إن التقدم العلمي والثقافي والتطور الحضاري الذي نشهده هذه الأيام حمل الكثير من المثقفين على احتقار اللغة العربية وقلة الاهتمام بها زاعمين بأنها لغة باتت عاجزة لا يمكن لها ان تتواءم ومتطلبات عصر التقدم والتكنولوجيا، ولا ان تفي باحتياجاته المختلفة حتى أصبح الكثيرون يستخدمون اللغة الأجنبية في كلامهم وخاصة في عباراتهم اليومية، ولقد نسي هؤلاء أو تناسوا مكانة اللغة العربية وأهميتها. فاللغة العربية باقرار عدد كبير من الباحثين العرب والأجانب تعتبر من أهم اللغات اللسانية.بل ان البعض يرى أنها أصل اللغات عامة وتلك الأهمية تعود لأمور.. فالعربية كما يقول العلماء لغة دين ودولة وحضارة، لغة دين لأنها اللغة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لخاتم الأديان ولخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا لم تكن اللغة العربية خاصة بأهلها فقط بل أصبح تعلمها مطلباً شرعياً لجميع الشعوب الاسلامية، ولغة دولة لأنها اللغة الرسمية لدولة اسلامية كبيرة صالت وجالت في عصر مضى وسيطرت على رقعة كبيرة من العالم، ولغة حضارة لأنها الوعاء الذي احتوى تراث المسلمين العلمي وحضارتهم الراقية والتي ترجمت مؤلفاتها فيما بعد لتستفيد منها الحضارة الأوروبية باعتراف أصحابها. كما ان العربية توفر لها من البحث العلمي قديما وحديثا ما لم يتوفر لغيرها من اللغات، ولم يكن ذلك قاصراً على العرب فحسب بل كان للأجانب اسهامات كبيرة سجلت في هذا المجال.وأخيراً لعل فيما ذكر آنفاً ما يدل على أهمية العربية بالنسبة للغات العالم فهي ستبقى رمزاً للاسلام والمسلمين ولغة لمنهج رب العالمين الذي فيه صلاح البشرية وكفايتهم. (*) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم