لم أكن أهتم بأي من تطبيقات التواصل الاجتماعي، إلا منذ وقت قريب، حينما تم إلحاق توكل كرمان (بمجلس حكماء) فيس بوك، وضمها لفريقه الرقابي. حينها أغلقت حسابي في فيس بك، ودعوة كل مناهض للتطرف أياً كان نوعه وصنفه وانتمائه لمغادرة تطبيق فيس بوك؛ تلافياً لما قد يحدث من المواقف التي لا أتمناها لي ولا لصديق، حينما نمارس حقنا الوطني بالمناكفة لكل متطاول على بلادنا ومجتمعنا. وبما أن توكل أصبحت من الفريق الرقابي (قلم رقيب) أو (شاهد «بتصرف» ما يعرف حاجة) أعرف أنها طويلة لسان مع قلة أدب. وهذا ما وصفها به والدها / عبد السلام خالد كرمان الذي كان نائبًا في مجلس النواب اليمني في فترة الرئيس اليمني عبد الله صالح. وهي اخوانية متزمتة للإخوان المسلمين مع علم الوعي لحقيقة أهداف الإخوان المسلمين، التي ظهر منها هدف واحد، نعيشه الآن ويعيه كل عاقل. وهو ما سمي بالفوضى الخلاقة (هدم الدول) بما يعنيه من فقدان النظام والترابط بين الأجزاء، وفرط اللحمة الوطنية. فكانت من الدعاة لهذه الفوضى التي عمت تونس، وليبيا، وسوريا، وكانت كرمان ولا زالت تحمل وزر نتائج دعوتها، هي وغيرها ممن ساروا على ذات الطريق، فأوقعوا اليمن بتلك الفوضى الشاخصة على أرض الواقع باليمن، شخوص أعمدة عرش بلقيس في وادي سبأ، تجسدت بأجساد اليمنيين مخضبة بدماء الشيوخ والعجائز والأطفال؛ تجنباً لاحتمال المناكفة، وما ينتج عنها من (طردي) إكراماً لكرمان.. استبدلت فيس بوك بتويتر، ما رست من خلال التغريدات القصيرة استعادة طبع طفولتي وصباي، وفي أحايين قليلة اتصف بوقار المرحلة العمرية، حيث التمييز والفرز بين الغث والسمين. فتبين أن توكل كرمان قد تجذر في فكرها لؤم اللؤماء. حينما كانت مسببة لتوجهي لهذا التطبيق (التويتر) الذي أشعر أنه يمارس دور أكاديمية التغيير من خلال بعض ممن يحاولون سلخ تراث متأصل موروث في بعض جهات المملكة، ونسبه لأنفسهم كحجة لأزليتهم أو نفي صحته الأزلية عن غيرهم. كالمزمار الحجازي للحجازيين، والعمة (الغبانة) لن أستغرق في المسألة، فهي واضحة للكل، وما عنيتُ من هذا الطرح ليس التشخيص، إنما التحذير من الاستهانة بنتائج هذا التراشق التويتري. سبأ هو عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وسبأ أول ملوك قحطان، أمر ببناء سد مأرب بين جبل (مأرب وجبل الأبلق)، وذكر في التفاسير أنه قد حكم سبأ أربعمائة وأربعًا وثمانين سنة. ومات ولم يكمل بناء السد العظيم، فأكمل ابنه حمير, ومن بعده ابنه الحميري بناء السد. وعلى الرغم من عظمة البناء، وقد أنعم الله على قوم سبأ نعم عظيمة من جنات وعيون. جاء ذكرها في القرآن الكريم، ولم يرعوا ما فيهم من نعمة. فسلط الله عليهم فأر (الخد) فخرق السد الذي نتج عن خرقه سيل العرم. (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ) (سورة سبأ 16)، نعوذ بالله من زوال النعم. فلا تجب الاستهانة بدور يماثل دور أكاديمية التغيير بين شريحة وإن كانت ضئيلة من شرائح المجتمع.