قال السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إنه لا يمكن للعنف الفلسطيني أن يتوقف إلا إذا توقف العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وأضاف في حديث ل«الجزيرة» في المنامة أن القضية الفلسطينية تستأثر بالاهتمام الكبير عبر كل الصُعُد وأن الجامعة العربية تواصل جهودها لشرح الأهداف والمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض عملية السلام. وأكد السيد عمرو موسى على ضرورة دعم الشعوب والدول المحبة للسلام لكفاح الشعب الفلسطيني لاسترداد كافة حقوقه المغتصبة، وقال إن ما تقوم به إسرائيل من تصوير الوضع الحالي بأنه دفاع عن النفس ينطوي على خطورة شديدة وأخطاء قانونية وسياسية لأن السبب الرئيسي فيما يحدث حالياً هو استمرار احتلال إسرائيل العسكري للأراضي الفلسطينية، وهو ما يدفع بالضرورة الشعب الفلسطيني لكي يكون في حالة دفاع عن النفس والأرض، وقال إن القمة العربية الماضية دعمت الانتفاضة الفلسطينية وأن القمة المقبلة ستقوم بدورها حيال هذا الموضوع لأنه طالما يوجد احتلال أجنبي على الأرض الفلسطينية فسوف توجد مقاومة لذلك الاحتلال.. وقال: «لا يمكن للعنف الفلسطيني أن يتوقف إلا إذا توقف العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية». وأكد موسى أنه لو تم حتى أي تقدم تحت أي ظروف فإن استمرار وجود الدبابات والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني لن يوقف المقاومة.. وأكد موسى إدانة الجامعة العربية لكل ما تقوم به إسرائيل ولأي توصيف خاطئ لهذا العمل التصاعدي من جانب إسرائيل. ودعا السيد عمرو موسى إلى ضرورة فك الحصار عن الرئيس الفلسطيني وقال: «إنه لا يجوز استمرار احتجاز الرئيس الفلسطيني ومحاصرته في مقره، وأن الدول الكبرى مطالبة بوضع حد لحصار الشعب الفلسطيني من قِبل القوات الإسرائيلية واستمرار أعمال التنكيل والقتل ضد هذا الشعب الأعزل».وقال السيد عمرو موسى إن القضية الفلسطينية وبخاصة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وقرار الكونغرس الأمريكي في شأن اعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل والتهديدات الأمريكية بضرب العراق ستكون في مقدمة الموضوعات التي ستبحثها القمة العربية التي ستعقد في المنامة خلال شهر مارس المقبل، وأكد السيد عمرو أن هناك اتفاقاً عربياً بعقد هذه القمة بصورة سنوية وانني وجدت اهتماماً كبيراً ورغبة قوية من قادة البحرين الشقيق لعقد القمة العربية في موعدها لبحث التطورات العربية الراهنة. وأوضح السيد عمرو موسى أن الجامعة العربية ستجري اتصالات مع الدول العربية كافة لبحث مختلف القضايا المتعلقة بالتطورات السياسية والأوضاع الاقتصادية بغية توحيد الجهود والمواقف لمواجهة ما يعترض الأمة العربية من مشكلات والسعي للخروج بالقمة إلى قرارات تواجه التحديات الراهنة. وعن التهديدات الأمريكية ضد العراق، قال السيد موسى: إنه تم بحث هذه التهديدات مع المسؤولين في البحرين وأنه لمس رغبة لدى القيادة البحرينية كغيرها من الدول العربية الأخرى برفض توجيه أية ضربة للعراق، لتجنيب المنطقة الكثير من التداعيات السلبية، وأكد السيد موسى أنه لمس دعماً وتأييداً من العاهل البحريني للدور الذي تبذله الجامعة العربية في خدمة ومساندة القضايا العربية وتحقيق التضامن العربي وتعزيز العمل المشترك لتحقيق المصالح القومية للدول العربية خاصة أن الوضع العربي يمر بمرحلة حساسة ويحتاج إلى التشاور والتنسيق. وأوضح أن اجتماعات دورية ستعقد بين البحرين والحاجة للتحضير للقمة وبحث الأمور المتعلقة بترتيباتها المستقبلية، وقال إنه سيقوم بجولات لعدد من الدول العربية للتمهيد لهذا المؤتمر الذي يعقد في ظروف بالغة الدقة. وحول رد فعل الجامعة العربية على المباحثات السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان قال السيد موسى إن بروتوكول ماشاكوس للسلام الذي تم توقيعه في 20 تموز الماضي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بواسطة كينيا كان قد بحث عبر جدول أعمال مجلس الجامعة العربية الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية العرب يومي 4 و 5 من شهر أيلول الماضي بالجامعة العربية إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية. وقال موسى إن الجامعة العربية تؤكد دعمها الكامل للسودان سياسياً واقتصادياً وأن الظروف الداخلية والحرب الأهلية الطويلة التي عانى منها السودان والاعتبارات الدولية مع تدخل القوى العالمية هو ما يدفعنا للعمل متضامنين للوصول بالسودان إلى بر الأمان في إطار المحافظة على وحدته بكل طوائفه وتفريعاته وسلامة أراضيه. وأكد موسى على أن وزراء الخارجية العرب سوف يتابعون تمويل صندوق دعم الجنوب السوداني الذي أنشأته قمة بيروت وضرورة اتخاذ خطوات إيجابية لتفعيله وتنفيذ مشروعات إنمائية محددة ومشروعات بنية أساسية خاصة لربط شمال وجنوب السودان. ودعا السيد موسى في ختام حديثه جميع القيادات العربية إلى دعم الثقافة وإيلائها جانباً من الاهتمام في الخطط التنموية في كل أنحاء الوطن العربي مشدداً على أهمية العمل العربي الجاد وعلى كل الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية لمواجهة التحديات وتحقيق المزيد من اللُّحمة والتكاتف بين الدول العربية والسعي لتنسيق مواقفها ووجودها تجاه القضايا العربية المصيرية كالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلةوالعراق والعمل على إبراز الصورة العربية المحبة للسلام والمتطلعة إلى تحقيق الاستقرار والأمن.