تلقيت اتصالاً، من شخص لأول مرة، بعد السلام عرَّفني بنفسه قائلاً (معك بدر بن عبد الرحمن السياري، من حائل). قلت على وجه السرعة (رحم الله والدك)، مثمنًا له الصفات الحميدة والإيجابية. أبا بدر كان محبًا بقوة لنادي الرياض، وترأس نادي الطائي لمواسم عدة أحدث خلالها نقلة نوعية وفنية للفريق الأول. قبل 40 سنة، ترأست إدارة فريق الرياض الأول في رحلة إلى حائل لمقابلة الطائي في مباراة رسمية، وقمت مرفوقاً بالمدرب عبد العزيز بن حمد -رحمه الله- في زيارة حب ووفاء للفقيد عبد الرحمن السياري الذي استقبلنا بحفاوة بالغة، وأخجلنا بكرمه، وطلب منا الموافقة على إقامة وليمة عشاء لوفد النادي، وقبل اعتذارنا بصعوبة بالغة، ولم نعد بالطائرة للرياض، إذ حدث خلل فني تسبب في إلغاء حجوزات العودة، وبالتالي تقرر استئجار سيارتين كبيرتين أقلت الجميع للرياض، ولأن السياري كان معنا في مطار حائل وتابع المشهد الجاري، فقد أوعز لشخص يعرفه بإحضار خروفين أصرَّ على أن يرافقانا في الرحلة البرية من باب الضيافة. وأذكر أننا وصلنا مطار الرياض القديم عند الساعة الرابعة فجرًا، وحتى يومنا هذا لا أعرف ماذا حل بالخروفين، ومن هو الذي قرر أن يكونا من نصيبه، لكن لا زلت أتذكر أن الطائي هو الفائز بنتيجة تلك المباراة. يقول الابن بدر، لازلت أذكر لك تلك الزيارة لوالدي وأنا في مرحلة الطفولة، لذا قررت البحث عن رقم هاتفك للتواصل معك والتعبير لك عن مشاعري. كم أنت وفيًا يا بدر، رحم الله والدك، وجمعنا الله به في جنات النعيم. سامحونا