الحمد لله على جزيل شكره وكرم فضله، وما أنعم به جل جلاله في حياتنا الدنيوية من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ويجب علينا شكرها وأن نؤمن بالقضاء والقدر وما يكتب لنا من أعمال في مسيرتنا في هذه الدنيا. ومن حكمته تعالى أن كل إنسان سيرحل إلى الدار الآخرة سواء من قريب أو بعيد.. ومنذ أيام فقدت محافظة الرس أحد أبنائها المخلصين بكل ألم وحزن بوفاة (أخي وصديقي وزميلي محمد حزاب الغفيلي) أبي خالد - رحمه الله - الذي ودعنا إلى الدار الآخرة بالدموع والحسرات وسط حضور أعداد كثيرة من المصلين والمشيعين الذين قدموا من كل مكان للمشاركة في الصلاة عليه والدعاء له بالمغفرة والرحمة في ليالي شهر رمضان المبارك. وقد عاش حياته في حب وعشق مسقط رأسه الرس وخدمتها إعلاميًا. وسخر قلمه في الكتابة عن كل ما يهم المحافظة. وقد توفي أبو خالد إثر مرض لازمه واشتد عليه في الأشهر الأخيرة، وكنت أزوره في منزله أثناء مرضه، ومع ذلك تراه صابرًا محتسبًا بما يكتب له - بمشيئة الله - من الأجر والثواب. قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. ومع ذلك المرض استمر في حمل رسالته الإعلامية بإرسال التعازي وهموم الرس عامة، ورفع المطالب للجهات المسؤولة، ونشر مقالاته في جريدة الجزيرة طوال أكثر من ثلاثين عامًا حتى جاءت ساعة رحيله عن هذه الدنيا. وقد تم الصلاة عليه وتشييعه في مقبرة الرس في هذا الشهر الفضيل. قال تعالى في كتابه العظيم {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. وقال الشاعر: رحمك الله أبا خالد يا طيب الذكر وصاحب الابتسامة والوجه البشوش.. تستقبل كل يوم سبت في ديوانيتك بمنزلك في حي العزيزية عددًا من الزملاء الإعلاميين والأصدقاء، وتقوم بنفسك بخدمتهم والترحيب بهم. والغفيلي -رحمه الله- من خلال مسيرته الإعلامية في عدد من الصحف السعودية عامة وجريدة الجزيرة خاصة تميّز في كتابة وطرح المقالات طوال أكثر من ثلاثين عاماً دون توقف. وصفحات الجزيرة تشهد له بذلك مثل صفحة وفاء الخاصة بالتعازي، وصفحة عزيزتي، ووجهات النظر، وصفحة وطن ومواطن.. وكل غالبية هذه المواضيع تجسد هموم الرس ومطالبها.. وتسخير كثير من مقالاته عن المناسبات الوطنية في الرس خاصة، وأرجاء الوطن كافة، وكان يركز أكثر في المجال الصحي، وكان له دور فعال في هذا المجال وتحديدًا عن احتياجات الرس لبعض المرافق الصحية التي تنقصها، والتي توفر الكثير منها بفضل الدعم الذي توليه قيادتنا الرشيدة، وكذلك انضمامه للجان الأهالي في القضايا التي تهم المحافظة، ورفع خطابات للجهات المسؤولة ومتابعتها. ولديه ملف متكامل عن هذه المطالب لاهتمامه وحرصه خدمة ووفاء وحبًا لهذه المحافظة. وأحيانًا يذهب بنفسه مع بعض المواطنين للتعقيب على هذه المطالب، وكان له أفضال بعد توفيق الله في دعم حكومتنا الرشيدة لعدد من المشاريع والمطالب التي تحتاج إليها المحافظة. وحقيقة ستفقد الرس هذا الإعلامي الذي يستحق التكريم جزاء ما قام به من جهود إعلامية للمحافظة. نسأل الله أن يجعل ما قام به في موازين حسناته. وأسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجعل ما أصابه أجراً وتكفيراً، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا في جنات النعيم، إنه سميع مجيب الدعوات. ** **