اكتست الثقافة سمة الخضرة، وفقاً لمؤشرات عصرية حديثة، وأدلة عملية تنموية، ما منح الخضرة مركزاً جوهرياً في تطلعات الدول الحضارية التي تنافس على صدارة الحضور، وصناعة ثقافة التأثير، التي تعكس مؤشراتها الخضراء ملامح الاشتغال على التنمية الثقافية، التي تشكّل فيها الاستدامة إحدى مقومات البنى الأساسية لهذا النوع من الثقافة، التي أخذت تتشكَّل مفاهيمها بما شكلته المبادرات الخضراء في عدد من دول العالم، من تحول تلك المبادرات الخضراء إلى مشاريع نهضوية حيوية، وأسلوب من أساليب التربية والتنشئة أيضاً، لتمد المكان بخضرة التنمية، والثقافة بروافد حياتية، تمد جسوراً من العلاقات (الحيَّة) مع المكان، على مستوى الوعي والثقافة والسلوك. لذلك فإن الثقافة الخضراء، محو لعلاقة «الجدب» و»الهدر»، بين الإنسان والمكان، وإنشاء للمعطيات الخضراء الثقافية، التي تتخذ من إعادة إنتاج المكان مرحلة جديدة، ومتجددة من جيل إلى جيل، كلما اتسمت هذه الثقافة بمقومات الاستدامة، التي تعد أيضاً أحد اشتراطات الخضرة الدائمة، التي تتحول إلى مكتسبات وطنية، وإرث ثقافي، ورهانات عصرية على التطوير والتنمية والاستثمار في قطبي هذه العملية الديناميكية: الإنسان، والمكان. لقد استوقفت العلا كأحد المشاريع الخضراء في بلادنا ألباب العالم، ولفتت إليها أبصارهم، لما ستشع به واحاتها وآثارها من صناعة (أنموذج) من نماذج الثقافة الخضراء في بلانا، في واحد من أبدع وأروع مشاهد التنافسية محلياً وعربياً وعالمياً، بمبادرة تطويرية، تعد من أكبر مبادرة لإحياء وتأهيل الواحات الثقافية في العالم، ما سيجعل من هذه التنافسية العالمية في العلا، إحدى بوابات ثقافتنا الخضراء الممتدة من العلا إلى العلا العالمي الذي تنشده رؤية بلادنا 2030 ، هذه الرؤية التي أصبحت في ثقافتنا الخضراء، مكتسبا وطنياً، لكل مواطن ومواطنة، وإرثا حضارياً من جيل لجيل. * الراية خضراء.. وثقافة سعودية دائمة الخضرة! ** **