ماذا يعني أن يطالب المحلل التحكيمي النصراوي مطرف القحطاني في برنامج الحصاد الرياضي الأسبوع الماضي بأن يقود الحكم خالد الطريس مباريات فريق النصر، ثم تكلف لجنة التحكيم خالد الطريس بقيادة مباراة الفتح والنصر الثلاثاء الماضي؟! وماذا يعني أن يقع الحكم محمد الهويش في أخطاء تحكيمية كوارثية عدة، سواء كحكم ساحة أو حكم تقنية الفار، في مباريات عدة، ثم تكافئه لجنة التحكيم بتعيينه حكمًا رابعًا في مباراة كأس السوبر السعودي؟! وماذا يعني أن يعقد رئيس لجنة التحكيم الإسباني فيرناندو تريساكو ومدير دائرة الحكام السويسري مانويل نافارو اجتماعًا مع بعض المحللين التحكيميين في البرامج الرياضية مرتين، الأول كان في (26 فبراير 2020)، والثاني في (18 يناير 2021)؟! وماذا يعني أن يظهر المحلل التحكيمي عبدالرحمن الزيد في القناة الرياضية السعودية ويمتدح أداء الحكم محمد الهويش في ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي الخميس الماضي، ليس هذا فحسب، بل يعتبره نجم المباراة على الرغم من أخطائه التحكيمية المؤثرة في المباراة التي أجمع عليها خبراء تحكيم آخرون، لم يجتمعوا مع رئيس لجنة التحكيم، ولا مع مدير دائرة الحكام؟! وماذا يعني فرض رئيس لجنة الحكام السابق عمر المهنا على التحليل التحكيمي مع الناقل الرسمي، وهو الفاشل تحكيميًّا وإداريًّا في مجال التحكيم، ويكفي أن يعرف الجميع أن هذا الجيل الحالي المتواضع من الحكام هم نتاج إدارته ولجنته؛ لذلك من المنطقي والطبيعي أن يدافع عن أخطائهم، ويحسّن صورتهم على الرغم من سوء أدائهم، وهو ما يتعارض ويتناقض مع توجهات القيادة الرياضية في تطوير الرياضة السعودية؟! وماذا يعني أن تصدر (8) أندية بيانات إعلامية، تمتعض وتعترض فيها على قرارات الحكام الخاطئة التي تضررت منها الأندية، وأثرت على عدالة المنافسة؟! وأخيرًا ماذا يعني أن يتفق ويجمع جميع الرياضيين ما عدا المحللين الذين اجتمعوا مع رئيس لجنة التحكيم ومدير دائرة الحكام بأن هذا الموسم هو الأسوأ على الإطلاق تحكيميًّا، ومع ذلك لم تكن هناك خطوات أو محاولات جادة وجريئة من رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل لتصحيح وضع التحكيم السعودي الذي بات ضحية للعلاقات والصداقات والمجاملات بطريقة مكشوفة ومستفزة؟!.. وهذه العلاقات والصداقات والمجاملات هي الإجابة الحقيقية عن تلك التساؤلات والممارسات مع التحكيم السعودي، التي لم تكتفِ وتتوقف عند هذا الحد فحسب بل أصبت تستجيب للإملاءات. وما استمرار بعض الحكام في الوجود في جميع المباريات على الرغم من تكرار الأخطاء نفسها، وتغيُّب حكام آخرين عن العديد من الجولات بسبب خطأ واحد، وعلى نادٍ واحد، إلا صورة واضحة بأن التحكيم السعودي قد أصبح رهينة للمجاملات والإملاءات وسط ضعف من رئيس لجنة التحكيم الذي تفاعل مع بيان وتصاريح إدارة نادي النصر، وتجاهل بيانات واحتجاجات إدارات ومدربي بقية الأندية!!.. وعلى كل حال، أستغرب وأتعجب من بعض الرياضيين الذين للتو اكتشفوا أن الحكم محمد الهويش يفتقد مؤهلات ومقومات الحكم الناجح، ولم يعلموا أن الفشل التحكيمي الذي لازمه في قيادة مباراة الاتحاد والأهلي ما هو إلا امتداد لفشله التحكيمي طوال تاريخه، ونتيجة طبيعية لتواضع أدائه وسوء قراراته طوال مسيرته.. وما استمراره في مجال التحكيم منذ حادثة يد دلهوم الشهيرة إلا دليل على مجاملته، ودفع - وما زال يدفع - ثمنها سمعة التحكيم السعودي التي شوهها خطأ وقع عام (2014)، وظل حتى يومنا هذا دون تصحيح بإبعاد متسببه عن التحكيم!!.. وإذا عُرف السبب بطل العجب!!