَّ جّعّلّ مٌنً بّعًدٌ ضّعًفُ قٍوَّةْ} ولذا فإن علينا معشر الآباء ألا نحمل ابناءنا فوق طاقتهم، ولا نطلب منهم ما لا يمكنهم، بل ولا نلزمهم ان يفكروا في الوقت الحالي بما نفكر نحن به جملة واحدة، وانما يجب علينا ان نأخذهم شيئاً فشيئاً، ونمنحهم السلوكيات الحسنة جرعات موزونة بحسب العمر والمرحلة، حتى اذا بلغوا مرحلة الرجولة، واذا هم قد اكتملت لهم الجرعات الوقائية المطلوبة، فما عليهم إلا ان يشقوا طريقهم في الحياة اقوياء اسوياء، ليبدؤوا دورة تربية جديدة مع ابنائهم وذرياتهم، لكن هذه الجرعات التربوية تتطلب منا تشخيصاً دقيقاً لأبنائنا، ومعرفة لما يدور في اذهانهم وما يحتاجونه، ونحن في سبيل التشخيص الدقيق لابد ان نقرأ افكار ابنائنا قراءة صحيحة، ونتفهم واقعهم ونعرف قدراتهم، لننطلق من ذلك في تربيتهم التربية الصحيحة المطلوبة.
قد يقول قائل: وهل الافكار كتاب فنفتحه في اي وقت لنقرأ فيه؟ فأقول ليس الامر كذلك فحسب، بل ان الافكار كتاب مفتوح على مدى عمر الانسان، فمنذ ان يبدأ الطفل في تعلم الكلام والنطق ببعض الكلمات بل ولا اكون مبالغاً اذا قلت ان ذلك يبدأ منذ صيحات الاشهر الاولى فهو انما يعبر عن افكاره وينقلها للآخرين، ليقرؤوا ما يدور في ذهنه وما يعتلج في صدره، ويبقى هذا الكتاب مفتوحاً ما دام الانسان على قيد الحياة، بل ولا مبالغة اذا قلت انه يبقى حتى بعد وفاته، فها نحن مازلنا نقرأ افكار السابقين من سلفنا ومن قبلهم ومن بعدهم فيما تركوه لنا من تراث فكري، سواء بشكل منثور او منظوم، وبيننا وبين هؤلاء مئات السنين، بل آلاف السنين في بعض الاحوال.
اقرؤوا أفكارهم
واضاف ان بعض الآباء استطاع ان يقرأ افكار ابنه ويطلع عليها، فاستفاد من ذلك كثيراً في تربية ابنه وجعله طوع أمره، وآخرون وهم كثر في واقعنا لم يستطيعوا ذلك، فأصبحوا مع ابنائهم طرفي نقيض، مابين متزمت لايرى لأبنائه حقاً في ان يتصرفوا حتى فيما يخصهم الا باذنه وامره، ومفرط قد ترك لهم الحبل على الغارب، ليتصرفوا فيما لهم فيه حق، وفيما لا حق لهم فيه، حتى ليخيل لبعضهم ان من حوله يجب ان يسيروا على ما يرسمه هو ويريده.
إن الاخفاق في قراءة افكار ابنائنا والتعرف عليها، قد يكون منشؤه منا نحن، وقد يكون سببه عيبا فيهم هم، وعلى كل حال فإنه يجب علينا ان نتعرف على السبب الحقيقي، ونقضي عليه ونتخلص منه، لنملك زمام الأمر ونمسك مقود تربية ابنائنا، قبل ان يفلت من ايدينا ويصبح ملك غيرنا، وعندئذ قد نندم، ولات حين مندم.
فارق السن قد يكون هو السبب الرئيسي في إخفاق كثير من الآباء في قراءة افكار ابنائهم، اذ يستنكف بعضهم عن سماع كلام طفل لا يفهم الامور، ولا يعي بواطنها حتى ولو كان ابنه وفلذة كبده، ويعده بعضهم نوعاً من تضييع الوقت فيما لا طائل من ورائه، وقد يكون آباؤهم سبب الاخفاق حين لا تعنيهم افكار ابنائهم في قليل ولا كثير، في حين يبالغ آخرون في تحجيم بعض الامور اليسيرة، او يغرق في تضخيم بعض تصرفات ابنائه الصغيرة، فيكون بذلك مقيداً لهم عن التصرف ببساطتهم المعتادة، او الانطلاق في احاديثهم بعفويتهم المعهودة، وعند فئة من الآباء تكون حدة المزاج وسرعة الغضب لأتفه الاسباب حائلا دون بوح الابناء لهم بافكارهم، فيكتمونها اذ ذاك في صدورهم ويحبسونها بين أضلعهم، فتتحول الى اسرار وهموم، يضطرون الى ان يبوحوا بها ويبثوها لبعض من يكبرهم سناً ويتظاهر بصداقتهم، وهو الى افتراسهم اشد شوقاً من الاسد الى فريسته، بينما نجد السبب عند آخرين يكمن في كثرة اعمالهم وارتباطاتهم خارج المنزل، فلا يعود احدهم الا محملا بهموم وظيفته او تجارته، وما ان يجلس في بيته وبين ابنائه، حتى تختطفه المكالمات الهاتفية من بين أظهرهم، فيبقى معهم جسداً بلا روح حتى يأتي وقت النوم، فيسلم له النفس ويترك اطفاله يموج بعضهم في بعض، لا يدري ما همومهم ولا في اي شيء يفكرون؟
إن الأب يستطيع قراءة افكار ابنائه لو نزل قليلا الى مستواهم وحدثهم باللغة التي تناسبهم، يستطيع ذلك لو صبر وأفسح لهم المجال ليتحدثوا على سجيتهم عما يدور في اذهانهم، دون مقاطعة منه او استهزاء بما قد يحتقره او يراه غير مناسب من افكارهم، ولو أفسحنا المجال لأبنائنا لاختيار ما يناسبهم ويروق لهم من ملابس والعاب، بل وحتى في اختيار بعض اثاث المنزل وحاجاته، اقول لو فعلنا ذلك لاطلعنا على كثير مما يفكرون فيه، اصطحابنا لأطفالنا لزيارة بعض الاقارب والاصدقاء والمعارف، اخذهم في نزهة برية او زيارة هادفة لمعرض ما، تشجيعهم على الحديث بطلاقة في المجالس والمنتديات، وفي حلبات الالقاء في مدارسهم، حثهم على التعبير الكتابي وكتابة مذكرات بعد بعض الزيارات، او رحلات السفر والنزهة، مناقشتهم فيما يكتبون، اخذ آرائهم شفهياً في بعض ما يشاهدون من مواقف، كل تلك وامثالها تعد من الاسباب التي تساعدنا على قراءة افكار ابنائنا، وبالتالي الاطمئنان الى انهم يسيرون في الطريق الصحيح، او الاقتناع بانهم بحاجة الى تعديل سلوكهم وتصحيح مسيرتهم، فنبادر الى تشجيعهم على السلوك الايجابي ليستمروا عليه، وثني عزمهم عن السلوك السلبي ليجتنبوه، وبذلك نكون قد حققنا ما نصبو اليه من تربيتهم التربية السليمة المطلوبة.
نصائح تربوية
اما الدكتور صبحي سالم فيرى انه يجب على المربي ان يترك للطفل حرية اللعب واظهار مهاراته وهواياته وان يهيىء له الالعاب المناسبة وان يستبدل الالعاب المؤذية باخرى مفيدة وعلى الوالدين مشاركة الطفل في بعض العابه وان يهيئ له بعض العدد اليدوية والميكانو التي يمكن تركيبها كنماذج ومجسمات، ويجب ان يشجع الطفل على اللعب الجماعي لانه مفيد لصحة الطفل النفسية وينمي الروح الاجتماعية لدى الطفل ويقلل الخجل والمهابة من الاختلاط بالناس، ويجب مراقبة الطفل اثناء اللعب وتحذيره من الاختلاط بأقران السوء.
ونبه الى امر مهم حينما قال: يجب على الوالدين الحذر من الكذب على الطفل مهما كان السبب ومهما كان بسيطا لأن الوالدين قدوة له وسيقلدهم الطفل ويجب ان يستغل الآباء حب الاطفال للقصص في زرع الفضائل والاخلاق الحميدة في نفس الطفل وعدم اللجوء لقصص السحر والرعب.
ويجب على الام والاب توحيد اسلوب التربية والاتفاق على عدم نقد الطرف الثاني امام الاطفال، والحذر من اخطاء بعض الامهات يقمن بالتستر على اخطاء الاولاد الجسيمة التي يجب اخبار الآباء عنها كأن يقوم احد الاطفال بالسرقة بشكل منتظم من احد اخوته، مما حذر من الشدة والعنف في تربية الطفل لأدنى سبب تذهب شخصيته وتجعله ضعيف الارادة خائفا و مترددا ومهزوز الشخصية، ويجب استبدال ذلك باسلوب الترغيب والتشجيع.
وقال: إن عقوبة الطفل يجب ان تتناسب مع الخطأ فالخطأ المتعمد المرتب كإهانة الوالدين او العصيان او السرقة المرتبة يجب ألا تهمل عقوبتها، وقد يؤدي الى الانحراف اذا لم يواجه بحسم، ففي الصغر قد تكفي صفعة على اليد بردع الطفل وتعليمه ان ذلك محرم عليه، ويجب ان تكون العقوبة بعيدة عن مرأى الناس واقران الطفل، ويجب عدم الاعتذار للطفل بعد العقوبة خاصة اذا بكى الطفل واذا قام الطفل برمي اواني البيت او كسر زجاج النافذة احتجاجا على العقوبة يجب معاقبته مرة اخرى على ذنبه الجديد، ليعلم الطفل ان الامور ليست سائبة، كما لا ينبغي الافراط او المبالغة في التوجيه او الترشيد لان ذلك يؤثر سلبا ويضعف الثقة بالنفس ويسبب التردد لدى الطفل، وقد يلجأ الطفل للكذب للتخلص من اللوم والعقوبة.
واكد انه ينبغي على الوالدين عدم الاعلان عن العجز في توجيه الطفل او اصلاحه كأن يقولوا لقد عجزنا عن اصلاحه او فشلنا مع هذا الولد لان ذلك يؤدي الى تمرد الطفل واعتقاده انه انتصر على والديه، ويجب عدم المفاضلة بين الابناء ويجب مدح الخصال الحميدة لأي منهم في حينها وذم التصرفات الخاطئة في حينها وعدم العودة لذمها بعد ذلك.
وفي النهاية فإن التربية السليمة للأبناء ليست سهلة وليست صعبة انما تحتاج الى الدقة وان نتذكر ان الاطفال يقلدون الكبار ويعتبرونهم قدوتهم ولا ننسى ذلك ابداً.
اما الدكتورة سحر محمد عفيفي فكان رأيها كالتالي:
بقولها عندما يمتلئ البيت بهجة وسروراً، وفرحة بنزول الضيوف الجدد في حياة الزوجين، تنشأ علاقة حميمة من أسمى العلاقات الانسانية بين الكبار والصغار، تحتاج الى الدقة في التعامل لضمان النشأة السوية باذن الله، وان مايزرع في وجدان الطفل يثبت لان الوالدين له القدوة والمثل والاطفال امانة في عنق الوالدين.
ولعل ما اوصى به المصطفى عليه الصلاة والسلام من أن يسمع الطفل نداء الاذان والاقامة كأول شيء يسمعه الطفل في حياته، وللتأكيد بان ادراك الطفل وتجاوبه مع توجيهات المربي تكون في مرحلة مبكرة جدا من حياته عكس ما يتوقع الكثير، فالمولود يميز بين البسمة وعلامات الغضب بالرغم من عدم نضوج عقله بصورة كاملة ولا ينبغي للمربي التأخر عن تلقين الطفل وافهامه مبادئ التربية بدعوى انه لايزال صغيرا.
يجب العمل على تثبيت العقيدة الاسلامية الصحيحة لدى الطفل بحيث تكون من اولى خطوات التربية للطفل، فإفهام الطفل ما يتعلق بالخالق سبحانه وتعالى ثم بالرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك باسلوب بسيط يدركه عقل الطفل واجب حتمي دون تأخير، وان اصطحاب الطفل للمسجد واستمرار المربي في توجيه الطفل وإلزامه بالصلاة وتصويب الاخطاء تدريجيا من السابعة حتى يتم العاشرة سيؤدي الى ادراك الطفل للصلاة الصحيحة، وسيكون ذلك امرا مؤكدا ان شاء الله.
ويجب ان تعلم الام ان الرضاعة الطبيعية تنشئ علاقة حسية خاصة مباشرة بين الطفل وامه وتولد احاسيس الحنان والحب من الطفل لأمه، كما ان اظهار الام والاب حبهما للطفل وتقبيله ينشئ عنده احساس الثقة بالنفس وينمي لديه شعوراً بالعزة والشجاعة ويحس ان له سندا قويا في الحياة.
وان الاهتمام بتغذية الطفل السليمة وترك الطفل يأكل دون خوف مما سيسببه الطفل من فوضى في مكان الاكل يعلمه الاعتماد على النفس، ويشجعه على الاكل بحرية، ويجب ان يكون التدخل محدودا فان احساس الطفل بالمراقبة قد يدفعه للدلال ورفض انواع من الاكل مفيدة لجسمه وصحته.
ويجب على الوالدين اعطاء الطفل الفرصة للقيام ببعض اعبائه واسناد بعض المهام والمسؤوليات له مما يولد عنده الثقة بالنفس ويقوي شخصيته، فإن أحسن شجعوه وأثنوا عليه، وان لم يتمكن من الاتقان ساعده والداه وأثنيا عليه بمقدار ما حقق وارشداه لتصحيح خطئه دون تعنيف ولا سخرية.
كما يجب على الامهات عدم ارغام الاطفال على النوم ويجب عليهما تهيئة الجو المناسب للنوم وان تدع الطفل يذهب للنوم راغبا فيه بعمل حمام دافئ له قبل النوم وعدم ترويع الطفل لردعه عن اللعب ليلا او ارغامه على النوم، فهذا يترك اثرا سيئا في نفس الطفل قد يستمر طيلة الحياة.
حاوروهم بهدوء
وتحدث الاستاذ سعد بن ابراهيم العتيبي مدير مدرسة الصقيع الابتدائية والمتوسطة مؤكداً ان اي سلوك لأي كائن حي ناتج لحاجة ما وبدافع حاجته الى شيء ما، ومن حاجة الطفل يمكن التعرف على افكاره وسلوكه، ومن السلوك تتشكل حاجة ودوافع الطفل لتعليمها وضمان تحقيق وتلبية هذه الحاجة وعليها يمكن توجيه ابنائنا ومساعدتهم في انفعالاتهم وتصحيح اخطائهم لنضمن لهم نمواً صحيحاً وبذلك يمر الآباء والامهات احياناً بمواقف في التعامل مع ابنائهم فيجدون انفسهم في صراع مع عواطف ومشاعر ابنائهم في تحقيق غاية في نفس الطفل، ولهذا السبب يجب علينا توجيه سلوك اطفالنا والتقرب منهم ومحاولة فتح الحوار معهم ومناقشتهم بهدف الشرح والاقناع وتجنيب السلوك غير المرغوب فيه، وبذلك تستطيع قراءة افكار اطفالنا.
اما الاستاذ ابراهيم هذال المقاطي فقال: السعيد من رزق بذرية صالحة، وصلاح الاولاد لايأتي إلا ببذل الاسباب بعد توفيق الله عز وجل والاخذ بالاسباب المعينة على ذلك وتربية الاولاد تبدأ من الطفولة والابن مازال غضاً طرياً فعلى الآباء والامهات والمربين والمربيات ان يعوا هذه النقطة المهمة وعملية التربية شاقة جداً وتحتاج الى الصبر وبذل الجهد وبعيداً عن العنف وهذه الصورة رسمها لنا الاسلام منذ اكثر من الف واربعمائة عام بان امر الطفل بالصلاة لسبع وذلك لتعويده على الصلاة وعند العاشرة يبدأ الجد ولابد من فهم حالة الابن النفسية وتحقيق رغباته في حدود المعقول، فلا إفراط ولا تفريط ولا عنف بولد لديه عقدة نفسية وكراهية للمجتمع ويجب معاملته بالطيب واللين ويجب الاستماع الى مشاكله.
اما علي بن عبدالله القحطاني فقال: يجب اولاً ان يكون الاب قدوة حسنة امام ابنائه لان الطفل يقلد ابويه في كل مايقدر عليه، وكذلك يجب على الاب ان يستغل وقت فراغ ابنائه بالمسجد وحلقات التحفيظ والمراكز الصيفية وكذلك يجب على الاب نحو ابنه الترغيب والتفاهم ولا يجب اجباره ورهبه بل يختار الخير عن قناعة ورغبة.
اما ناصر محمد السهلي فقال: يجب على الاب عندما يبلغ ابنه 8 سنوات واكثر ان يبدأ ابنه بالاستقلال قليلاً دون عنف وشدة من ابيه كما يجب الانفصال بشخصيته عن شخصية الوالدين ليثبت انه اصبح كبيراً كما ان الطفل يزداد عنفاً وتكثر مشاكله اذا تدخل الوالد بكل كبيرة وصغيرة فيما يخصه عندما يرد الذهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.