يقولون: إن أصله أنَّ رجلاًَ رأى آخر وهو يرتعد بَرْدًا في يوم شاتٍ شديد البَرْد فأشفق عليه، وقال له: إن أعطيتك عباءتي تستدفئ بها فترة من هذا اليوم أتُعِيدها اليَّ فأجاب الرجل: نعم، جزاك الله خيراًَ. فخلع عباءته وألبسه إياها ولكنه بدلاًَ من أنْ يعيد العباءة إليه. تغافله، وهرب بها. قالوا فكان صاحب العباءة ينادي: "يانية الخير عَيّنتي عباتي؟ يريد أن نيّة فعل الخير هي التي أملت عليه أن يخلع عباءته على ذلك المحتاج للدفء، وأن عليها أن تعيد عباءته إليه. وقوله: عيّنتي، أصلها عاينتي يريد: أعاينتي عباءتي لتدليني عليها يانية الخير. يضربه من فعل خيراًَ بآخر دون أي قصد غير فعل الخير، فجازاه ذلك على إحسانه إساءة. ** ** الأمثال العامية في نجد - تأليف محمد بن ناصر العبودي