طالب المدير الفني للفريق الاول لنادي النصر السعودي لكرة القدم سابقاً ومدرب فئة الشباب في النادي ذاته حالياً يوسف خميس ادارة ناديه بضرورة تدعيم خطوط الفريق الأول عبر التعاقد مع مهاجم هداف ولاعب محور، مؤكداً أن النصر يفتقر الى لاعبين مميزين في هذين المركزين ومرجعاً خسارة فريقه والخروج من البطولات في المباريات الحاسمة خلال الفترة الأخيرة من المنافسات المحلية الى عدم وجود لاعبين يقومون بتأدية مهام هاتين الخانتين بالشكل المطلوب وبكفاية عالية. وقال ل"لحياة" ان وضع الفريق لم يكن مستقراً حيث داهمت الاصابات عدداً من اللاعبين البارزين، وكان الأمر صعباً حيث افتقد النصر للاعب الهداف الذي ينهي الهجمة "وحاولنا تخطي هذا الأمر لكننا لم ننجح، وبنظرة واقعية فان فريقي الاتحاد والأهلي كانا الأقرب الى الفوز في ظل تكامل عناصرهما، وأعتقد أن افتقارنا للهداف كان عائقاً مهماً". واضاف: "أما الوضع الحالي فهو صعب جداً، ففي خلال العامين المقبلين سيكون من الصعوبة مقاومة النواحي المالية في استقطاب اللاعبين حيث يتطلب الوضع الاحترافي امكانات مالية كبيرة تضع النصر في وضعية صعبة مقارنة بالاتحاد والأهلي". تتحدث عن الامكانات المادية في الوقت الذي تعاقد النصر فيه مع صايب وأنور والمهلل؟ - دعنا نتحدث بصراحة، صفقة مرزوق لوحده تساوي جميع صفقات النصر من الناحية المالية، ولو لاحظنا صفقات النصر لوجدناها قبل كأس العالم للأندية حيث كان لدعم الفيفا الذي بلغ 5،2 مليون دولار دوره الكبير في عقد الصفقات فأنور والمهلل وقعوا بجهود أعضاء الشرف، والموسى والشهري والغشيان تم التعاقد معهم بمقدمات عقودهم، ولم تسدد مبالغ لأنديتهم، والنصر الآن عليه ديون ثلاثة ملايين ونصف بسبب صفقات اللاعبين. بينما في الاتحاد يختلف الوضع فصفقة التعاقد مع لاعب واحد كلفت عشرة ملايين، وجميع ما يصرفه النصر لا يوازي صفقة مرزوق وحده. هناك داعمون لكن يجب أن لا تتحرك في الوقت الضائع بل منذ البداية... يعني من الآن، واذا لم يتحرك النصراويون الآن لا تتوقع أن يكون هناك اي تحرك لاحقاً، خصوصاً بالنسبة للاعبين السعوديين. التركيز الكثير يرون أن الموقف الحالي للاحتراف يقود الى تركز النجوم في أندية معينة ألا ترى في ذلك تهديداً لميزان المنافسة السعودية؟ - بمنتهى الصراحة في جميع دول العالم هناك أندية ذات امكانات كبيرة وسيبقى الوضع على ما هو عليه، وقبل الاحتراف لم يكن هناك سوى أندية معينة تتنافس على المقدمة. أين الاتفاق؟ كان هناك الاتفاق والقادسية والطائي والنجمة مثلاً... - الان يوجد النصر والأهلي والاتحاد والهلال والفترة الأخيرة الشباب، وحالياً لا تزال المنافسة محصورة بين هؤلاء، دعنا نتحدث عن الواقع، فهذا هو الوضع في جميع العالم، هناك أندية كبيرة لتحقيق البطولات، وهناك أندية صغيرة تفرخ لاعبين، وتكسب الملايين، وفي مرحلة لاحقة تبدأ في دخول خارطة المنافسة. النصر أشرف عليه مدربون عالميون، ومع ذلك تنتهي مرحلتهم التدريبية بالاقالة... لماذا؟ - للأسف اننا نفكر باحضار مدربي منتخبات للأندية وهذا صعب لأن مدرب المنتخب تجاوز مرحلة الأندية، ولأنه يحتاج للاعبين جاهزين لتنفيذ أفكاره، وهم ذو مستوى عالٍ ويملك عادة 4 او 5 مساعدين ، وهذا لا يتوافر لديه هنا، فالامكانات محدودة، واذا كنا نحضر مدربين يتقاضون 25 ألف دولار أو 50 ألفاً شهرياً مثل يوردانيسكو غير مقدم عقده فهو مبلغ كبير يتم توفيره على حساب الجهاز التدريبي المتكامل والذي يصبح في حال اكتماله خارج قدرات الأندية، وأعتقد أننا يجب أن نفكر في المرحلة التي يتطلبها النادي قبل أن نفكر في اختيار المدرب. وأحياناً يكون مدرب المنتخب صاحب تفكير فني عالٍ، ولا يستطيع اللاعب مجاراته خصوصاً أن الناشئين والشباب لا يحظون باهتمام من كل النواحي ويصل اللاعب الى الفريق الأول وهو غيرناضج فنياً لفهم طلبات هؤلاء المدربين الكبار فتكون النهاية نتائج غير ايجابية، وفي الأخير الاقالة خصوصاً أن أفضل طريق لتجاوز الاخفاق في كل أنحاء العالم اقالة المدرب. الظروف مختلفة وهل هذا ما حدث مع ميلان؟ - ميلان مدرب كبير، وكما ذكرت كمدرب منتخب من الصعوبة بمكان تدريب نادٍ وبالذات هنا في السعودية، ونادراً ما تنجح هذه التعاقدات. لكن ميلان نجح عالمياً وعاد ليخفق محلياً... لماذا وأين الاختلاف؟ - الظروف جميعها تختلف، فهناك اختلاف الضغوطات بالنسبة للاعبين وكذلك مرحلة الاعداد كانت جيدة ومميزة، وكذلك اللاعبون الجدد المتعاقد معهم كانت لديهم رغبة في اثبات الوجود، فتكامل هذه العوامل نتج عنه الحضور القوي خلال المشاركة العالمية لكن محلياً يختلف الوضع، كذلك لا يمكن تجاهل دور الاصابات كأنور والمهلل وصايب وبهجا وهؤلاء شاركوا في بطولة العالم للاندية، وغيابهم بلا شك مؤثر. التغيير ليس سهلاً بعد ان تسلمت مهمام التدريب، توقع الكثيرون اجراء تغييرات فنية لكنك لم تجر شيئاً واستمريت بطريقة ميلان؟ - أي مدرب لا يستطيع تغيير طريقة فريق اعتاد عليها موسماً كاملاً في 15 يوماً فقط، وكنت مجبراً على ذلك في ظل نقص اللاعبين، فكان هناك تغيير في المراكز حيث كان الموسى يلعب على الطرف الأيمن بينما هو لاعب وسط أو حر خلف المهاجمين، والشيء الثاني القرني في الجهة اليسرى بينما هو لاعب وسط جيد تجاه الداخل، وحاولت أن أضع مدافعين حقيقيين يلعبون في خط الظهر، ونعم لعبنا بالطريقة نفسها، لكن العناصر اختلفت توزيعاً، وهذا ما حاولت فعله، ولا ننسى أن غياب البديل في بعض المراكز والاصابات، ففي النصر لا يوجد لاعب ارتكاز بمعناه الحقيقي مدافع غير أنور المصاب، ولكي تلعب بطريقة 4 - 4 - 2 مثلاً تحتاج الى لاعبي ارتكاز على مستوى عالٍ، وهذا لا يوجد في النصر حالياً، وتغيير خطة اللعب يعتمد على العناصر التي يتطلب وجودها والتي من خلالها نستطيع اجراء التغيير. وماذا عن المباراة الأخيرة في الموسم والتي استمريت فيها بالنهج نفسه على رغم كونها هامشية، وكون هناك امكان للتعامل بعنصر المفاجأة مثلاً؟ - للأسف من السهولة الانتقاد والحديث من خلف الكراسي الوثيرة لكن ما هي ظروف الفريق ووضعه وامكاناته، لا أحد يعرف عنها شيئاً باستثناء المدرب. وحتى في اللقاء الأخير. أكرر كل طريقة لعب تحتاج الى عناصر ولن تستطيع التغيير ما لم تمتلكها، وحتى في السابق عندما أشركت الظفيري وهادي واجهت انتقادات على رغم افتقارنا للهداف، فمن أين أحصل على هدافين ولاعب ارتكاز، أنا لا أملك عصا سحرية لايجاد كل هذه الأمور، وفي حال تواجد اللاعبين لك الحق في الحديث عن التغيير، أما غير ذلك فلا، والجمهور يطمح في أمور كثيرة، لكن واقع الفريق هو الذي يفرض طريقة الاداء، والشباب حصل على فرصة وحيدة بينما نحن أهدرنا الكثير، وهنا الاختلاف، فالنصر قدم مستوى وسيطر لكن الشباب استثمر هدفاً من فرص قليلة وذلك بسبب وجود اللاعب الهداف. بهجا بهجا شارك مع النصر ولم يقدم مستوى يشفع له... هل أنت مع بقائه أم رحيله؟ - بهجا عانى من ظروف الاصابة وعدم التأهيل بشكل مناسب بسبب قضائه الاجازة في بلاده، وعاد ليشارك في مباراة حاسمة كان من الصعوبة أن يقدم فيها شيئاً، لكنه لاعب كبير وصاحب مستويات متميزة، وقرار التمديد له من عدمه يعود الى المدرب المقبل للفريق. تطالب بالتعاقد مع مهاجم ولاعب محور... - النصر يحتاج الى ترميم في بعض الخانات ولدينا مشاركة قريبة هي التصفيات العربية في مصر، وأعتقد أنه يجب العمل سريعاً بالنسبة لتعاقدات اللاعبين. المنتخب الشارع الرياضي في السعودية لم يبدِ رضاه عن الجولة الأوروبية للمنتخب ... بحكم قربك وخبرتك العريضة كلاعب ومدرب كيف تراها؟ - دعنا نتساءل لو تم تأخير هذه الرحلة... هل كان من الممكن أن يتم تجريب هذا الكم من اللاعبين قبل البطولة؟ بالطبع لا، ويمكن الاختلاف في وجهات النظر، لكن يظل للمدرب وجهة نظره. ونحن شاهدنا خلال الجولة أن جميع اللاعبين المنضمين حديثاً نالوا فرصتهم ومن خلال ذلك استطاع المدرب الحكم عليهم. وماذا عن الأسماء المختارة وعدم وجود أي لاعب نصراوي ضمنها؟ - كل شخص له وجهة نظر وقناعات، وهذه وجهة نظر المدرب، ومن وجهة نظري هناك أسماء يمكن اختيارها مثل الشويع الذي قدم مستويات متميزة طوال الموسم، والحارثي كذلك، لكن وضع البطولات والوضع الفني للنصر خلال هذا الموسم لم يساعد على بروز اللاعبين وظهورهم بمستواهم الحقيقي خلال المرحلة التي اختار فيها اللاعبين. المستقبل وماذا عن مستقبلك التدريبي؟ - المرحلة الماضية دربت النصر بطلب من رئيس النادي للظروف التي شرحها لي في وقتها، لكن أنا لست محترف تدريب بل هاو ومحب للتدريب، وبالنسبة لي أحب أن أدرب في درجتي الناشئين والشباب بسبب المتعة التي أجدها وأبحث عنها كهاو والتي من خلالها أبحث عن تقديم ما يفيد اللاعب والنادي، والمرحلة الماضية لم يكن فيها ارتباط بقدر ما هو تلبية لطلب رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن سعود والذي أكن له كل التقدير. ولم أرد له طلبه، على رغم أنها كانت مغامرة غير محسوبة بسبب قلة الامكانات.