السفير ابن بيشان يقدم أوراق اعتماده لسلطان عُمان    الفيفا ينشر «البوستر» الرسمي لبطولة كأس العالم للأندية 2025    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    "الديار العربية" و"NHC" توقّعان اتفاقية تطوير مشروع "صهيل 2" بالرياض    القمر البدر العملاق الأخير    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    جامعة أم القرى تحصد جائزة أفضل تجربة تعليمية على مستوى المملكة    المملكة تواصل توزيع الكفالات الشهرية على فئة الأيتام في الأردن    فريق قوة عطاء التطوعي ينظم مبادرة "خليك صحي" للتوعية بمرض السكري بالشراكة مع فريق الوعي الصحي    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية فرنسا    الذهب يواجه أسوأ أسبوع في 3 سنوات وسط رهانات على تباطؤ تخفيف "الفائدة"    النفط يتجه لتكبد خسارة أسبوعية مع استمرار ضعف الطلب الصيني    جامعة أمّ القرى تحصل على جائزة تجربة العميل التعليمية السعودية    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    ميقاتي: أولوية حكومة لبنان هي تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701    بيهيتش: تجربة النصر كانت رائعة    صحيفة إسبانية.. هذا ما يمنع ريال مدريد عن ضم لابورت    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الرياض تستضيف النسخة الرابعة لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء    جرائم بلا دماء !    الحكم سلب فرحتنا    الخرائط الذهنية    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    عاد هيرفي رينارد    لماذا فاز ترمب؟    علاقات حسن الجوار    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    استعادة التنوع الأحيائي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    مقياس سميث للحسد    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطن خط أحمر للمتسللين.. ويجب تعاضد الجميع للتصدي لهم
رجال حرس الحدود و«المجاهدين» يتعقبون المتسللين
نشر في الجزيرة يوم 16 - 04 - 2021

تشكل محاولات التسلل إلى المملكة مخاطر متعددة خاصة من الجهة الجنوبية من المملكة.. وهذه الظاهرة من قبل هؤلاء المتسللين قد تؤدي إلى جرائم خطيرة على الأمن الوطني، مثل الأعمال الإرهابية والأعمال التخريبية، وتزويد الجهات المعادية بمعلومات استخباراتية عن المملكة، كذلك تهريب أنواع المخدرات.. ومن هذا المنطلق تواجه المملكة تحدياً لمواجهة هذه المخاطر والحد منها.. كما تواجه تحدياً آخر في كيفية التعامل مع هؤلاء صحياً وإنسانياً.. من هنا لابد أن تكون هناك ضوابط وإجراءات للحد من هذه الظاهرة، بالإضافة إلى مراعاة الجوانب الإنسانية عند بعض هؤلاء المتسللين.
كما أنه من المؤكد أن هناك جهات خارجية تسعى لجلب المال لهؤلاء، لدعم جهودهم الإجرامية واستثمارهم مثل المليشيات الحوثية التي تزج بهؤلاء الأطفال والنساء على حدود المملكة.
وتشكل هذه الظاهرة مخاطر كبيرة على أمن الوطن رغم ما يقوم به رجال وزارة الداخلية والقطاعات العسكرية من جهود لمنع هؤلاء المتسللين، وملاحقة مهربي الأسلحة والمخدرات إلى المملكة إلا أن رجال الأمن ساهرون على حماية الوطن من هؤلاء الأشرار.
محاولات التسلل إلى المملكة
** يؤكد محامي قانوني فضَّل عدم ذكر اسمه في مجال حقوق الإنسان، أن المملكة تعامل المتسللين خلال توقيفهم في مراكز الإيواء وفق قانون هيئة حقوق الإنسان، وتقوم بزيارة هؤلاء في جميع مراكز الإيواء للتأكد من حصول المتسللين على جميع الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية وفق المعايير الدولية حتى عودتهم إلى بلدانهم.
** وتشكل محاولات التسلل إلى المملكة مخاطر تبدأ بالغرق في البحار خاصة السواحل الإفريقية إلى اليمن، واستغلالهم وتجنيدهم في جبهات القتال وإجبارهم على دفع مبالغ طائلة للحوثيين، وتعرضهم لمخاطر الألغام وكذلك صعوبة تضاريس حدود المملكة مع اليمن.
** يقول أحمد بن حسن الشهري المحلل السياسي والأمني رئيس منتدى الخبرة السعودي إن التسلل ظاهرة عالمية قلما توجد دولة لا تعاني منها، وتعرف هذه الظاهرة بأنها إقدام أشخاص أو جماعات على عبور حدود دولة ما للتسلل لداخلها دون مسوغات قانونية، إما بجهود شخصية أو من خلال عصابات أو مافيات تسهل عمليات التسلل مقابل مبالغ مالية.. وتتخذ ظاهرة التسلل عدة أشكال فمنها ما هو ضمن الحدود المشتركة كما في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية واليمن والمملكة العربية السعودية، ومنها ما هو عابر للحدود والقارات كما في التسلل من إفريقيا عبر البحر الأحمر للسعودية أو من شمال أفريقيا إلى أوربا عبر قوارب الموت. ولا شك أن هذه الظاهرة قد تفاقمت في الآونة الأخيرة نتيجة الحروب والتدهور الاقتصادي والمعيشي لبعض الدول؛ مما ألقى ثقلاً على الدول والمنظمات الحقوقية والقانونية، إذ تشكل هذه التدفقات البشرية أزمة إنسانية لهذه الدول في استقبالهم وتوفير متطلبات المعيشة لهم، حيث يصعب تشغيلهم لعدم حملهم أوراقاً ثبوتية تسهل انخراطهم في مجتمعات الدول المستقبلة، مما يؤدي إلى جنوح بعضهم إلى السلوكيات الخطيرة منها: الانخراط في الجريمة الفردية أو المنظمة في السرقة أو النشل أو تجارة المخدرات والاتجار بالبشر أو الدعارة ونحو ذلك.
وبيَّن الدكتور الشهري سهولة تجنيدهم من قبل تجار الحروب للعمل كمرتزقة للقتال في الجبهات مقابل أموال تتقاضها هذه العصابات ومرتبات تدفع لهؤلاء المرتزقة، كما رأينا في تجنيد مليشيا الحوثي للمتسللين من القرن الإفريقي في حربهم ضد الدولة اليمنية، وكما شاهدنا في سوريا وليبيا والعراق وبقية مواطن الصراع، وتكون الخطورة أشد عندما ترعاهم بعض الدول مثل إيران وتركيا.
من هنا تتضح خطورة هذه الظاهرة على الأمن الوطني للدول وعلى الاقتصاد الذي يتأثر بوجود اقتصاد أسود خارج النظام المصرفي الرسمي، مما يتطلب جهوداً دولية ووطنية لوقف هذه الظاهرة من خلال تشديد الرقابة الصارمة على الحدود واستخدام التقنية لكشف التسلل الليلي والنهاري، ووضع العقوبات الرادعة للمهربين والمتعاونين معهم من داخل الدول الذين يغلبون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن، كذلك لابد من تكاتف الجهود الدولية لتجفيف منابع هذه الهجرات والتسللات غير القانونية، ومحاولة إيجاد حلول داخل الدول التي يتسلل مواطنوها بتنمية الاقتصاد وإيجاد فرص العمل ووقف الحروب وضخ المزيد من الأموال في اقتصادات الدول الفقيرة لإيجاد البديل الشرعي والقانوني لهؤلاء البشر.
** وتشدد وزارة الداخلية على أنه لا تهاون في العقوبات المفروضة على كل من يتورط في مساعدة المتسللين وان كان ذلك بحسن نية، ووضعت غرامات على من يحاولون ذلك تقدر هذه الغرامة ب «500» ألف.
وهناك دور مهم للمواطن حيث يقول د. فيصل بن فيحان آل روق عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية: لعل من أكبر المشاكل التي تواجهها دول العالم قاطبة مشكلة التسلل عبر الحدود، والمملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تعاني ومن فترة طويلة من هذه المشكلة، ورغم ما تتخذه الأجهزة الأمنية المختصة من تدابير للقضاء على هذه المشكلة إلا أنها لم تصل إلى حل، رغم ما تبذله من جهود ورغم ما تقدمه القيادة العليا من دعم لهذه الجهات.. إذا المشكلة ما زالت قائمة وخطورتها أصبحت واضحة على الأمن الوطني، وذلك عبر تسلل الكثير وخاصة من الحدود الجنوبية للدولة، وأصبح الخطر يتفاقم أكثر خاصة بوجود المليشيات الحوثية داخل اليمن الشقيق والتي تعمل جاهدة على اختراق الحاجز الأمني عبر هؤلاء المتسللين الذين يتبعون لها وتحت سيطرتها، لذا لابد أن تتضافر الجهود بين الجهات الأمنية والمواطن الذي يعتبر خط الدفاع الأول، فلابد أن نتمتع كمواطنين غيورين على أمن بلدنا لابد أن نتمتع بالحس الأمني، وأن نقوم بالإبلاغ عن هؤلاء المتسللين وعمن يقوم بإيوائهم أو معاونتهم من ضعاف النفوس، خاصة أن الشعب السعودي شعب معطاء تعود على مساعدة المحتاجين والوقوف إلى جانبهم وخاصة في مثل شهر رمضان المبارك والذي سيدخل علينا قريباً - بإذن الله - والذي يتسارع الجميع فيه إلى بذل الخير، ولكن يجب أن نتنبه حينما نقدم المساعدة خلاله حتى لا نستغل من قبل أعدائنا ومنهم من تمكن بالدخول والتواجد بيننا، ان المؤمن لابد أن يكون كيساً فطناً حتى في عمل الخير.
إن مشكلة التسلل الحدودي عندما تتضافر الجهود لكن يكون حلها مستحيلاً، فالجهات الأمنية عندما تعزز رقابتها على الحدود وتسن القوانين الصارمة، وعندما تكون أيضاً هناك عقوبات رادعة علة من تسول له نفسه بالإخلال بالأمن الوطني ومع تعاون المواطنين كما ذكرت سلفاً، أنا على يقين - بمشيئة الله - أن ذلك سوف يساهم في حل هذه المشكلة إن لم يكن كلياً فبنسبة كبيرة.
تعاطف المواطنين مع هؤلاء المتسللين يعرض أمن الوطن للخطر
** إن تعاطف المواطنين مع هؤلاء المتسللين والباعة المتجولين في الطرقات من الأطفال والنساء تؤثر سلباً على أمن وسلامة المجتمع. لذا يؤكد رجل الأعمال محمد بن ناصر بن جار الله أن الدولة - أعزها الله - وضعت الأنظمة ونبهت على خطورة هذه القضية، ومن الواجب أن نتعاون مع الدولة لحفظ الأمن وحفظ بلادنا من هؤلاء المتسللين وعدم التجاوب معهم وإعطاء الصدقات لمن يستحقها داخل الوطن، حتى نحد من ظاهرة التسول.. وحتى لا تسخر هذه الأموال التي يجنونها لصالح الأعداء.
** كما بين رجل الأمن المتقاعد عبد الله محمد الروقي انه إذا أردنا القضاء على هذه الظاهرة وتختفي فيجب إلا نتعاطف مع أحد من المقبوض عليهم، لأن بعض المواطنين والمقيمين يعطفون عليهم ويدفعون لهم صدقات عند أبواب المساجد وأمام الإشارات.. كما يجب أن نطبق الأنظمة على من يقومون بنقلهم من الحدود إلى مناطق المملكة، فهم الخطر الحقيقي ويجب تقديمهم للعدالة.
** من جانبه قال الشيخ ياسر البواردي إمام وخطيب جامع بن معمر بالرياض: على أئمة وخطباء المساجد أن يوضحوا للمجتمع خطورة هذه الأعداد من المتسللين والمتسولين، وأن يدركوا أن تعاطفهم معهم وتقديم المساعدة لهم يضر بالبلد، وربما عندهم أهداف سيئة، ويجب أن نحارب مثل هذه السلوكيات والأعمال وننكرها، فهذا واجب ديني ووطني للحفاظ على وطننا، أما الصدقات ومساعدات المحتاجين فتكون من خلال جمعيات خيرية .
** وجود هذه الأعداد داخل المدن يشكل انتشاراً للجريمة، وربما يكونون عملاء للمجوسيين الإرهابيين الحوثيين، فقد بين المستشار الأمني سلطان بن محمد المانع قائلاً: ومما لاشك فيه أن ظاهرة التسلل عبر الحدود السعودية وبالذات عبر المنافذ الجنوبية وما يصاحبها من مشاكل ذات طابع أمني بحت تعتبر ظاهرة خطيرة جداً نتمنى القضاء عليها، ولاسيما أن هذا البلد المبارك في حرب مستمرة مع عصابات متمردة على الشرعية اليمنية، ولا ننسى أن هناك فئة قليلة جداً من السعوديين عديمي الإحساس وفاقدي الهوية الوطنية يقدمون لهم التسهيلات تهريباً إلى عدة مدن بمقابل مالي عبر طرق برية متنوعة، وهم لا يدركون أن هؤلاء المتسللين قنابل موقوتة تضر بالبلد وتساعد على تفشي الجريمة بكل أنواعها من جرائم القتل والاغتصاب والسرقات وترويج المخدرات داخل بلاد الحرمين - حماها الله - وربما يكونون عملاء مدسوسين للفئة الضالة من الطائفة المجوسية الإرهابية الحوثية، موضحاً أننا مقبلون على شهر كريم والناس من خلاله تبحث عن الأجر والثواب والتقرب إلى الله عبر الصدقات والتبرعات العشوائية غير المقننة، وسينال هؤلاء المتسللين نصيب الأسد عبر انتشارهم في الشوارع والأسواق وأبواب المساجد.. لذلك نهيب بإخواننا المواطنين أخذ الحيطة والحذر وعدم التسليم بظواهر الأشياء حتى لا تصرف صدقاتهم وزكواتهم لأشخاص لا يستحقونها، وربما تكون رافداً من الروافد المالية وتذهب لعملاء المجوس الخونة.. وكلنا ثقة بأن الجهات الأمنية المسؤولة عن تعقب المتسللين والمتسولين ومن يقوم بتهريبهم سيكونون لهم بالمرصاد. نسأل الله أن يحمي بلد الحرمين وولاة أمره حكومة وشعباً من كل شر وفتنة وأن يرد كيد الحاقدين في نحورهم.
المتسللون وظاهرة التسول
هذا الهم يعاني منه كل بلد - قوي وضعيف - وكل منها عالجه ويعالجه وفق إمكانياته وظروفه ودوافع المتسللين عبر حدوده. فمن كان دافع تسلله إلى بلد آخر دافعاً معيشياً فذلك أهون من متسلل دافعه زعزعة الأمن والاستقرار في البلد الذي عبر حدوده خلسة وفي جنح الظلام.
يقول الدكتور محمد بن سعيد البشري عضو مجلس الشورى السابق: موضوع التسلل في المملكة يكسب طابعاً خاصاً، بعضه لأسباب معيشية وكسب لقمة العيش وبعضه - وهو الأخطر - لمآرب أخرى لا يفقهها إلا من وظفهم وساعدهم لعبور الحدود البرية والبحرية للمملكة، وبغض النظر عن الدوافع فإن خطر وضرر المتسللين إلى المملكة أعظم مما يتصوره البعض، فالمتسلل لا يحمل هوية ولم يخضع لفحص طبي لضمان خلوه من أي مرض، وهو على استعداد أن يرتكب أي مخالفة مهما كانت جسامتها من أجل أن لا ينكشف أمره، كما أنه على استعداد أن يدفع أي ثمن يطلبه ضعاف النفوس والولاء لبلدهم. أما ما يمارسه من نشاط فان نجح في الوصول إلى وجهته فحدث ولا حرج، فوسائل الإعلام وبالتنسيق مع الجهات المختصة تكشف لنا ما ينتجه المتسللون في الأودية والبيوت المهجورة وغيرها من أغذية ومشروبات منها المخدرة والمسكرة التي أودت بحياة العديد من المواطنين والمقيمين.
المتسللون أداة في يد العدو
تطور أمر المتسللين وأصبح البعض منهم أداة في يد العدو، مثل إيران ومندوبيها في اليمن ولبنان: الحوثيين وحزب الشيطان. وهنا لا بد من تغيير الاستراتيجيات والخطط والإجراءات التي لم تثبت فعالياتها في القضاء أو الحد من التسلل. وما لم تكن العقوبات صارمة ولا هوادة فيها سواء بحق المتسلل أو من ساعده أو تساهل في ردعه، فلن يتم القضاء عليه. المتسلل لا يجرؤ على التسلل إلا بعد أن أيقن أن هناك إمكانية كبيرة في أن «يمرق» بسهولة.
لذا على أي بلدٍ، لكي ينجح في القضاء أو الحد من التسلل أن يجعل من تسول له نفسه عبور حدوده - وكذلك من يساهم في وصوله إلى وجهته - يفكر ملياً في عاقبة أمره قبل أن يقدم على فعلته. فلن يجرؤ أي شخص على فعل وهو يعرف يقيناً قوياً بأن العقوبة في انتظاره.
المتسللون وتفشي الأوبئة
القطاعات الصحية في المملكة تواجه تحدياً في التعامل مع المتسللين عند تفشي الأوبئة وزيادة الأعباء على المرافق الصحية، وعلى الرغم من هذه التجاوزات إلا أن المملكة تبذل جهودا إنسانية مع هؤلاء المتسللين.
فقد علق د. عبد الله المزهر قائلاً: إنسانية المملكة كبيرة وهي تعامل هؤلاء المتسللين وفق أنظمة حقوق الإنسان وتقدم له الرعاية الصحية والاجتماعية حتى يعود إلى بلاده، وهناك خطورة من نقل هؤلاء إلى داخل المدن ربما يكون لديهم أمراض معدية ويحصل ذلك وتقوم المملكة بعلاجهم.. هناك مع الأسف من يتعامل مع هؤلاء وتهريبهم من قبل ضعاف النفوس من المواطنين مقابل مبالغ، وهؤلاء يجب ملاحقتهم، كما أن البعض من هؤلاء المتسللين إلى بلدنا يخضعون لأوامر ميليشيا الحوثي حيث وجودهم يشكل خطرا، ويجب علينا أن نكون على قدر المسؤولية ونتعاون مع الجهات الأمنية والإبلاغ عن أي حالة إخلال تمس وطننا وأمنه واستقراره كون هذا الموضوع يهمنا جميعاً.
شوارعنا وأمام مساجدنا وفي الأسواق يقومون بابتزاز الناس.. وهناك مع الأسف من يساعدهم والوطن يحتاج منا إلى وقفة، فقد قال رجل الأمن المتقاعد منصور سعيد صمان: إننا نجدهم بالعشرات عند كل إشارة يعملون بطريقة منظمة.. وبعيداً عن العاطفة القصة لا تنتهي بالتسول فمن يحرك هؤلاء الصبية هو مدرك تماماً للأنظمة والقوانين، ويعرف كيف يتجاهلها ويحتال عليها فلا لوم عليه، فنظام التسول غير رادع له فهناك عصابات تدير عملية التسول لأغراض إرهابية وبيوت الدعارة والمخدرات، فيجب محاربتهم ومنعهم من الوصول إلى مرادهم، وان تعطى الصدقات عن طرق شرعية لمستحقيها من الأرامل والمطلقات وذوي الفاقة.
هؤلاء قنابل موقوتة
إن مشكلة التسلل عبر الحدود عندما تتضافر الجهود لن يكون حلها مستحيلاً، وعدم سماحنا لأي اختراقات يضر بلدنا ويضر أبناءه أمر مطلوب منا جميعاً.
وبدوره أطلق الدكتور مساعد بن سعيد المستشار الإعلامي والمشرف على ملتقى قادة الإعلام العربي: على هذه الظاهرة مسمى (إرهاب التسلل)، معتبرًا أنها مسؤولية الجميع للتصدي لها وهنا تأتي المسؤولية الوطنية، فالوطن خط أحمر لا بد أن نحفظه ونرعاه ونؤمنّه، وعلى الجميع أن يستشعر هذه المسؤولية ومدى خطر إرهاب التسلل وما نتج وينتج عنه من أخطار ومهالك سواءً كانوا تابعين لجهات إرهابية أو ما يسببونه من مخاطر داخلية كالمخدرات والسرقة والتسول وكافة أنواع الجريمة حفظ الله ووطننا من كل شر.
هناك مخاطر أمنية تسعى منظمات إرهابية لزعزعة الأمن في المنطقة وترسل هؤلاء المتسللين إلينا بحجج واهية ويعرضون حياة المتسللين للخطر من خلال زراعة الألغام أمامهم.
فقد قال سلمان الشريدة، كاتب ومحلل سياسي: إن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، لا تستهدف أمن المملكة العربية السعودية والأعيان المدنية فيها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة فحسب، بل أيضاً عبر كل الطرق المخالفة للقانون الدولي والإنساني مع الشعب اليمني من خلال الأعمال الإرهابية الإجرامية كالتعذيب والخطف والتعذيب والتشريد وتفجير المنازل والمنشآت العامة وزرع أكثر من مليوني لغم، وهذا العدد لم يحصل حتى في الحرب العالمية والتي راح ضحيتها الكثير داخل اليمن بالإضافة إلى تجنيد الأطفال والزج بهم في ساحات المعارك، وأيضاً العمل على تسلل بعض الأفراد اليمنيين والأفارقة للأراضي السعودية ويعدون قنابل موقوتة ويشكلون خطراً الأمن الوطني، لتسريب المعلومات وتهريب الأسلحة والمخدرات، وتعمل قوات التحالف العربي والقوات العسكرية على رصد وإيقاف هؤلاء المتسللين بشكل مستمر، صحيح أن السعودية قادرة على حماية نفسها ولكن ومع الأسف نجد أن هناك صمتاً من المجتمع الدولي أمام تمرد الحوثي وملالي طهران في عدم التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وغير آبهة حتى بالمعاهدات والمواثيق، بالإضافة إلى تاريخها الطويل من الانتهاكات لسيادة دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية بالإضافة إلى دعمها للميليشيات الإرهابية وتطويرها للصواريخ الباليستية، وكان من المنتظر أن يقف العالم أمام هذا السلوك الإرهابي ولكن جاء قرار إدارة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة صادماً برفع التصنيف عن جماعة الحوثي بالجماعة الإرهابية.
** وقال رجل الأعمال سعد الفهري إن التساهل وإيواء وتشغيل المتسللين إلى المملكة يسهم في جعل بلدنا بيئة جاذبة لمخالفي نظام الإقامة ويجب على رجال الأعمال أو أهل القرى والهجر وأصحاب الحلال عدم تشغيل هؤلاء العابرين للحدود، وعدم تقديم أي دعم لهم أو تعاطف لأنهم خطر على المجتمع.. كما يجب تطبيق الأنظمة على من يقومون بنقلهم في سياراتهم من الحدود إلى مدن المملكة.. وأنا أعتبر من يفعل ذلك هو خائن للوطن ويجب تطبيق العقوبة على هؤلاء.
أمن الوطن خطر أحمر
وقال الكاتب محمود منشي: إن بلاد الحرمين الشريفين آمنة -بإذن الله - والملاذ لكل من يرغب العيش بطريقة نظامية ويمتثل للأنظمة والتعليمات مرحباً به على أرضنا الطيبة. وعلينا أن نكون نحن المواطنين رجال أمن قبل أن نكون مواطنين والعين الساهرة مع رجال أمننا البواسل الذين كلهم همة واستبسال في الذود عن حمى تراب هذا الوطن. نحن المواطنين علينا أن نكون في قمة الجاهزية لإخبار رجال الأمن عن هؤلاء الأوغاد والحاقدين والمتسلِّلين عبر حدودنا جالبين معهم هذه السموم (المخدرات) لكي يقتلوا أبناءنا وفلذات أكبادنا عدة هذا الوطن ومستقبله ويدمروا عقولهم بهذا الغزو المنظم. علينا أن نسد الطرق أمامهم ليقعوا في شرِّ أعمالهم، حيث مع الأسف البعض يتخلَّى عن ضميره يخون الأمانة مقابل حفنة من الدراهم ليبيع دينه وأمانته، حيث يتستر عليهم ضعاف النفوس، فرجال الأمن في الانتظار لاستقبال أي معلومة عن هؤلاء الأوغاد الحاقدين ليطهروا هذه البلاد من هؤلاء المجرمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.