أكد أستاذ الفقه في المعهد العالي للقضاء الدكتور عبد السلام الشويعر أن إطالة الدعاء خلاف للسنة بالاتفاق؛ لذا نجد أن الفقهاء نصوا صراحة أنه لا يشرع في القنوت إلا ما ورد في حديث الحسن بن علي عند الترمذي وهو حديث «اللهم أهدني فيمن هديت» وكذلك حديث عمر رضي الله عنه «اللهم إنا نستعينك ونستهديك» هذا في دعاء القنوت، بل بالغ بعض الفقهاء مثل شمس الدين السخاوي الشافعي حيث قال: إن الصلاة تبطل إذا زيد على المشروع في الدعاء. والناظر لحال كثير من الأئمة في وقتنا الحاضر يجدهم يقعون في أخطاء متفق على تحريمها، من ذلك جعل الوعظ في القنوت كمن يذكر المصلين بالجنة والنار ومثل قولهم «اللهم ارحمنا إن صرنا إلى ما صاروا إليه»، فهذا ليس من جنس كلام الصلاة، فقد قال النبي لمعاوية بن الحكم كما في البخاري إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الآدميين مع أن معاوية لم يرد إلا التشميت، لذا فإن الواجب على المسلم أن يتقي الله فهذه عبادة يجب التقيد فيها بالنصوص، لذلك يقول الشعبي: إن الناس قد اعتادوا على شيء في القنوت فيجب ألا يزايدوا عليه، وقد ذكر محمد بن نصر في كتاب قيام الليل عن ميمون بن مهران أحد التابعين أنهم كانوا يتركون القنوت في أكثر أيام رمضان مما يدلنا على أن المقصود عدم الإكثار من الدعاء حال القيام، والدعاء يكون في السجود، ومن الأمور الخاطئة التي انتشرت البكاء والعويل أثناء الصلاة، وللأسف أصبحنا نجد بعض الأئمة يبكون عند الدعاء ولا يبكون عند قراءة القرآن رغم أن الذي يبكي هو قراءة القرآن، ومسألة رفع الصوت في البكاء أمر حذر منه العلماء قديما، فنجد كثيرا ما كتب الحنابلة والشافعية عبارة «إن المرء إذا انتحب في صلاته فظهر حرفان بطلت صلاته»، هذا يدل على أن المسلم يجب عليه إذا غلبه البكاء أن يحرص على كتمه، هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا بكى كأزيز المرجل لا يسمع منه انتحاب ولا عويل ولا غير ذلك.