في الواقع مررنا في المواسم الأخيرة الماضية في الدوري السعودي للمحترفين بمنافسات ثنائية، لا تتعدى فريقين يتسابقان على خطف الصدارة، ثم نيل اللقب، بينما تجد الأندية الأخرى غارقة في همومها الفنية والإدارية والمالية، ومبتعدة عن صلب المنافسة والتعايش مع الأجواء التحفيزية التي تتطلب طموحًا كان غائبًا، وأهدافًا كانت مبعثرة بفعل الظروف القاسية المحيطة بتلك الأندية «الجماهيرية» على وجه الخصوص، خلاف الهلال الذي كان حاضرًا طرفًا ثابتًا في المنافسة في كل موسم. مررنا في بعض المواسم الماضية، وبخاصة في الموسمين الماضيين، بمنافسة هلالية نصراوية، تشعبت خلالها الإثارة خارج ميدان المستطيل الأخضر إلى صفحات الإعلام وشاشاته، وانعكس ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي كردة فعل أكثر من الإثارة الفنية داخل الملعب بفعل ضجيج كان لا يهدأ، وتصريحات خارج حدود المبدأ، كان بطلها فئة لم تعتَدْ أجواء المنافسة. اليوم يشهد دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين عودة أعمدة رئيسية، كانت لها صولات وجولات في الساحة الكروية السعودية والإقليمية والآسيوية، مثل (الشباب والاتحاد) اللذين أثريا الملاعب والمنصات بملاحم كروية ومتعة فنية إلى جانب منافسهما الدائم (الهلال) بعيدًا عن الإثارة الملتوية الممزوجة بفكر المظلومية والتعرض للمؤامرات والتشكيك في المنافس. عودة أعمدة المنافسة «الحقيقية» تنبئ بعودة منافسات الزمن الجميل المليئة بالشغف والحماس الكروي الفطري الخالي من الشوائب التي كانت تضرّ بالنقاء الفكري. نهايات الموسم الحالي أو المنعطف الأخير في الدوري الجاري أظهرت لنا أن (الشباب والاتحاد) باتا مستعدَّين للعودة من جديد إلى المنافسة بعد أن استعادا الثقة والانسجام على الصعيد الإداري الذي انعكس بشكل مباشر على الأجهزة الفنية واللاعبين للبدء بمرحلة الاستقرار المطلوبة للاستمرار في أي منافسة. عودة أسعدت أصحاب الذوق الكروي الرفيع الذين طالما استلذوا واستمتعوا بصراعات الثلاثي (الهلال والشباب والاتحاد) على الألقاب في إطار المتعة الفنية المحفوفة بالروح الرياضية. قبل الختام.. الهلال والشباب أكثر الأندية السعودية تحقيقًا للبطولات العربية، كما أن الهلال والاتحاد الوحيدان السعوديان اللذان استطاعا تحقيق دوري أبطال آسيا، أليس من الطبيعي أن نفرح بعودة أبطال ومنافسين حقيقيين في الملاعب المحلية والخارجية؟