الحمدُ لله رب العالمين، فهذهِ العُلا تتسامقُ في السماءِ، بحكمة الملك سلمان وبُعد نظره وضياء وليِّ العهدِ صاحب السموِ والمجدِ الرفيع، وبِشذى كلماتهِ المعطرةِ بمنطقِ البناءِ والنماء ورؤيةِ الرسوخِ والامتداد؛ في بقعةٍ دانيّة القطافِ الثقافيةِ الراسية بموطنِ العِز في انصهارها بكل قاصد، ومهفى الحسنِ الفيّاض، إذ كانت التضاريسُ بما تحويهِ من شهوق صورةً للسعوديين أولي الهِمة الرفيعة والعزم المتين، فالقمةُ تسامت إلى شهوقٍ سَام بحضورٍ لكواكبَ جليلةٍ من أوطانٍ قد التمتْ إلى تفاصيل الجزيرةِ العربيةِ العظيمة فهي التحمتْ وارتقت وعَجنتْ الثقافيَّ بالدمِ والامتداد واستذكرنا بذلك الدعوةَ للوحدةِ والاتحاد، فكانت في الضوءِ رفيعةً، وفي امتثالِ العطاء ذات شموخٍ فريد. وأصبحتُ وأنا استمع للكلماتِ أتفيضُ لإنْبثاث جليل، يأخذني مِنيّ لما سيكون زهاءً ونصرا، فشكرًا للملك سلمان وللأميرِ محمد بن سلمان آل سعود هذا العطاء، وشكرًا لأصحابِ السمو السعي لمكنةِ مواطنيهم وديارهم والذين مضوا في تعزيزِ مسارِ التعاونِ والتضافرِ. اجتمعَ القادةُ مستذكرين أصحابَ الجلالةِ الراحلين، صباح الأحمد الجابر الصباح صاحبُ السمو أمير الكويت النّدي قولاً وفعلاً ونفسًا والذي كان مثالاً راسخًا للوحدةِ، وقابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد صاحبُ الجلالةِ سلطان عمان الأشم صاحب الحكمة، وقد علّت صورةٌ من التحامنا في هذا المصابِ الجلل الذي خيم بالحزنِ في نواحينا وأرجائنا وكان عزاؤنا أنهُ الذي أمعن في وصلِ لحمتنا، وضمِ أركانها إلى الوصلِ الذي رعيّ خير العطاءِ تحت رايةِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله تعالى، وبأصحابِ السموِ والجلالةِ قادة الدول الخليجية، فالحمدُ للهِ على وطنٍ قد أرسى امتدادهُ حُبًا في النفوسِ، وظهورًا لا يخفى للأبصارِ والبصائر فالحمدُ لله أولاً وآخرًا وأبدًا. لقد كانت قاعةُ المرايا البهية صورةً لانعكاس نفوسنا، نبعَ حُبٍّ وجلال، وحضورٍ راسخ عبر الحقب وبهاء، صفحةٌ يلتم بها المجدُ للذرى في السعوديةِ العامرة، إذ ظهر للعالمِ قاطبة الازدهار والرقي الذي تنعمُ بهِ بلادنا أعزها الله، فها هيّ الواحات الخليجية مراسي عزٍ ونماء ذو فرادة، وها هيّ العلا تزهو بشذى الالتمام إليها من البقاعِ المُحببةِ إلينا في المجلس الخليجي الأعلى الذي مكن شبابهُ من السعيِّ إلى أحلامهم، معززًا التطور، ومرسيًا عماد الاتصالِ والرقمنة، والعمل المشترك؛ فكلُ فسحةً في هذهِ الأوطان وطنٌ علي يعودُ إلى انبثاثهِ الأولِ العزيز عروبةً واسلاماً يواصل النماء في قلوبِ قادتهِ وشعوبهِ بالكرامةِ والعزةِ والإباء، فأدام الله عِزنا من عندهِ، وأفاض علينا من نعمهِ الوفيرة، ورزقنا ورزق بِنا الهناء والنماء والعطاء. إنهُ لوطنٌ جليل بقادتهِ ورجالاتهِ وبالحُبّ الذي وصّل واعلى من شأننا. ** ** - هيثم بن محمد البرغش