* اعتبر مؤرخو التاريخ الرياضي أن تجربة نادي (ليدز يونايتد) تعد واحدة من أسوأ التجارب في الإدارة المالية في تاريخ الأندية الرياضية. * هذا النادي العريق الذي سبق له تحقيق بطولة الدوري في ثلاث مناسبات في القرن الماضي قبل أن يعود للتألق في مطلع هذا القرن حيث أرعب أندية القمة في (البريميرليج) ونافس بقوة وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي. * في موسم 2003 - 2002 تلقى النادي صدمة كبيرة بعدم تأهل الفريق لدوري الأبطال، ما يعني خسارة الكثير من العوائد المالية التي كان رئيس النادي يعول عليها لتعويض الإنفاق الكبير على الفريق. * حاول رئيس النادي ضخ المزيد من الأموال عن طريق الاقتراض ليتمكن الفريق من المنافسة والعودة للمشاركة في دوري الأبطال، لكن ذلك لم يحدث بل زادت الأمور تعقيداً جراء تحميل النادي المزيد من الديون مما اضطره لبيع بعض نجومه فكانت النتيجه انهيار الفريق وهبوطه مع تركة ثقيلة من الديون. * لاحظ مشرعو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تضخم قيمة صفقات اللاعبين وتعرض الأندية للكثير من المشاكل التي أثقلت كاهلها وأخلت باستقرارها، وربما عرضتها للإفلاس أو الانهيار. * في عام 2009 قدمت اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي مشروع قانون (اللعب المالي النظيف) والذي يضمن تناسب مصروفات الأندية مع إيراداتها.. وبدأ العمل به في موسم 2011 - 2012. * في مطلع هذا العام 2021 فعّلت وزارة الرياضة شهادة الكفاءة المالية للأندية وأصبح تسجيل اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية مرتبطا بالحصول على هذه الشهادة. * في الحقيقة أن الوزارة خطت خطوات بعيدة على طريق الحوكمة في الإدارة الرياضية بما سنته من تشريعات بفضل مجموعة من الأنظمة الكفيلة بنقل رياضتنا إلى مستوى آخر من التنظيم والإدارة المحترفة، ولم يعد ينقصنا في الطريق للوصول لأهدافنا البعيدة سوى العمل على تطبيق هذه التشريعات. * من المعروف أن الثقة في تطبيق الجهات المشرّعة للقوانين في أي منظومة يبعث برسالة للجميع مفادها أن لا أحد فوق القانون.. وهي الوسيلة الوحيدة لاحترام هذه التشريعات، وقد شاهدنا ما اتخذه الاتحاد الأوروبي من عقوبات بحق أندية عريقة ك(مانشستر ستي) و (ميلان) وغيرهما نتيجة خرقها لقانون اللعب المالي النظيف، كما أن أي خلل في تطبيق هذه الأنظمة سواء كان ذلك ب(الاستثناءات) أو الاستجابة ل(الضغوطات) يعني أن هناك خللا سيعود على المنظومة بضرر بالغ وسيؤخر عجلة التقدم. * ثقتنا كبيرة بمسيري الرياضة في ظل قيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي والذي خطت الرياضة منذ توليه الوزارة خطوات كبيرة تبشر بمستقبل مشرق لرياضة الوطن. نقطة آخر السطر * نجحت إدارة نادي الهلال بالحصول على شهادة الكفاءة المالية وأكدت كل ما يقال عن عملها الاحترافي المنظم بعيدًا عن العشوائية والمناكفات وتسجيل انتصارات وهمية وعقد صفقات خيالية لا توازي الفائدة الفنية. * قد يقول بعضهم إن هذه الشهادة قد حصلت عليها أغلب أندية الدوري.. لكن السؤال هل حققت هذه الأندية ما حققه الهلال؟! * لقد استطاع الزعيم تحقيق الكفاءة المالية مقرونة بالكفاءة الفنية من خلال تحقيقه آخر دوري وكأس الملك وصدارة لبطولة الدوري الحالي ما يؤكد عراقة هذا الكيان واعتماده على عمل مؤسساتي جعل منه نموذجا يحتذى على صعيد الأندية المحلية والقارية.