قد يشعر البعض بالرغبة في أن يكون لاعب كرة القدم، ويتمنى لو كان كذلك، فاللاعب في نظرهم هو رياضي يمارس هوايته ويحصل على أجر عال مقابل لعبة لكرة القدم، وكذلك يحظى بشهرة لا يضاهيها شهرة أخرى.. وهذا الكلام في ظاهره صحيح، ولكن هنا مكمن الدافع لكتابة المقال. الأمر ليس كما تعتقد عزيزي الذي ترغب لو كنت مكان هذا اللاعب أو ذاك، حياة الرياضيين وتحديداً لاعب كرة القدم هي حياة صعبة للغاية، ولا يمكن أن أوجز صعوبتها في مقال واحد، ولكن سأسرد لكم بعض هذه الصعوبة التي أزعمها! «في الفئات السنية تتنافس مع شباب صغار في نفس سنك، وتتعارك معهم للحصول على الخانة الأساسية في الفريق، وعندما تكون العنصر الرئيسي تواصل العمل من أجل الاستمرار، ولأنك في عمر المراهقة فلابد أن يعتري طريقك بعض التحديات، وهنا ولأن كرة القدم لا ترحم فستعود للصفوف الخلفية. «من أخطر مراحل لاعب كرة القدم مرحلة الانتقال من درجة الشباب للفريق الأول، هنا يكون اللاعب على أعصابه، هل سيقبل بي الفريق أم سيتم التنسيق، وهذه مرحلة مزعجة تجعل اللاعب في حالة من التوتر والخوف. «لنفترض أن اللاعب لم يكن محظوظاً وغادر النادي، هنا صعوبة جديدة، إلى أين سيذهب هل سينتهي حلم النجومية من سيسوق اللاعب وهو برصيد (صفر) كسيرة ذاتية، لأن الأندية تريد لاعبا جاهزا وقويا وفي هذه الحالة انتهى عدد كبير من الموهوبين لأنهم لم يجدوا الفرصة الكافية. «لنذهب للاعب آخر حصل على الفرصة ونجح في أي من الفرق، ولم يتم تنسيقه بعد صعوده، هذا اللاعب في حالة تحد مستمر لا يريد أن يخسر الخانة، كما أنه ممنوع أن يمر بأي ظروف عائلية أو نفسية، وكأنه بلا مشاعر يجب عليه العمل واللعب بكل قوة ومهارة، لا يستطيع أن يحصل على إجازة مثلنا و لا يجب أن يفقد التركيز، لأنه اذا فقده فهو أمام خيارين، أما خسارة المركز أو التعرض للهجوم من الجمهور والاعلام ! «اللاعب معلق مستقبله في أقدامه، لذلك فالعقد بالنسبة له هو كل شيء، لاحظوا كيف تكون ابتسامتهم أمام الكاميرا عند التوقيع وهي ابتسامة من القلب، مهما كانت قيمة العقد لأنه (أمن) سنة أو سنتين من حياته المهنية. «اللاعب في حالة قلق مستمر لأنه يشعر بشكل أو آخر أنه قد يجد نفسه خارج اللعبة بسبب أجنبي أفضل منه أو نجم آخر قادم من خارج النادي. «وكذلك في حالة عمل دائم من أجل أن يقنع المدرب في أحقيته بالتواجد مع الفريق، وهو أيضاً في حالة قلق في حال تغيير المدرب لأن عمله الكبير مع المدرب السابق لم يعد له قيمة! «أيضاً هناك مرحلة الثلاثينات من العمر وهي مرحلة معقدة فعند النجاح فهذا المتوقع والمفروض وعند التراجع أو الاخفاق فكلمة (شايب) جاهزة، وهنا يدخل اللاعب في مرحلة من الخلل في موضوع الثقة في النفس. «أيضاً اللاعب بالذات المشهور منهم، لا يستطيع أن يعيش ببساطة فلابد أن يهتم بأصغر التفاصيل، ملابسه وشكله وسيارته، والأماكن التي يزورها والاصدقاء الذين يختارهم! «حياة لاعب كرة القدم صعبة ولكن الموهوبين جداً منهم بلاشك أن حياتهم أقل صعوبة، نظراً لأنهم مطلوبون دائماً. حاولت أن أخبركم أو أذكركم ببعض التفاصيل الصعبة التي يعيشها اللاعب.. وشكراً لكم.