عندما توفي والدي أحسست بالحياة رديئة.. فارغة.. وانعدم الأمل، فقررت أني سأعيش حياتي بطريقة كان سيفخر بها، فقررت أن أكرس حياتي للاحتفاء بحياته وتكريمها، كان قراري هذا هو الأمل الذي يحميني في لحظة الذعر الوجودي تلك، إن قصص الأمل هي ما يمنحنا إحساس بأن لحياتنا غاية، فهي لا توحي لنا بأن المستقبل سيأتي بما هو أفضل فقط، بل إن تحقيق الشيء الأفضل أيضاً ممكن, أصبح لدي قصصي الصغيرة للأمل إنها تمنحني غاية ومعنى كي أعيش, هي ما تجعلني استيقظ صباحاً كل يوم.. ككتابة نص صغير قد يكون له أثر بسيط على بعض الناس, أو تقديم الطعام لقطط الحي, تنظيف البيئة من حولي.. وللجميع قصصهم الصغيرة أيضاً. في هذا الوقت نحن نعيش في حضارة تجعلنا غير محتاجين إلى الرخاء أو تعدد الممتلكات، لقد تراجعت الحروب, أصبح لدينا شبكة إنترنت انخفضت معدلات وفيات الأطفال, وصار الناس يعيشون أطول, ازدادت الثروات وتخلصنا من كثير من الأمراض لدينا كل شيء تقريباً، نحن في حاجة إلى شيء أكثر أهمية، نحن بحاجة إلى «الأمل» الحزن ليس نقيضاً للسعادة إن كنت حزيناً فأنت تزال مبالياً بشيء من الأشياء، إن نقيض السعادة هو انعدام الأمل وهو الأفق اللانهائي من الاستسلام ومن اللامبالاة، إن انعدام الأمل حالة من العدمية الباردة وإحساس بأن لا معنى لأي شيء، انعدام الأمل هو جذر القلق والمرض والاكتئاب أنه أصل البؤس كله، ولكي تتجنب انعدام الأمل عليك السعي إلى بناء الأمل، إنه المشروع الأول لدى العقل. لذلك نجد أن حالات الاكتئاب لدى الأشخاص المتدينين أقل كثيراً من غيرهم وحالات الانتحار أيضاً تكاد تكون معدومة بسبب الإيمان الذي يقيهم من حالة عدم المعرفة. لديهم «الإيمان» بحياة أخرى أكثر جمال وأكثر رخاء إنها «مفارقة التقدم» نحن في زمن كل شيء فيه يبدو أفضل مما فات ولكن ينتشر إحساس غير منطقي بالعجز، أنها مفارقة التقدم: كلما تحسنت الأمور كلما أصبح الناس أكثر يأساً. يذكر الكاتب مارك مانسون في كتابة «الخراب» أنه لا بد لنا من ثلاثة أشياء حتى نبني الأمل: وهي السيطرة التي تنبع من الاستقلالية الذاتية، وأن يكون لك حافز تعيش من أجله وهو الارتباط أو الجماعة، والمكون الثالث هو القيم والمعنى الذي نعيش من أجله. ماذا يجري في عالمنا فيجعلنا نشعر بأننا أسوأ على الرغم من أن كل شيء يتحسن دائماً؟! قد تفاجئك الإجابة. ... ... ... ... المرجع- كتاب «الخراب» مارك مانسون ** **