يلتقي بعد غد فريقا الهلال والنصر على كأس السوبر السعودي، المباراة هي الثالثة بين الفريقين هذا الموسم، حيث فاز الهلال في مواجهة الدوري بهدفين للاشيء، وفي نهائي كأس الملك بهدفين لهدف، كما أن الهلال كسب النصر في افتتاحية العودة للمنافسات في أغسطس الماضي برباعية أسهمت في حسمه لقب دوري 2020. قبل المباراة يتصدر الهلال الدوري بنسخته الحالية فيما يحل النصر سادساً بفارق يمتد إلى تسع نقاط، لكن هذا لا يعني أفضلية هلالية، ولا يعطي إشارة فنية قبل المواجهة، فالهلال الذي استفاد من نتائجه في بداية الدوري، والنصر الذي تضرر منها يلتقيان اليوم بصورة مختلفة عما يقوله سلم الترتيب، فالهلال يتراجع فنياً ونقطياً فيما يتقدم النصر، وفي حين يحقق الثاني انتصارات متتالية قبل أن يتعادل مع الاتحاد، فإن الهلال عانى في الجولات الأخيرة من نزيف غير مسبوق في النقاط، ضيق الفارق بينه ومنافسيه، وجعله مهدداً بفقدان الصدارة التي أنهى بها القسم الأول من الدوري. يأتي الهلال -الذي حقق بطولة السوبر مرتين إحداهما على حساب النصر عام 2015 في لندن- مباراة السوبر بظروف لا تسر محبيه، ولا تمنحه الحيز الكافي من الترشيح والأفضلية، وهناك إجماع على أن الهلال الحالي ليس هلال الموسم الماضي ولا هلال بداية الموسم الحالي على الأقل، فهناك تراجع على المستوى العام، وتراجع على المستوى الفردي، ومعظم اللاعبين لم يعودوا يؤدون كما كانوا في السابق، فيما يقف مدربهم عاجزاً عن إحداث أي تغيير في الفريق، مما جعله تحت مقصلة النقد التي وصلت حد المطالبة بتغييره وعدم الانكفاء على ما حققه مع الفريق في الفترة الماضية. في المقابل يحضر النصر الفائز بالنسخة الأخيرة من كأس السوبر وسط معنويات مرتفعة، وشكل فني أفضل من منافسه، والفريق استطاع أن ينهض من كبوة الخروج المر في نصف النهائي الآسيوي، ثم خسارة نهائي كأس الملك، والنتائج السيئة في بداية الدوري، حيث لملم الفريق أطرافه، وأجريت تغييرات إدارية وفنية عاجلة صنعت أثرها في الفريق، وهي تمنحه الأفضلية في الفوز بالديربي، وتحقيق كأس السوبر للمرة الثانية على التوالي، وقبل ذلك سداد الفواتير الهلالية المتراكمة عليه. لا جديد يلوح في الأفق، هكذا يرى بعض الهلاليين حال فريقهم مع مدربه، وهم يعتقدون أن رازافان الذي عجز عن إحداث أي شيء مختلف في سبع جولات متتالية وخرج مبكراً من كأس الملك، لن يكون قادراً على إحداث مدد مختلف في عروق الفريق، وهم يؤملون فقط على شيء يقدمه اللاعبون أنفسهم، من خلال الإحساس بأهمية المباراة والرغبة في مصالحة الجماهير، وعدم قدرة الأخيرة على تحمل المزيد من الإخفاق والتراجع والتفريط، في حين يؤمل المدرج الأصفر كثيراً على فريقه وتطوره الفني، ويرفض خسارة رابعة على التوالي من الهلال، وبين هذا وذاك وبين بحث الهلال عن لقبه الثالث في المسابقة وبحث النصر عن كأسه الثانية، نحن موعودون بإثارة جماهيرية وإعلامية مختلفة، فيما لا أتوقع أن نشاهد ما يكفي منها داخل الملعب في ظل تراجع الهلال ورغبات النصر، وإدراكه بأن طريقه محفوف بالمخاطر مهما كانت ظروف الآخر.