فإنه قد حل علينا ضيف عزيز ووافد كريم إنه شهر رمضان الذي قال الله عز وجل فيه:{شّهًرٍ رّمّضّانّ الذٌي أٍنزٌلّ فٌيهٌ القٍرًآنٍ هٍدْْى لٌَلنَّاسٌ وّبّيٌَنّاتُ مٌَنّ الهٍدّى" وّالًفٍرًقّانٌ}. فأكرم به من شهر مبارك هو سيد الشهور عند الله عز وجل، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. إنه شهر الرحمات وشهر البركات، شهر تضاعف فيه الحسنات وتكفّر فيه السيئات وتصفد فيه الشياطين. في شهر رمضان ليله هي خير من ألف شهر قال الله تعالى: {إنَّا أّنزّلًنّاهٍ فٌي لّيًلّةٌ القّدًرٌ وّمّا أّدًرّاكّ مّا لّيًلّةٍ القّدًرٌ لّيًلّةٍ القّدًرٌ خّيًرِ مٌَنً أّلًفٌ شّهًرُ }. إن رمضان المبارك شهر الترفع الروحي وشهر الأخلاق الحميدة وشهر إعداد للنفس وترويضها لكل الطاعات وأجل القربات، فالصائم لارقيب عليه إلا الله فالواجب علينا الإخلاص لله تعالى في الصيام، فالاخلاص لله تعالى هو روح الطاعات ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات وهو سبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، وصدق الشاعر عندما قال: عليك بالصدق والإخلاص في العمل ولازم الخير حلا ومرتحل إن رمضان مدرسة إيمانية تتجلى فيها أعظم الدروس والعبر، قال الشاعر: وعظ الزمان فما فهمت عظاته فكأنه في صمته يتكلم فمن هذه الدروس والعبر التقوى (لعلكم تتقون) ومنها الصبر والانتصار على النفس والشيطان، ومنها الإنفاق في سبيل الله تعالى، ومنها كذلك المسابقة والمنافسة في الخيرات {وّفٌي ذّلٌكّ فّلًيّتّنّافّسٌ المٍتّنّافٌسٍونّ}. أخي المسلم الكريم: تذكر ان شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لا تتكرر فاحرص على اغتنام أيام وليالي هذا الشهر بكافة الطاعات، ويجب عليك الوقوف مع نفسك وقفة صادقة تحاسب فيها نفسك وتعود إلى ربك! فمن لم يتب في رمضان متى يتوب؟ ومن لم يُغفر له في رمضان، متى يُغفر له؟ أسأل الله العظيم ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين.