في الوقت الذي أشاهد فيه فرحة عشاق الاتحاد اليوم بعد عودة فريقهم منافساً على صدارة الدوري وهو بكامل عنفوانه وبلاعبين أساسيين وآخرين بدلاء يملكون نفس الأداء والقوة، أعادني المشهد للسنوات العجاف التي كاد فيها النادي أن ينهار في سنواته الثلاث الأخيرة التي ترنح فيها وتذيل ترتيب الدوري وغادر على أساسها الرئيس يلي الآخر واللاعب يلي الآخر والمدرب يلي الآخر حتى بدأت عاصفة «لك الله يا عميد» التي أثرت على المشهد الاتحادي والرياضي بأكمله وتدخلت على أثرها الأيادي التي انتشلته من وحل الهبوط بتعاقدات كبيرة وكثيرة تجاوزت النصف مليار، منها من أكمل العام وأخرى لم يكتب لها النجاح حتى بدأ النادي بالعودة رويداً رويدًا وبدأت عليه ملامح العافية التي استقرت وظهرت على النادي! بالأمس الكل شاهد الاتحاد يعد العدة للإبحار نحو سلالم الصدارة بهدوء وروح عالية بعد أن تمكن من الفوز على الهلال المدجج بالنجوم وقلص بذلك الفارق إلى ثلاث نقاط مع المتصدر الهلال ووصيفه الشباب! ختاماً.. أعادني اليوم مشهد الأهلي ومعاناته في الجولات العشر الأخيرة من عمر الدوري ومطالبات جماهيره الغفيرة بتعديل الحال خوفًا من الانزلاق نحو مشهد جارهم الاتحاد ومعاناته في السنوات الأخيرة والتي تشابه ناديهم وبنفس الملامح والأسباب التي جعلته ينحدر فنيًا في كرة القدم لكثرة مشاكله الإدارية والمالية حتى كاد أن يهبط، ومن هنا أتمنى أن تتدخل الأيادي لتنتشل الأهلي الغريق حاليًا كما يشاهدها الشارع الرياضي بأكمله بشكل عام ومحبوه بشكل خاص، وهو النادي الذي يحمل بين أجندته تاريخًا كبيرًا بصفته الممون الأول لجميع المنتخبات الوطنية وفي كل الألعاب والدرجات المختلفة، وذلك قبل أن يقع الفأس بالرأس وحينها ستخسر رياضتنا ناديًا أنموذجيًا يعتبر منجمًا للمواهب ودار الأوبرا للكؤوس! مخرج: يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحًا من خيالٍ فهوى!