سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدعاء لا يكون بالبكاء وتحميس الناس بل بالتأدب بالآداب الشرعية وزير الشؤون الإسلامية في لقائه بالأئمة والخطباء بالرياض بمناسبة بدء برنامج العناية بالمساجد:
حذر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الأئمة والخطباء من تنامي التدين بالشك في الناس، و الله جل وعلا نهى عن هذا، لان تنامي التدين بالوقيعة يقع غيره، ويسيء، وينشر أقوالاً كما يظهر حالياً في الإنترنت، حتى العلماء الكبار ما سلموا من ذلك. وقال: إن هذا يسبب شرخاً في وحدة الناس وهو من أسباب بلبلة القلوب، وإذا وقع في القلوب البلبلة حصل الفساد في الكلمة. وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أهمية وحدة الصف، واجتماع الكلمة. وفي هذا السياق، طالب معاليه الأئمة والخطباء ممن يجد في نفسه القدرة والعلم التصدي لما يكتب ويبث عبر الإنترنت من طعن في الإسلام، ومن الافتراءات والظن والشك والقدح في العلماء وطلبة العلم. وفيما يلي نص حديث معالي الوزير آل الشيخ إلى الأئمة والخطباء: البصيرة هي العلم النافع الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم إياك نعبد ولك نحمد لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين نشهد لك بالوحدانية ولنبيك محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة، اللهم فتقبل ذلك منا وثبتنا عليه إلى الممات، اللهم نسألك أن تجعلنا ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، كما نسألك اللهم أن تهيئ لنا توفيقاً ورشداً في أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا وفي كل ما يرضيك عنا، اللهم يسر لنا صيام هذا الشهر الكريم واجعله خالصاً لوجهك وتقبل منا قليل عباداتنا واجعله زلفا لديك إنك أكرم مسؤول اللهم فأجب. * ، قال أهل العلم: البصيرة هي العلم النافع، ففي قوله ادعو إلى الله تنبيه على الإخلاص، وفي قوله على بصيرة التنبيه على العلم، فإن الداعية، والواعظ، والمنبه للناس، والمرشد لهم، والخطيب أعظم ما يكون به على اتباع بأن يكون داعياً إلى الله بإخلاص، وداعياً إلى الله على بصيرة وهي للقلب كالبصر للعين يبصر به عند حلول الشبهات وعند نزول المشتبهات، لذلك وصيتي لنفسي ولجميع الإخوة من حضر ومن لم يحضر الازدياد من العلم لهذا على عظم مقام الرسالة والنبوة، فإن الله - جلا وعلا - أمر نبيه بأن يسأله الازدياد من العلم فقال في آخر سورة طه: {وّقٍل رَّبٌَ زٌدًنٌي عٌلًمْا} *طه: 114* ، وهذا سؤال معه الإجابة من الله - جل جلاله -. الهدي القرآني *، في قوله - جل وعلا - منه آيات محكمات هن أم الكتاب يعني التي يرجع إليها الكتاب، فالقرآن فيه الفاتحة، وهي أم القرآن أو أم الكتاب، وأيضاً فيه آيات كثيرة من جهة الأحكام هي المرجع لظهورها ودلالتها والاتفاق عليها، ومنه أيضاً آيات مشتبهات وأخر متشابهات، فإذا كان كذلك فالله - جل وعلا - ابتلى العباد بوجود المحكم والمتشابه، والمتشابه ماذا يجب علينا فيه؟ يجب علينا فيه أولاً التوقف أن يجزم فيه بجرأة، والثاني أن يرجع فيه إلى المحكم من الآيات والسنة والإجماع، وهذه المسألة بين الله - جل وعلا - فيها سبب الافتراء وسبب الخلاف وسبب الضلال فقال:{فّأّمَّا الذٌينّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمً زّيًغِ فّيّتَّبٌعٍونّ مّا تّشّابّهّ مٌنًهٍ ابًتٌغّاءّ الفٌتًنّةٌ وّابًتٌغّاءّ تّأّوٌيلٌهٌ} *آل عمران: 7* ، فهل وجود المتشابه في القرآن أو في السنة أو في كلام أهل العلم هل هو سببٌ للزيغ؟، الله - جل وعلا - بين أن الزيغ وجد أولاً الذي يستقي من القرآن أو من السنة لا يصيبه زيغ لكن قد يوجد الزيغ أولاً ثم يرجع الزائغ إلى النصوص ليستدل منها على زيغه، ولذلك قال: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون، رتب ذلك بالفاء وجد في القلوب الزيغ ثم وجد اتباع المتشابه، فيتبعون ما تشابه منه والله - جل وعلا - ابتلى بوجود هذا الذي لايدرك ولكن يجب رده إلى المحكم أو رده إلى أهل العلم ليعلموا ذلك وليبينوه، وهذا هو الذي حصل في تاريخ الأمة فإنه ما حصل افتراء أو ضلال إلا بسبب وجود الأهواء أولاً ثم اتباع المتشابه ليستدل بالمتشابه على تلك الأهواء. زلة العالم لما ظهر الخوارج السبأية لما ظهرت الفرق المختلفة من القدرية والإرجاء والإعتزال كلهم وقع في نفوسهم شيء فبحثوا عن الدليل فاستدلوا لينصروا مذهبهم أو لينصروا قولهم وهذا بنص القرآن زيغ وابتغاء للفتنة وابتغاء للتأويل والله - جل وعلا - أرشدنا إلى الطريق المستقيم.كذلك كلام أهل العلم أن الله - جل وعلا - جعل ذلك ابتلاء للناس لكي يتناول القرآن أهل العلم، لكي يكون المرجع إلى أهل العلم فيه، كذلك السنة، لكن أيضاً وقع في كلام أهل العلم وفي بعض أفعال التابعين أو السلف ما هو مشتبه في نفسه، فكيف يحمل؟، فتجد أنه من لم يدرك الصواب أو من لم يأخذ بالمحكمات فإنه يجعل كل فعلٍ حجة، ويجعل كل قولٍ حجة، وهذا خلاف لما يوجبه العلم الصحيح، بل الواجب ألا يتبع العالم بزلته، كما قال أهل العلم: لايتبع العالم بزلته، لا يتبع في زلته ولا يُتبع بزلته أيضاً اجتهادٌ أخطأ فيه لا يتابع عليه، لكن يأتي من يأتي ويأخذ بهذه المشتبهات ليس صعباً أن نجمع في أي مسألة مهما شئت من أقوال أهل العلم والمنتسبين ما شئت من الأقوال والنقول، قال فلان، وقال فلان، ونخرج مؤلفاً ويكون الكلام كله على خلاف السنة وعلى خلاف هدي السلف مع أن المنقول عنهم أو الأكثر منهم أو جميعاً من علماء الإسلام، وعلماء السنة، أو علماء السلف، ونحو ذلك لكن كل واحد لا يسوغ أن يتابع فيما لم يتفق فيه من المحكمات، وهذا له سبب، سُئل الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - إن كانت ذاكرتي صحيحة أو حاضرة - قيل له لماذا يخطئ العلماء؟ قال أراد الله خطأ العلماء لئلا يشتبه العالم بالنبي، لأنه إذا كان كل ما يقوله جمهرة العلماء صحيح دائماً ويستدل به في كل وقت وفي كل زمان اشتبه العالم بالنبي صار نبياً لأن كل ما قاله صواب لكن ابتلى الله - جل وعلا - الناس بذلك، كما ابتلاهم بجعل الكتاب منه محكم ومنه متشابه، وكذلك العلماء من كلامهم ماهو صواب وهو الأكثر، ومنهم ماقد يخالفهم غيرهم والعبرة بالدليل. ظهور النوازل اليوم تجد أن الإستدلال بالكلام كثير قال فلان وقال فلان لكن غير موافق للصواب لماذا؟ لأنه ليس الشأن في أن ننقل ليس الشأن في أن نسمع حكماً بدليله، لكن الشأن هو أن يكون النقل موافقاً لكلام العالم المجمل أو موافقاً للصواب وأن يكون الدليل المستدل به موافقاً للاستدلال وفي مكانه لأن هناك من يستدل بما لايصح أن يكون دليلاً على المسألة وهذا بين كثير، خصوصاً إذا ظهرت النوازل وظهرت المشتبهات فإنه يجب الحذر وطلب السلامة عند الله - جل وعلا -، لأن الكلمة ربما تصدر من طالب علم أو من داعية أو من خطيب فيتأثر بها من يتأثر، الآن مثل ما تعلمون قد يكون طالب علم أو داعية وكلكم جربتم يلقي كلمة هو عند نفسه له حدود يصل إليها فيما ينتج عن هذه الكلمة من تصرفات، ومثلاً يقول كلام فيه قوة في مسألة ما، هو عنده حد لما عنده من العلم الشرعي، وعنده من الأدب، وعنده من أصول أهل السنة والجماعة، وعقائد السلف فيه حد يصل إليه، لكن هو لا يعلم أن من يسمع الكلام ربما لايكون عنده حد يصل إليه، ولذلك حذر السلف في وقت الفتن ووقت تقلب الأمور ووقت اختلاف الأحوال ووقت الاختلاف حذروا من الكلام الذي قد يفهم على غير وجهه. الموعظة بالقرآن سمى الله - جل وعلا - القرآن موعظة، فإذا أردنا أن نعظ الناس أعظم موعظة فالقرآن والموعظة هي اسم جامع لكل ما يعظ القلوب لموافقة الهدي ومطابقة الشرع، فالتوحيد موعظة، العقيدة موعظة، الأحكام الشرعية موعظة لأن الله سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم موعظة ذكر قصص الأنبياء موعظة، ذكر الجنة والنار موعظة، ذكر يوم القيامة وما يحصل فيه أيضاً موعظة، وترقيق القلوب موعظة الأخلاق موعظة، فإذاً اسم الموعظة يشمل القرآن كله:{يّا أّيٍَهّا النَّاسٍ قّدً جّاءّتًكٍم مَّوًعٌظّةِ مٌَن رَّبٌَكٍمً}، وهذه الموعظة هي القرآن ولذلك فإن وعظ القلوب بأنواع هذه العلوم هو المطلوب لئلا تكل النفوس أو تفهم أن العلم الشرعي ومقتضيات بيان ما في الكتاب والسنة أنه بعيد عن إصلاح النفوس، إصلاح النفوس هو المقصود: {إنَّ هّذّا القٍرًآنّ يّهًدٌي لٌلَّتٌي هٌيّ أّقًوّمٍ} *الإسراء: 9* في كل شيء، لذلك وجب هنا أن نعتني بهدي القرآن وببيان السنة. الاستدلال بالقرآن القرآن الكريم كلام الله - جل وعلا - وهو الحجة الماضية، نأسف و يسوء المستمع لبعض الخطب أو بعض المحاضرات أنه يقل فيها الاستدلال بكتاب الله - جل وعلا - أنا حضرت جمعا في مساجد مختلفة ربما لم تأت إلا آية وربما لم تأت إذاً وعظ الناس بأي شيء، هل هو بالعقليات بكلام المنشئ، الأصل هو القرآن العظيم، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أكثر ما يقضي في خطبه اقرأ القرآن، فوعظ الناس بالقرآن هو الأساس، وعظ القرآن هو أعظم، وعظ إذا ما مرت خطبة ليس فيها آيات، نقول في آخر الخطبة وأنفعنا بما فيها من الآيات والذكر الحكيم، ربما ما سمعت إلا آية في بعض المرات، كيف تعظ الناس بدون آي بدون سنة، تصلح القلوب بماذا؟ لأنه إن لم تغرس في الناس في خطب الجمعة وفي المحاضرات الالتزام والرجوع إلى الكتاب والسنة فإنه سينفذ أهل الأهواء وربما ليس الآن، في المستقبل، لأنه سبب الانحراف الذي جاء أمة الإسلام هو أنه ضعف الاستدلال بما كان عليه السلف الاستدلال بالكتاب والسنة، وصارت عقليات وآراء وأقبسة، وربما كان هناك دليل واحد أو دليلين لا يتم به المراد لهذا، أنا أوصي بأن يكون الخطيب والداعية مستوعباً لأدلة المسألة أو الموضوع من القرآن، الحمد لله في كتب كثير تخدم في ذلك إذا لم يكن يستحضر القرآن، فيطالعها ويطالع كلام المفسرين عليها. وحدة الأمة * واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } ، وأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجماعة، وحضنا عليها، ونهانا عن الفرقة، بل قال عليه الصلاة والسلام: (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)، وجاء عن بعض السلف: الوعيد لمن قال قولاً أعان فيه على تفريق الكلمة. الظن بالناس * ، خلقه عليه الصلاة والسلام كان قبل النبوة قبل أن يوحى إليه كان على خلق عظيم، ولما جاءت النبوة زاد خلقه عظمة و عظمة لأن الله - جل وعلا - أراد له ذلك، وهذا الخلق كان من مكارم الأخلاق التي يعرفها أهل النفوس السليمة، ومن هذا الخلق صدق الحديث، وتجنب الظن (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) ومن هذا الخلق الوفاء من هذا الخلق وأن يدع ما يريبه إلى ما لايريبه، ومن هذا الخلق حفظ السر والأمانة والعهد، أين هذه الأخلاق هذه الأخلاق أكدها الإسلام وقال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. الدعاء في رمضان شهر رمضان مقبل جعلنا الله وإياكم ممن صامه إيماناً واحتساباً وقامه إيماناً واحتساباً اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين، وهناك أداء نكررها دائماً، وينبغي الحقيقة للإخوة أن يتفهموها وأن يراجعوا كلام أهل العلم فيها، وأن يتركوا ما يريب إلى ما لا يريب. وأن يعملوا بالأمور الواضحة المحكمة وأن يتركوا المشتبهات من ذلك مسائل الدعاء في القنوت في رمضان، قلَّت عند كثيرين الأدعية النبوية في القنوت وكثرت الأدعية الاجتهادية، الدعاء هو العبادة، والعبادة يجب أن نقتدي فيها بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والعلماء جعلوا جواز الاجتهاد في الدعاء بما يظهر بما يريده الداعي جعلوا ذلك جائزاً لكن ليس هو الأصل، والأصل أن تأخذ بجوامع الدعاء التي دعا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أولاً ثم حفظ الأدعية النبوية هذه فيها جوامع أولاً تقتدي فيها بالنبي - عليه الصلاة والسلام -، ثانياً نتذكر قول عمر - رضي الله عنه - « لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء فإذا وفقت للدعاء جاءت الإجابة بعده »، لأن الله وعد بأن يستجيب بمن دعاه أن يعطي من سأله أو يثيب من عبده - جل وعلا -، وهنا الأدعية النبوية هي الأكمل لأنه لا أحد أعلم بالله - جل وعلا - من الخلق إلا نبيه - صلى الله عليه وسلم -، هي الأكمل لفظاً وهي الأكمل معنى، وهي الأضمن في ألا يعتدي فيها الداعي في دعائه، إنه لا يحب المعتدين - جل وعلا -، هذا شيء في الدعاء، الأمر الثاني أن الدعاء أمره عظيم خاصة في القنوت أو في خطبة الجمعة أو نحو ذلك، فإذا دعا بشيء إنما ظهر له حال الدعاء وهو يؤمن عليه وهو لا يدري هل ما سيأتيه وقت دعائه هل هو سليم أو فيه اعتداء أو فيه مخالفة ينبغي له الحذر، ولذلك الشخص منا إذا أراد أن يلقي محاضرة أو خطبة ألا يستعد لأنه يخاطب الناس ويوجههم، الدعاء سؤال الله - جل وعلا - يأتي الاجتهاد ويأتي من دعاء في دعاء ويأتي القنوت ربع ساعة، وهذا سيأتي أو ثلث ساعة ونحو ذلك بأدعية كلها اجتهادية، والأدعية النبوية قليلة هذا فتح أبواباً في الحقيقة أدت بعدد من الأدعية إلى أنها اعتداء في الدعاء اعتداء مردود على صاحبه لا يجاب له، وإذا كان اعتدى هو لاجتهاده وهو يدعو في وقت الدعاء ويظهر له شيء بدأ ويجتهد ويقول ويقول وهو يدعو. التأدب بالآداب الشرعية الدعاء أمره عظيم، انظروا أهل العلم في الماضي، اسألوا وانظروا بما كانوا يدعون دعاء واحدا معروفا من الأدعية النبوية، أو مما أوثر عن أئمة الإسلام ما يكثرون الاجتهاد في الدعاء، الدعاء لا ينبغي الاجتهاد فيه، تدعو بدعاء أو بدعاءين مما يناسب الوضع والحال ونحو ذلك متأدباً فيه بالآداب الشرعية موافقاً فيه ما أثر عن الصحابة لا بأس، لكن يكون ثلاثة أرباع أونصف الدعاء أو كله غير موافق للسنة هذا بحاجة إلى أن نعيد النظر فيه، وطلباً لإجابة الدعاء وهرباً من تعلق الذمة، مما يحصل في القنوت أنه كما ترون يكون دعاء طويلا والأصل في القنوت أنه ليس طويلاً وقنوت الوتر القنوت الذي ثبت في السنة، أنه قصير كله ثلاثة أو أربعة أسطر الآن لو كتب في بعض الأدعية أصبح ست أو سبع صفحات ربع ساعة أو ثلث ساعة يكون على قدر ثلث صلاة التراويح يخفف صلاة التراويح ويطيل القنوت إلى درجة نصف الصلاة إذا كانت الصلاة ساعة إلا ثلثا يكون القنوت أو الصلاة ساعة يكون القنوت ثلث ساعة ثلث الصلاة القنوت ليس هذا هو الأصل، النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم الليل وإذا قنت أو دعا إن صح ما جاء في هذا إذا دعا فإنه بدعاء قليلا ولما أوصى الحسن في دعائه كان الدعاء قليلا مختصرا اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت " ولو تأملنا هذا الدعاء لكفى لو أجاب الله - جل وعلا - لنا دعاءنا اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت إلى آخره لكفى لكن الشأن في صحة قلب الداعي، وفي شأنه لذلك جاء في بعض الآثار الإلهية أن موسى عليه السلام قال: يارب دعوناك أو دعاك بنو إسرائيل فلم تستجب لهم قال:يا موسى إنهم رفعوا إلي أكفاً سفكوا بها الدم وأكلوا بها الحرام فأنى أستجيب لذلك. النية الفاسدة الشأن ليس في التطويل والدعاء ليس محلا لتحميس الناس هذه نية فاسدة قد تبطل الدعاء ويبوء صاحبها بالإثم ما كان يوما من أيام الدعاء القصد منه التأثير على من خلف من يصلي أو يؤمن، ولم يقل أحد من أهل العلم البتة بأنه من مقاصد الدعاء المشروعة أنه يدعو ليؤثر على من خلفه مر أحد الناس كان يبكي وقت الدعاء مع أن ليس هناك مايؤدي إلى البكاء، فأنا ظننت أن الأخ الذي كان بجنبني ظننت أنه رق القلب لدرجة أنه أجهش بالبكاء بكاء مرتفعا فلما انتهت الصلاة قلت له جزاك الله خيرا هذا قديم الكلام يمكن له أكثر من عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة قلت له يعني لما رفعت الصوت بالبكاء يعني إلى جنبك ما استطاعوا أنهم يفهمون الدعاء أو يتابعونه فلو أنه صار بينك وبين نفسك البكاء قال لا، لازم نحمس الناس كذا بهذا الشكل لازم نحمس الناس وهو يحرك يده هذا قصده سيىء هذا مأموم وقد يكون بعض الأئمة يفعل هذا الشيء وهذا قصد سيىء لا يسوغ التعبد به أصلاً الدعاء لله - جل علا - تخلص، وتخبت، وتنيب، وتظهر الذل والفقر والحاجة لربك - جل وعلا - ليستجيب الدعاء ليس للتأثير على الناس بالموعظة تؤثر عليهم بخطبة تأثر عليهم بمحاضره، لكن في الدعاء في القنوت ليس هذا محله لذلك قد تبطل الصلاة بمثل ذلك، الفقهاء منهم من قال إنه لودعا في صلاته بأمر دنيوي محض بطلت صلاته يعني لودعا لأمر لا تعلق له إلا بالدنيا مثل اللهم هب لي زوجة في الصلاة اللهم هب لي مالاً في الصلاة يعني شيء متعلق دينوي بحث هذا منهم من قال: إن هذا تبطل به الصلاة وإن كان الراجح غير ذلك لكن المسألة فيها كلام عند أهل العلم لأن الصلاة الدعاة فيها ينبغي أن تكون في مطالب الدنيا والآخرة جميعاً وأن يكون للدنيا فحسب. عدم الإطالة بالدعاء إذاً ننتبه إلى نوعية الدعاء وإلى زمن الدعاء، تقصير زمن القنوات، وعدم الإطالة فيه مثل الصلوات مثل الخطب، طول الخطبة ينسي بعضه بعضاً، والله الحقيقة أنا أحضر بعض الخطب أتكلم عن نفسي، ويمكن العديد يحسون بذلك أحياناً استحضر رغم التركيز وأكون حاط البال من طول الخطبة أنسى فقرات ساقاها أهل العلم ساق منها ابن قتيبة في عيون الأخبار عدداً ساق منها البيهقي في السنن الكبرى، وموجود في صحيح مسلم منها خطبة أو خطبتان فراجعوا ذلك تجدون أنها خطب قصيرة تحفظ ويحفظها العامي ويسير بها متعظاً، لكن كما قالت عائشة - رضي الله عنها - لعبيد بن عمر يا عبيد بن عمر إذا وعظت فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا - رواه مسلم . نواب ولي الأمر من المسائل أيضاً واجب الخطابة والإمامة، واجب عظيم شرعي، والخطيب والإمام هم نواب في أداء الصلاة عن الإمام عن ولي الأمر، لأن الأصل الشرعي أن الذي يؤم الناس ويصلي بهم ويخطب بهم هو الوالي، النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب وأم بصفته أدبي الإمام لأن أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما هو مقرر في الأصول تختلف جهاتها قد يقول قولاً أو يفعل فعلاً - عليه الصلاة والسلام -، ويكون ذلك لأجل مقام النبوة يعني نابع من مقام النبوة لأنه رسول ونبي - عليه الصلاة والسلام -، وقد يقول ويفعل في مقام القضاء لأنه قاض في هذه المسألة، وقد يقول ويفعل لأنه في مقام الإفتاء، وقد يقول ويفعل لأنه في مقام ولي الأمر والإمام، وقد يقول ويفعل على أنه زوج وقد يقول ويفعل على أنه ناصح ومرشد لما ألزم المرأة قالت أمر يا رسول الله قال لا، قالت فلا حاجة لي به، فأفعال النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما هو مقرر عند المحققين من علماء الأصول تختلف، وهنا الإمام ينبغي أن يستحضر هذه المسألة العظيمة هو نائب عن من، نائب ولي الأمر وولي الأمر مقامه في ذلك هو لأجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي ولي هذه الأمور لكن لما توسع الناس فوض الخلفاء هذه المسائل، النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عدداً من الصحابة، بأن يأموا في المساجد لكثرتها لكن ولي الخطبة وحده هو وولي الخطبة وحده أبو بكر وكذلك عمر وعثمان وعلي إلى زمن علي - رضي الله عنه - ما في المدينة إلا خطبة واحدة كان الناس يتجمعون بكثرة تعددت المساجد وأفتى العلماء بأنه لا بأس من تعددها عن الضيق والحاجة إلى آخره ليس هذه المسألة، لكن ينوب عن من هذا يشعرك بالتبعية العظيمة الشديدة وهذا بين العبد وبين ربه جل وعلا في أولاً في مقام صلاح نفسه الإمام والخطيب وكلنا جميعاً يجب علينا إصلاح النفس ويجب عليه أن يتوجه إلى نفسه بأمرها بالتوبة مما يعلم من نفسه من الذنوب والعصيان، ويجب عليه أن يلزم نفسه بأداء الأمانة يحافظ على الوقت يحافظ على الصلاة بتعاهد القرآن بتحسين التلاوة به، أن يتعاهد نفسه بإصلاح المسجد، إصلاح الجماعة تفقد المتخلف، بنصح الغائب، بالرفق بهم بالسعي في حاجاتهم هذه وظيفة من وظائف الإمام، ووظيفة الإمام كبيرة جداً ليست سهلة فينبغي لنا أن نحض على ذلك.على كل حال المقام قد يطول وربما يكون في الأسئلة مجال أكبر - إن شاء الله تعالى -، أسأل الله جل علا لكم التوفيق والسداد، كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضى وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، كما أسأله سبحانه أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويعافى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر إنه سبحانه سميع الدعاء وصلى الله وسلم، وبارك على نبينا محمد.