تراجع المستوى الفني لفريق الهلال ليس وليد اليوم، وتعرضه للعديد من الهزات والخسائر والتعادلات لم يكن مفاجئاً، الحقيقة أن الفريق -حتى وهو يحقق بطولتين وينافس- ليس الهلال الذي نعرفه منذ عودته من المشاركة في بطولة العام، وأنه لم يقدم ما يرضي محبيه من الناحية الفنية إلا في عدد محدود من المباريات، وقد تحدثت هنا وتحدث غيري عن هذا التراجع الهلالي، وطالبنا بإحداث التغييرات الكافية التي تعيد الفريق لوهجه وحضوره المعروفين عنه، لكن إبعاد رازافان والتعاقد مع فييتو والحمدان لم تكن تغييرات كافية لإعادة الفريق، بل ظل وضعه على ما هو عليه، حتى جاءت الخسارة من الاتحاد لتعيد الفريق للمربع الأول الذي حاول الخروج منه في أربع مواجهات سبقتها، وهي الخسارة التي هزت كرسي الصدارة، وجعلته إلى فقدان لقبه أقرب منه إلى تحقيقه، قياساً بظروفه وظروف منافسيه، والمباريات المتبقية لكل منهم. (الهلال يحتاج إلى شغل) هذا أدق وصف يمكن أن يُقال عن الفريق ووضعه الحالي، تغيير مدرب وتكليف مدرب آخر قد يحدث أثراً نفسياً لن يذهب بعيداً، وضم لاعب أو لاعبين لا يمكن أن يكون علاجاً ناجعاً لفريق يعاني من تراجع مستويات عدد من لاعبيه بشكل غريب، الهلال يحتاج إلى عمل كبير، وإلى أن يحاط بمجموعة من الخبراء القادرين على صياغة مستقبله بشكل يضمن أن يكون بأفضل من حاضره. قلت قبل أشهر في هذه الزاوية «سبتمبر «2020: «إن القارئ للأسماء المسجلة في الفريق إن من المحليين أو الأجانب يدرك أن هناك لاعبين لم يعد لهم أي تأثير فني حقيقي وأن المدرب نادراً ما يستفيد منهم، وأن الهلال بحاجة لتعزيز وإحلال في عدد من المراكز والهلاليون يعرفونها جيداً، وكثير منهم يضع يده على قلبه خشية إيقاف لاعب معين أو إصابة آخر لأن الفريق لا يملك البديل المثالي له، وأن الفريق الآسيوي الأول نادراً ما يستفيد من جميع الأسماء الأجنبية المتاحة له لأن بعضها لم يصل لحد الإقناع ... لقد عودتنا إدارات الهلال طوال السنوات الماضية على العمل لليوم والغد، والتخطيط للحاضر والمستقبل، وتحقيق بطولات والتحضير في الوقت نفسه لبطولات أخرى، وهذا ما يجب أن يستمر العمل عليه، حتى يظل الهلال في القمة، وهنا أدرك أن إدارة الهلال الحالية تدرك ما أعنيه، ولا يساورني شك بأنها تضع ذلك في مقدمة اهتماماتها، وأنها ستسير على نفس الخط الذي خطه أسلافها في إدارة النادي الأشهر على مستوى القارة الآسيوية، ولكن هناك من يرى أن الأمر تأخر كثيراً، وليس في كل تأخيره خيرة على كل حال». الحقيقة أن الوضع بعد سبعة أشهر ما زال على ما هو عليه، وقد مررنا بفترة تسجيل لم يتمكن الهلاليون خلالها من تحقيق أي إضافة فنية ثقيلة لا سيما على مستوى تسجيل لاعب أجنبي، وهو ما جعل الفريق يلعب منقوصاً للاعب من العدد المتاح له من اللاعبين الأجانب، وما خلفه ذلك من أثر فني واضح على الفريق. يلعب الهلال هذه الأيام مباريات الدور الأول من دور أبطال آسيا، ويمني عشاقه النفس بأن يكون الفريق قادراً على تجاوزها والعبور إلى ثمن النهائي، على أمل أن يحدث خلال المرحلة الفاصلة تغيير يعيد الفريق بشكله المعروف، كما يتمنون أن يمسك لاعبو فريقهم بكل حظوظهم في المنافسة على لقب الدوري وأن يطوّعوا كل خبراتهم في المباريات الخمس المتبقية.. وبعدها لكل حادث حديث.