تشير الساعة إلى السادسة والعشرين من شهر رمضان حيث أربعة أيام تفصلنا عن العيد فمشاعر الفرح والذكريات واللباس الجديد والابتسامة والدعاء هنا وهناك.. الصغير والكبير بين زحام واهتمام. ترقب وانتظار وابتهال للمولى بالقبول واستثمار للفرص والأوقات المباركة الفضيلة بين صيام وقيام. ثم في صدمة وفاجعة تصيب الوسط الرياضي والإعلامي ليعيش حالة من الذهول بين مصدق ومكذب وثالث يتمنى لو أن الخبر كاذب قبل أن يستقر الأمر ويعلن النبأ «وفاة الإعلامي عادل التويجري رحمه الله» وسط إيمان بقدر المولى وقضائه والحمد لله على كل حال. حينما تشاهد المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وهي تعج بعبارات الفقد عن الفقيد والتعازي فأنت تتساءل عن حجم المحبة التي زرعها هذا الشخص وعن القبول الكبير الذي يحمله الآخرون له. من يعرف عادل التويجري يعرف أنه شخص بشوش يقابلك بابتسامة حريص على مساعدة الآخرين والتعاون معهم وتنويرهم للطريق الصحيح، بل وحثهم على التفرد و التميز وهذا ما وجدته منه شخصياً يرحمه الله، وهو انعكاس لآراء الكثير ممن يعرفه. يقول رئيس الهلال الأسبق الأمير عبدالرحمن بن مساعد «عمل معي سنة فكان من خيرة من عرفت خلقاً وأدباً». ويقول معالي المستشار تركي آل الشيخ «أنا حزين جداً رحمك الله يا عادل». ويقول الإعلامي وليد الفراج «كان رجلاً كريماً طيباً صافي السريرة». بينما يروي الإعلامي طارق النوفل حادثة بقوله» قبل ظهوره في حلقة أمس اتصل عليه صديق مشترك وعرض حالة اسرة عليها فاتورة بقيمة 5000 ريال وقال له: (ارسل حسابهم البنكي وامهلني ساعة وازهلها) اتصلت العائلة على صديقنا بعد نحو ساعة لتشكره وتدعي له وللفقيد، أرسل لهم 7000 ريال. وكانت منصة جود للإسكان قد نشرت أربع حالات احتساباً للأجر عن المغفور له بإذن الله، وتم اكتمال جميع الحالات وكذلك نشرت اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم حالة وتم إغلاقها إضافة إلى إطلاق أكبر وقف قرآني بمكة المكرمة وقف مكنون، وذلك بالتعاون مع جمعية مكنون بالرياض، وأطلقت جمعية مساجدنا على الطرق مبادرة وقف عن الراحل في حين تكفل الأمير الوليد بن طلال ببناء مسجد أجراً ومثوبة للفقيد. هذا غيض من فيض، فرحم الله من أوجعنا رحيله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه السلوان يا حي يا قيوم وغفر للجميع ذنوبهم. ** **