اعتبرت القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة مارتينا سترونغ، العلاقات السعودية - الأمريكية علاقات متينة وراسخة منذ أكثر من ثمانية عقود، رسخها الملك عبدالعزيز مع الرئيس روسفلت عندما تقابلا في السفينة، وأكدت خلال لقاء أجرته معها «الجزيرة» في زيارتها لمنطقة الجوف، حرصت على تجديد العلاقة مع المملكة مع بداية الرئيس الأمريكي الحالي بايدن، وقالت إن العلاقات الأمريكية لا تتغير مع السعودية بتغير الرؤساء، إلا أن كل رئيس له رؤية جديدة، وهذه الرؤية تحرص على تجديد العلاقات، خاصة مع بلدان صديقة كالسعودية، وقالت إن هناك توافقاً في رؤية الرئيس بايدن ورؤية المملكة. * ماذا قدمت القنصلية السعودية لتعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وأمريكا؟ - العلاقات بين أمريكا والسعودية ممتدة إلى ما يزيد على 8 عقود والصداقة بين البلدين عميقة جدا وفي مختلف المجالات، ومن ضمن مسؤولياتي في السفارة الأمريكية الحفاظ على هذه العلاقات وتجديدها وتعزيز هذه العلاقة بين البلدين وفتح آفاق جديدة واتجاهات جديدة بهذه العلاقة، أيضا من ضمن الأمور التي حرصت عليها أن نجدد هذه العلاقات والشراكة بين السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومعرفة الفرص الجديدة المتاحة للاستثمار أيضا في المملكة. وأضافت: خلال زيارتي لليومين والنصف الماضيين رغم أن هناك ازدحاماً في الجدول إلا أني أنا والوفد المرافق لي استمتعنا جدًا على صعيد الزيارات الرسمية واللقاءات الرسمية وكذلك الزيارات لعدة مشاريع ومواقع بمنطقة الجوف، وكل ذلك يعود إلى الترتيبات والتجهيزات بتوجيه من سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز والبرنامج الذي أعدته الإمارة والذي كان متميزاً. * هل تتغير سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية بتغير الإدارات والرؤساء؟ - العلاقات مع المملكة كما ذكرت بأنها تزيد على 8 عقود وقد احتفلنا مؤخرًا بالذكرى الخامسة والسبعون للعلاقات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية التي بدأت في السفينة عندما اجتمع الملك عبدالعزيز أو تقابل مع الرئيس روسفلت رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن خلال تلك المقابلة ازدهرت العلاقات بين البلدين وكان الرئيس روسفلت يعني لهذه العلاقات ذات الأهمية والقيمة الكبيرة، والرؤساء كل رئيس يأتي لديه رؤية جديدة ولكن هذه الرؤية تحرص على تطوير العلاقات وتعزيزها بالذات مع بلدان صديقة كالمملكة العربية السعودية، أحد أهداف الرئيس بايدن هي التغير المناخي المتوافق مع رؤية أو المشروع الذي يقوم عليه سمو ولي العهد وهو مشروع بيئي وتطور بيئي في القوانين البيئة التي وضعت والتركيز على مثل هذه القوائم، والعلاقات مع المملكة هي علاقة أصيلة لا تتغير بتغير الرؤساء فهي علاقة ثابتة ولن يكون هناك تغييرات جذرية حسب ما سمعت هناك من المسؤولين بواشنطن . ومن ضمن السياسات الجديدة للرئيس الأمريكي مع الدول ومن ضمنها المملكة تجاوز هذه الأزمة أزمة كورونا وكذلك التعافي الاقتصادي أحد الأمور التي عملت الإدارة الأمريكية مع مختلف بلدان العالم عليها وذلك لمساعدة بقية البلدان في هذا التعافي الاقتصادي الذي حصل بسبب الأزمة ومن ضمن الأهداف منذ تولي الرئيس بايدن للرئاسة الأمريكية، معالجة التغير المناخي والتركيز على هذا الجانب وقد رأيتم ذلك في الأخبار عندما عادت الولاياتالمتحدة إلى اتفاقية باريس الدولية الخاصة بالمناخ وهذا يعني التجديد للشراكة، والولاياتالمتحدة تعنى بشكل كبير بتجديد الشراكات وتجديد التحالفات لها مع مختلف بلدان العالم والتركيز على تعزيز هذه التحالفات وكذلك الشراكات. * ما تقييمك وقد أصبحت المملكة في الآونة وجهة سياحية بعد إطلاق وتفعيل التأشيرة السياحية للسعودية التي تسهل على غير السعوديين الحصول عليها ودخول المملكة لغرض السياحة وزيارة المواقع الأثرية التاريخية وحضور الفعاليات في مواسم السعودية مثل موسم الرياض وغيره؟ - نرى أن هذه الخطوة التي قامت بها المملكة الخاصة بالتأشيرات السياحية هي خطوة جيدة وسيكون لها أثر في المستقبل، وعندما أتيحت التأشيرات في سبتمبر عام 2018م فإن الكثير من الأمريكان حصلوا على التأشيرة السياحية وحضروا للمملكة للمشاركة في حضور كثير من الأنشطة كالمهرجانات والفعاليات، كما أنها فرصة لهم لاستكشاف تاريخ المملكة وعادات وتقاليد البلد وزيارة المواقع الأثرية وأرى بأنها خطوة ناجحة، إلا أنه بسبب أزمة كورونا ترتب عليها عدم وجود الكثير من السياح في الوقت الراهن، إلا أنني واثقة ومتفائلة بأنه في المستقبل سيكون لها أثر في الاقتصاد في المملكة الاقتصاد الذي ينبثق من رؤية المملكة 2030 والذي يعتمد فيه على العوائد غير النفطية، أيضا الكثير من الشركات الأمريكية شاركت وما زالت تشارك في قطاع السياحة وتنميته في المملكة وهناك من الأمريكيين شاركوا في الاستعراضات بمعنى أن أمريكا شريك ضمن دول أخرى في التغير التاريخي التي تمر به المملكة. وأضافت: هذه النظرة ليست فقط من قبل الأمريكيين بل أيضا من السعوديين هنا، فقد سمعت من الأصدقاء السعوديين بأنهم سعداء جدا بهذا التغيير حيث يتيح للجميع زيارة الأماكن السياحية واستكشاف مختلف المناطق بالمملكة والتنمية الحاصلة في قطاع السياحة. * مشروع نيوم العملاق وأهدافه المستقبلية والمنبثق من رؤية المملكة (2030) كان ولا يزال يجد صدى واسعًا من الاهتمام ليس داخل المملكة العربية السعودية فقط، وإنما في كافة الأوساط العربية والعالمية، ولا سيما أن هذا المشروع يحمل من الأفكار الاقتصادية والحجم الضخم من الاستثمارات ما يؤهله ليكون واحدًا من أهم وأكبر المشاريع التي تم طرحها.. هل من تعليق على ذلك؟ - النظرة الطموحة التي تتعلق بمدينة نيوم في حقيقة الأمر تتعلق في بناء مدينة نيوم، وأنا زرت نيوم في شهر يوليو 2018 عندما بدأ البناء في المدينة، ولكن ما نراه الآن هو قفزة كبيرة في هذا المشروع الضخم وهناك عندما كنت في زيارتي رأيت أماكن خلابة وجميلة ورائعة وهي جاذبه جدا للسياح. هذه النظرة الطموحة في رؤية 2030 التي تتعلق بالسياحة وكذلك التقنية التي يحرص عليها سمو ولي العهد هي العمود الفقري للرؤية وللتركيز أكثر على التقنية وهو يعد مبدأ جديداً ومبشراً بخير للمملكة فهو تغيير على كيفية تعايش الناس في هذه المدينة وكيفية التعلم، أنا أتطلع لمساهمة الولاياتالمتحدة من خلال المشاركة ليس فقط من خلال نيوم، بل نشارك المملكة بكل ما يخص رؤية المملكة 2030 والمشاركة بشكل أوسع من خلال الشركات الأمريكية ومن خلال المفكرين والعلماء في أمريكا وكذلك الأكاديميين والباحثين سواء بالقطاع النفطي أو حتى القطاعات الأخرى. * شهد (تمكين المرأة) في المملكة تطوراً كبيراً وملحوظاً في الآونة الأخيرة .. ما تعليقك وتقييمك لذلك؟ - هذا التغير إيجابي ولكن الأهم من رؤيتي أنا ورؤية المرأة السعودية من خلال لقاءاتي الرسمية وغير الرسمية مع النساء السعوديات وجدت هناك حماساً كبيراً جداً لهذا التغير وهذا التطور وإتاحة المزيد من الفرص للمملكة على الصعيد الدولي وفتح المجال للمرأة للمشاركة في هذا الاستثمار ومساهمتها على الصعيد الدولي سواء الطبيبات السعوديات وحتى اللاتي يعملن في مجال العلوم ومختلف المجالات أيضا، ففتحت فرص كبيرة ونحن نؤيد هذا التطور التي تمر به المملكة ومن إحدى ثمار قمة العشرين التي عقدت بالمملكة مؤخراً، أطلقنا في السفارة برنامجاً يسمى (قنايت) يعنى بدعم صغار المستثمرين بالذات من النساء بحيث أننا نساعدهم من خلال الشركات الأمريكية على إتاحة الفرص الاستثمارية لهم ضمن تعزيز الشراكة بين البلدين، وذلك له أثر في استمرار التعافي الاقتصادي التي تمر به المملكة والذي تقدمت فيه بشكل متميز. * ما الجانب المتميز بمنطقة الجوف أو الجاذب الذي شجع غير الأجانب على زيارتها؟ - تصوري عن منطقة الجوف أخذته من زملائي قبل أن آتي إلى المنطقة من خلال زميلاتي نعيمة وإيمان ومن سبقني في زيارة المنطقة، إلا أنني في زيارتي الأولى لها رأيت أن منطقة الجوف رائعة جدا ومنطقة مهمة ويعول عليها الكثير من الآمال في المستقبل، وهذه الزيارة كنا نخطط لها مسبقا وتكلمنا فيها لأكثر من مرة إلا أنه بسبب جائحة كورونا تم تأجيل هذه الزيارة، وكنت متحمسة صراحة لسماع الحديث والنقاش مع سمو أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف، والهمت برؤيته المستقبلية للمنطقة وتركيزه على الشباب ودعمهم وأن تكون المشاريع التي تقام فيها مواكبة لرؤية المملكة 2030 وقد تحدث لي عن المشاريع الخاصة بالطاقة المتجددة سواء كانت الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وهي مشاريع تبعث على التفاؤل كونها مشاريع واعدة، أيضا كان لنا نقاش حول البرامج وكيفية مساهمة الشركات الأمريكية في المنطقة ودعم هذه المشاريع على وجه التحديد، أيضا تقابلت مع مسؤولي الغرفة التجارية بمنطقة الجوف وتكلمنا عن الفرص الاستثمارية والمشاريع الواعدة بالمنطقة. وكذلك زرت جامعة الجوف وأعجبت بما رأيت هناك ومن خلال البرامج التي عقدت نتطلع لأن يكون هناك المزيد من برامج التعاون، وأيضا قمت بعمل سياحة بالمنطقة أثناء هذه الزيارة وزرت قلعة مارد وزعبل وزيارة بحيرة دومة الجندل والتي استمتعت فيها بشكل كبير. إلا أنني أستطيع أن أقول إن تطلعاتي ورؤيتي للمملكة تجاوزت ما كنت أتوقعه قبل أن آتي إلى هنا. * هل ترين أن تكون منطقة الجوف وجهة سياحية؟ - لكل منطقة في المملكة طابعها الخاص، استمتعت هنا في زيارتي إلى المواقع التاريخية والتطور الذي سوف تشهده المنطقة مستقبلا هنا، ومما أسعدني بالجوف حفاوة أهالي المنطقة في استقبالهم وكرمهم، أيضا زرنا مركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي واستمتعت بالحديث مع فريق الكشافة النسائي، حيث إن ابنتي هي منضمة ضمن أحد فرق الكشافة وكان لدي محادثات ملهمة معهم وكيف كانت مشاركتهم وتطوعهم في مختلف المشاريع الموجودة. ولكل مكان وقفنا عليه وجدت الكثير من الفرص للتعاون المستقبلي وتعزيز هذه الشراكة. وشخصيا إذا وجدت الفرصة سأدعوا كل من قابلني لزيارة منطقة الجوف.