تعتبر أوساط المدن بأنها القلب النابض وشريان الحياة بالنسبة لها، حيث ترتكز فيها الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالإضافة لمراكز المال والأعمال، كما أنها تشكِّل حجم وشكل وهيكل ووظيفة المدينة ونموها المستقبلي، إن التجارب التخطيطية الناجحة في المدن المتطورة في أمريكا وأوروبا أولت اهتماماً لوجود وسط المدينة، بل إنه عند زيارتك لهذه المدن أصبح يتبادر إليك صورة ذهنية ارتبطت بشيء معين يعكس معالم وسط المدينة وأهميتها كوجود الساحات المفتوحة على سبيل المثال أو معلم تاريخي معين في المدينة، اليوم عندما نقارن واقع مدننا ومدينة الرياض على اعتبارها العاصمة وارتكاز المشاريع بها نلاحظ عدم وجود منطقة وسطية مسيطرة في المدينة وذلك لوجود عدة أسباب من ضمنها التخطيط الشبكي الذي أصبح يتكرر بصورة مملة بدون أي تطوير إضافة إلى التمدد العمراني السريع للمدينة نتج عنه ضعف وترهل لمنطقة الوسط حتى أصبحت غير مرغوب بها للسكان، وذلك لكثرة الزحام بها وعدم وجود عناصر جذب بهذه المنطقة، إن رؤية المملكة 2030 كان لها أثر كبير في معالجة وسط المدينة والتي تمت في عهد الملك سلمان بإطلاق أكبر حديقة على مستوى العالم والتي قامت عليها لجنة المشاريع الكبرى برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تتميز بوقوعها بموقع محوري يتوسط مدينة الرياض وترتبط ب6 من أهم الطرق الرئيسية بالرياض ويعتبر أحد المشاريع النوعية على مستوى المملكة وتتنوّع الخيارات في المشروع على عدة جوانب، ثقافية، ترفيهية، فنية والتي سترفع من جودة الحياة بالمدينة وتحسين الوضع البيئي وإعطاء منطقة وسط الرياض أهميتها. ** **