للسفر متعة خاصة يشعر بها كل مسافر حال قراره بالسفر، فيمر بعدد من المراحل حتى وصوله لوجهته الأخيرة، فالمطار فيه متعة واستمتاع والتسوق من السوق الحرة فيه إمتاع، وشرب كوب من القهوة قبل الاقلاع وغيرها حتى ركوب الطائرة. داخل الطائرة لا يخلو من المتعة والاستمتاع بخدمة المضيفين وعنايتهم بالركاب طوال الرحلة. مع جائحة كورونا (كوفيد 19) تغير الوضع وأصبح السفر مخيفاً كئيباُ، الكل يبتعد عن الآخر في المطار وفي صالاته الفارهة ومطاعمه المغلقة، لا تستمتع بأي مكان في المطار وتنتظر إقلاع الرحلة وتتمنى وصولها سريعاً لتخرج من الجو المحزن الكئيب داخل المطار. عشت الأسبوع الماضي تجربة لم أحبها وأتمنى من الله أن يزول عنا الوباء سريعاً وتعود حالتنا لطبيعتها، سافرت خارج المملكة في مهمة عمل رسمية، سبقها العديد من الإجراءات للحصول على إذن بالسفر تطبيقاً للإجراءات الاحترازية التي طبقتها حكومتنا بشكل احترافي عال. وأحد شروط السفر أن يكون لديك فحص لكورونا حديث لا يتجاوز 48 ساعة تقدمه في المطار قبل الرحلة. ومنذ وصولي لصالة المغادرة ومشاهدتي المطار شبه الفارغ من المسافرين أدركت أن الوضع تغير عن السابق وأن المتعة غير موجودة. في السوق الحرة تتصدر الكمامات والمعقمات الأماكن بجانب كاونتر المحاسبة بدلا من المنتجات التي اعتدنا عليها. في الطائرة اختفت ابتسامات المضيفين مع الأقنعة والملابس الوقائية التي يلبسونها، تعليمات السفر التي اعتدنا عليها تغيرت وأصبح التأكيد على احترازات كورونا هو الأساس. في صالة الوصول وقبل تسلمك أمتعتك ومغادرتك يتطلب منك إجراء فحص كورونا على أن تذهب لمقر سكنك وتحجر نفسك في غرفتك حتى ظهور نتيجة الفحص (سلبية). في الفندق تجد الإجراءات الاحترازية موجودة، فالمطاعم لا تقدم خدمة البوفيه وعليك الطلب من قائمة الأطعمة، استخدام مرافق الفندق هناك إجراءات واحترازات كبيرة عليك الالتزام بها. في رحلة العودة نفس الأمر تكرر، فالمطار شبه خال من المسافرين والإجراءات صارمة والحذر كبير من الجميع، وفي صالة الانتظار قبل الرحلة يقدم لك الأكل بعلب بلاستيكية مجهزة مسبقاً. الكل ينتظر الفرج من رب العالمين لتعود الحياة لطبيعتها وتعود متعة السفر كما كانت. اللهم ارفع عنا البلاء والوباء وأنزل علينا السكينة والشفاء.