إصدار جديد في أدب الرحلة للدكتور سعد بن سعيد الرفاعي بعنوان: «ينبع بعيون عربية: رصد لمشاهدات الرحالة العرب والمسلمين»، الذي صدر مؤخرًا عن نادي جدة الأدبي الثقافي في طبعة أولى 2021م. واستهل الرفاعي الحديث عن إصداره قائلاً: إن أدب الرحلة أدب عظيم، لا تخفى قمته، ولا تجهل مكانته، فهو تاريخ لا تاريخ له؛ إذ لا يقف عند الرصد الجغرافي، وإنما يتداخل فيه الزمان والمكان والإنسان. واستكمالاً لما عمل من رصد وتتبُّع لمشاهدات الرحالة في ينبع الصادر عام 1440ه، الذي عني بتتبع مشاهدات الرحالة (الغربيين) عن ينبع فإن هذا المؤلف يسمى لرصد مشاهدات الرحالة العرب والمسلمين من المشرق الإسلامي، وهي مشاهدات امتدت من القرن الثاني الهجري حتى القرن الرابع عشر الهجري. وتكمن قيمة هذه المشاهدات في كونها المصدر الوحيد الذي أمامنا -بعض حين- لقلة التدوين ومحدودية التعليم وندرة المتعلمين وانعدام التوثيق. ومضى الرفاعي في سياق حديثه عن تداعيات الأفكار والهدف الذي وقف خلف هذا الجهد العلمي الوثائقي قائلاً: لعل هذا العمل (ينبع بعيون عربية) يتكامل مع الجزء الأول (ينبع بعيون غربية)؛ ليسد ثغرة في تاريخ مدينة ينبع، التي هي جزء من تاريخ المملكة العربية السعودية، فلقد انطلق العمل في هذا المؤلف من حرصٍ على رصد جميع مشاهدات الرحالة وفق صياغتها الأصلية - ما أمكن ذلك - كما كان الحرص على إيراد مشاهدات الرحالة حتى ولو كانت محدودة أو موجزة أو إشارة عابرة.. فلربما كان لها قيمة لدى الباحثين في تاريخ ينبع مستقبلاً. وقال الرفاعي: من منطلق هذا الحرص فقد استعضت في هذا الإصدار عن نصوص الرحلات التي لم يتسن الوصول إليها، بالإشارة إلى ما كتب عنها، ونقل ما كُتب -على تحفظ- لعدم الاطمئنان لنقله جميع المشاهدات في النص الأصلي. ولعل في هذا الإيراد مما يضمن التذكير بهذه الرحلة، وإعانة الباحثين في هذا الشأن مستقبلاً، فما لا يدرك كله لا يترك جله. مستدركاً -الرفاعي في هذا السياق- مردفاً: ولأن هناك بعض الرحالة الذين لم يقف الباحث على ما كتبوه عن ينبع، فقد أثبت مرورهم على ينبع في هذا الكتاب الذي سيكون بين أيدي القراء. وإنني إذ أقدم هذا العمل للمهتمين عامة، ولأبناء ينبع خاصة، فإنني أؤكد على عدم اكتماله لظهور جديد في عالم المخطوطات الرحلية بين حين وآخر، ولاسيما الرحالة المغاربة الذين حرصوا على توثيق رحلاتهم الحجية، وتدوين مشاهداتهم عن ينبع، فلعل في هذا العمل ما يشكل إضافة للمهتمين برصد الرحلات الحجية للحجاز.