تحل علينا في هذا اليوم الذكرى التسعون لليوم الوطني المجيد، وبهذه المناسبة أرفع باسمي ونيابة عن أهالي منطقة الباحة أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «حفظهما الله» بمناسبة الذكرى الغالية على وطننا ومواطنينا في مهبط الوحي ومهد النبوة ومحضن الأمجاد المملكة العربية السعودية، إذ تتسامق اليوم معاني الانتماء والولاء مقرونة بمشاعر الاعتزاز والفخر بما تحقق من منجزات حافلة بالإنجاز والعطاء لتواكب هذه المسيرة المباركة لهذا الوطن الشامخ بشموخ قادته العظماء وتطوره ونمائه. إن ذكرى اليوم الوطني تجسد معنى الحب والانتماء والمجد والازدهار والتأسيس الراسخ على المنهج القويم مستمداً قوته من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونحن نشهد ولله الحمد تلك التحولات الكبرى ثمرة 90 عاما من العطاء والبناء والارتقاء بالإنسان والمكان ما يوجب إسداء الشكر لكل يد بنت وشيّدت وضحت بكل عزيمة واقتدار لوطن عظيم برجاله الأبطال الذين بذلوا الغالي والنفيس تجاه رفعة ورقي هذا الوطن الشامخ. ونستذكر في هذه المناسبة ما قام به المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه» من توحيد الصف ونبذ التفرقة واجتماع الكلمة تحت راية التوحيد الخفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وتعاقبت تلك الإنجازات في عهد الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) رحمهم الله، حتى حل عهد ملك الحزم والعزم «حفظه الله» فتم تشييد صروح العلم والمعرفة مما كتب لهذه البلاد من الحضارة والتطور ليعيش إنسانها في أمن واطمئنان ورغد عيش. ونشاهد تلك المسيرة الحكيمة والخطط المستقبلية برؤية طموحة ونقلة نوعية غير مسبوقة في رؤية المملكة 2030 عبر اقتصاد وطني متين ومستدام لمستقبل مشرق بإذن الله. إن بلادنا لم تتخل يوماً عن التزامها بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، فكانت سنداً لتلك القضايا من خلال سياسة خارجية متزنة جعلتها دائرة مهمة من دوائر صنع القرار الدولي، ومشاركا فعالا ومؤثرا في القضايا الدولية وحفظ الأمن والسلام العالمي. وهنا أود الإشارة إلى ما اتخذته هذه الدولة المباركة مع هذا الوباء العالمي الذي عَم العالم فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وما قدمته من تضحيات من أجل سلامة المواطن والمقيم على تراب هذا الوطن، ورغم تعطل الاقتصاد إلا أنها جعلت صحة الإنسان أولاً ولم تستثن مواطنا أو مقيما أو مقيما غير نظامي، بل جعلت الجميع سواسية وقدمت لهم العلاج سواسية إيماناً منها بعِظم النفس البشرية وحظي ذلك بتقدير عالمي كبير أثبت للعالم أن هذه البلاد هي مملكة الإنسانية. ختاماً: أسأل الله العلي القدير أن يحفظ قيادتنا الرشيدة «وفقها الله»، وأن ينصر جنودنا المرابطين على الحد الجنوبي وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها، وأن يعيد علينا هذه المناسبة الغالية ونحن في صحة وأمن وأمان.