اعتاد الوسط الرياضي السعودي على مشهد بطولات أفراد شرفيين، استطاعوا انتشال أنديتهم بالدعم المالي من غياهب الانحدار إلى المنافسة على البطولات عبر دعم مجالس الإدارات «المرضي عنها»، والمنسجمة مع فكر الداعم، وتلبية رغباته، ونظرته الخاصة تجاه مستقبل النادي، سواء على صعيد التعاقدات مع اللاعبين (أجانب ومحليين) والأجهزة الفنية، أو حتى على صعيد انتقاء أعضاء مجلس الإدارة والعاملين في المنشأة. والبعض الآخر من الداعمين يكتفي برسم الخطوط العريضة لمسيرة النادي، ويترك التفاصيل الإدارية والفنية للإدارة بشرط الرجوع وطلب الإذن قبل التصرف في إقالة أو إنهاء عقد أو بيان يصدر من النادي. نادي الأهلي شهد 3 مراحل شرفية تاريخية، انطلقت من الأب الروحي للنادي الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- الذي تبنى القلعة الخضراء، وقادها نحو تبوُّؤ مقعد بين مقاعد الأندية الجماهيرية الأربعة في الملاعب السعودية، ثم واصل ابنه الراحل محمد بن عبدالله الفيصل -رحمه الله- ما بناه والده من إمبراطورية، استطاعت قطف الإنجازات، ومزاحمة شعبية الأندية الأخرى في المدرجات، ثم تولى الأمير خالد بن عبدالله في نهاية المطاف المسؤولية سنوات طوالاً، تخللها دعم مالي كبير، يصنف الأكثر والأكبر على مستوى الأندية السعودية إلى أن رحل عن الوسط الرياضي تاركًا فراغًا يترجمه واقع الأهلي اليوم. كذلك نادي الاتحاد مرّ بمراحل داعمين وشرفيين، استطاع كل فرد منهم في كل مرحلة الدفع بالنادي نحو المنافسة في الألعاب كافة، وبالذات على صعيد كرة القدم، إلى أن جاء الداعم والرمز عبدالمحسن آل الشيخ في عام 1416ه، وتولى احتياجات النادي كافة بسخاء، والوقود الحقيقي للإدارات الاتحادية المتعاقبة، وبالذات إدارة منصور البلوي التي شهدت إنجازات تاريخية على مستوى القارة الآسيوية بعد أن حقق الاتحاد دوري أبطال آسيا في عهده مرتين. أما في نادي النصر فكانت تلك الصفة (الداعم) مصطلحًا مختلفًا تمامًا في ظل مرحلة مؤسس الإنجازات النصراوية في عهد المغفور له الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي تصدى لمهمة الرئيس والداعم في آن واحد لمدة 37 سنة على مدار ثلاث فترات، ثم بعد سنوات سار على النهج ذاته «مجدد النصر الحديث» الأمير فيصل بن تركي الذي تصدى كذلك لمهمة رئاسة ودعم النادي في بداية فترته، تخللها دعم من الأمير خالد بن فهد عبر التكفل بصفقات ومكافآت إلى أن ابتعد الأخير قبل انتهاء فترة الأمير فيصل عام 2017، وسار كذلك على النهج نفسه (رئاسة ودعمًا) سعود السويلم لمدة موسم، ليعود بعدها الداعم الأمير خالد بن فهد؛ ليتكفل بمتطلبات مرحلة الموسم الماضي والحالي. ومما سبق نجد أن الدعم في الأندية الجماهيرية (الأهلي والاتحاد والنصر) كان قد اعتمد على (أفراد) داعمين، تولوا زمام الأمور المالية على انفراد في كل مرحلة تاريخية من مراحل تلك الأندية، ولكن في الهلال حالة خاصة مغايرة تاريخيًّا عن البقية. هل سمعنا يومًا أن رئيس نادٍ أو أحد رجالاته من أعضاء الشرف تفرد بسياسة مستقلة؟ طبعًا لا؛ كون البيت الهلالي مختلفًا تمامًا في ناحية قرب وتقارب رجالاته، وتفاهمهم واتفاقهم مع كل إدارة تتولى مسؤولية النادي دون شروط سابقة مما أسهم في استقرار وتوازن واستمرار فريقهم في مقدمة المنافسة في الألعاب كافة، وليس كرة القدم فقط؛ إذ يستحيل أن تجد داعمًا أو شرفيًّا في البيت الأزرق يتفرد بالقرار أو لرئاسة النادي، يختار مهما بلغ دعمه. قبل الختام: الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو لي عهده الأمين هي أكبر الداعمين لرياضة هذا البلد.