على جدران مستودعات (جاكس) المهجورة في محافظة الدرعية بالرياض قصة فن بدأ بها فنان تشكيلي شاب من المواهب السعودية المتميزة في بدايات العقد الثاني من العمر يسمي نفسه (كلاخ) نسبةً لقريته، حيث بدأ هذا الفنان لوحاته التشكيلية منها والتي تقع على بعد 70 كم من مدينة الطائف غرب المملكة، واختار بيوتا وجدرانا مهجورة لتكون منصته الفنية التي يفضلها، وذلك لأسباب عديدة منها عدم رغبته في الظهور العلني أو الإفصاح عن هويته ومنها بعدها عن الناس، علها تبقى بعيداً عن العبث أو التخريب، وبعد مقطع فيديو انتشر لأعماله في أحد البيوت على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي علق عليها سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان آل سعود (مبدع وكلنا ندعمك وزملائي في وزارة الثقافة سيتواصلون معك) ولاقى فنه بعد ذلك استحسان الجميع. بدأ كلاخ لوحاته الفنية على جدران مستودعات جاكس التابعة لوزارة الثقافة في محافظة الدرعية برسومات لشخصيات فنية معروفة مثل المطرب طلال مداح والمطرب محمد عبده وغيرهم من فنانين سعوديين على مساحات ضخمة تتراوح ابعادها بين 5 و10 أمتار وربما تجاوزت ذلك أحياناً. وتخليداً لفنانين تشكيليين راحلين رسم كلاخ عميد الفن التشكيلي السعودي الراحل الفنان سعد العبيّد رحمه الله، والفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر رحمها الله، إضافةً إلى رسوماته المعتادة من وجوه نسائية أخرى وألوان زاهية تبث الروح في المكان، كما رسم باستخدام تقنية عكس الألوان (Negative drawing) حيث تبدو اللوحة بألوان معكوسة ويتم تصويرها ببعض العدسات في الأجهزة الذكية لتظهر بعد ذلك بألوان حقيقية، مما يعكس تمكن كلاخ من الوصول لاحترافية كبيرة في فن الرسم على الجدران (جرافيتي). واحتفالاً بيوم المرأة العالمي أتاحت وزارة الثقافة لعدد من الفنانات التشكيليات السعوديات الفرصة للمشاركة بالرسم على جدران مستودعات جاكس ومنهم ( الجوهرة العادل - نورة حمود القحطاني - نورة بن سعيدان - ديما العوهلي - عهود العساف - علياء الشعيل - شهد العتيبي - هناء الغامدي). ووفرت وزارة الثقافة حراسات أمنية وتنظيمية لتحمي هذه الأعمال الفنية وتنظم دخول الزوار لها، حيث شكلت هذه الأعمال الفنية مزاراً سياحياً مميزاً في محافظة الدرعية حتى أصبحت مقصداً لمختلف فئات المجتمع ومختلف ثقافاتهم، حيث يتوافد عليها الناس في جميع أيام الأسبوع ليستمتعوا بفن أنتجه فنانون سعوديون شباب أثبتوا تميزهم وطاقاتهم وقدراتهم على صنع الجمال في أي مكان وتحت أي ظروف، وهذا يحفز على استمرار الدعم من قبل وزارة الثقافة وأمانات المدن والبلديات لتكون بصمات الفنانين السعوديين رسائل فنية ثقافية بلغة عالمية يفهمها الجميع تضفي الجمال أينما حلت. ** ** - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي