تعد الجامعات حول العالم بمثابة قلاع للابتكار والبحث العلمي، وبشكل غير مسبوق فيما يتعلق بريادة الأعمال وفي تفعيل مراكز البحث العلمي، وبناء شراكات مع القطاع الخاص والمسؤولة عن تقديم الاستشارات والتدريب. ركزت رؤية المملكة 2030 على الابتكار في التقنيات المتطورة وريادة الأعمال، من أجل التحول من اقتصاد آحادي إلى اقتصاد متنوع، بل متطور، يمتلك القيادة والريادة في العديد من القطاعات، وبشكل خاص في قطاع الطاقة وفي صناعة البتروكيماويات الأوسع نطاقا. بما أن للجامعات دوراً مهماً في تفعيل وتحقيق تلك الرؤية، ومن الأهمية بمكان أن تدمج مفاهيم الابتكار ونقل الأبحاث وتطبيقها في صلب عمل الجامعات في المرحلة المقبلة لتكون أداة محفزة تتماشى مع تغيرات الرؤية 2030 ومتطلباتها ومبادراتها في التحول ذات الأهداف المحددة من أجل تحقيق وإقامة الشراكات القادرة على إحداث تأثير بداية من الشركات العملاقة مروراً بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، انتهاء بالشركات الناشئة. الرؤية الجديدة لدور الجامعات التعاون مع قطاع الصناعة، والتواصل مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، هي وسائل أكثر تأثيراً لنقل البحوث الجامعية وتطبيقها على أرض الواقع، خصوصاً وأن للجامعات دوراً مباشراً في تحقيق رؤية المملكة 2030 في زيادة إسهام المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج القومي المحلي من 20 في المائة إلى 35 في المائة بحلول 2030 من أجل استيعاب الشباب المتخرج من الجامعات والمقدر عددهم سنوياً أكثر من 350 ألف شاب وشابة. لكي يتحقق النجاح لدور الجامعات فهي بحاجة إلى تحقيق التوازن بين الأبحاث ذات الأهداف المحددة، والأبحاث والشراكات التي يحركها النشاط العلمي والمنشآت المشتركة مثل المختبرات الأساسية، وذلك حتى يتسنى نقل الأبحاث وتطبيقها خصوصا وتقيس الجامعات مدى نجاحها عندما يتسابق رواد الأعمال على التكنولوجيا من الجامعات. يجب أن تواكب الجامعات السعودية جهود الدولة لتوطين الصناعات التكنولوجية وتعزيز حاضنات الشركات الناشئة للمبتكرين السعوديين، متسقة مع مشروعاتها العملاقة التي تستند إلى التقنية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء كمدينة ذا لاين يتوقع مختصون أن تستحوذ السعودية على مراتب أولى عالمياً لحاضنات الشركات الناشئة بقطاعات التكنولوجيا في عام 2022 استنادا إلى تقرير صدر حديثاً بين أن تتربع السعودية على المرتبة الثانية من حيث عدد المستثمرين والشركات الناشئة في القطاع. من أجل أن تدعم الجامعات حاضنات الشركات الناشئة الذي يزيد من عدد هذه الشركات الناشئة للمبتكرين في قطاع التكنولوجيا أن تقوم بإنجاز الكثير في ظل الأجواء المشجعة من قبل مبادرات رؤية المملكة 2030، ومن أجل أن تتعاقد مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة، مما يتوجب عليها التركيز على توفير أنظمة الاستشعار الذكية الخاصة، وعرض البيانات في الوقت الفعلي على منصة فورية للمعلومات والمؤشرات اليومية في الوقت الحقيقي، وإعداد التقارير الخاصة بالفيضانات وحركة المرور وجودة الهواء. هناك أمثلة على تلك الشراكات فقد أبرمت شركة أرامكو لريادة الأعمال (واعد) مع شركة وادي طيبة التابعة لجامعة طيبة المختصة في تنمية الاقتصاد المعرفي وذكاء الأعمال والتقنيات الناشئة تهدف إلى دعم الشركات الناشئة في المركز السعودي الناشئ للذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء، وفي نفس الوقت يتضمن الاتفاق إلى قيام شركة واعد فنتشرز بفحص وتقييم الشركات الناشئة في شركة وادي طيبة التي تعمل على زيادة رأس المال الاستثماري وتقديم الحاضنات الافتراضية والإرشادات الضرورية لرواد الأعمال. ** ** - أستاذ بجامعة أم القرى بمكة