شمس أشرقت على العلا تشع فيها الجمال والبهاء، فبدت كعروس جبلية وصحراوية نفضت غبار الزمن، وعادت إليها روح الحياة وبدأت تتنفس عبق الماضي بروح الحاضر.. وأصبحت عطراً فواحاً زكي الرائحة له جاذبية خاصة.. العلا حكاية من الخيال وقد أصبح واقعاً يحمل معه رؤية التاريخ والحضارات وأمم سكنت المكان فأبقت شواهد تدل على شموخ وعظمة الإنسان، وأصبحت وجهة (راقية) لسياحة مفيدة، وممتعة وأبت إلا أن تكون حاضنة لقمة أخوية تحمل الاسم المحبب (خليجنا واحد) وتستحق هذا العام أن ننعتها بقمة (السعادة الخليجية). مجلس التعاون الخليجي ومنذ أربعة عقود لا يزال عقدا ثمينا ومنظومة واحدة يفيض بالحب والعطاء ومهما زلت ماسة (عزيزة) عن شقيقاتها فإن الحكمة تعيدها إلى مكانها ليصبح ذلك العقد أكثر لمعاناً وأقوى تماسكاً، بيت خليجي في (رياض) الشقيقة الكبرى يقاوم جميع الظروف المحيطة والدولية ليقف بكل شموخ وعزة، يرسم خارطة الطريق الخليجي، محاولاً أن تكون أكثر صفاءً ونقاءً، مجلس يحاول أن يعزز الروابط، ويزيل الحواجز، ويفلتر القلوب، ويوحد الهدف الاستراتيجي، ويتوجس الأخطار المحيطة ليجنب دوله تبعاتها.. مجلس أحسبه نعمة من الله، فشكراً لقادة الخليج السابقين الذين وفقوا إلى جمع الكلمة في تلك المرحلة حتى تركوا لنا هذا الكيان العظيم يجمعنا. بين تجاعيد الجبال البهية، وشموخ النخيل، وعبق المكان، وقف ذلك القصر المشيد المحاط بالمرايا الساحرة مرحباً بالقادة والوفود، ومعانقاً لهم، وجامعاً تطلعاتهم على كلمة سواء.. بقعة كان لها مفعول سحري أزال الخلافات، وهذب المشاعر، وجمع الأخوة، ولم الشمل.. مسرح سياسي أعاد اللحمة للبيت الخليجي، والدفء والحنان من قمة حملت الرقم الحادي والأربعين، واسم راحلين هما (قابوس وصباح) كان لهما باعاً طويلاً في تعزيز مسيرة المجلس المبارك. تغاريد الفرح عزفت في أرجاء الخليج سعادة بلحمة جميلة، وأمل كبير بعودة المياه إلى مجاريها (إن شاء الله) عذبة زلالاً، تشترك في السراء والضراء، وتعزز الأمل بخليج قوي، يقاوم الهزات السياسية، والعبث العسكري المجاور والأحلام المعادية.. خليج بثوب جديد يتطلع إلى أن يكون أرض مباركة تساهم في إسعاد البشرية ومساهم باللحمة العربية.