يعتبر الشاعر عبدالله بن سنان الذيابي من الشعراء القدماء الذين تأسست على أيديهم العديد من قواعد المحاورة حيث دخل الساحة عام 1398ه وقارع الكثير من شعرائها حتى أصبحت له مكانة شعرية كبيرة. اكتسب خلال هذه الفترة الخبرة الكافية التي تساعده على اللعب مع أي شاعر سواء كان مبتدئاً أو من القدماء. «مدارات شعبية» التقته وأكد في حديثه لها أنه لم يشوش ساحة المحاورة بل هناك شعراء يستفزونه بقساوة أبياتهم. فتعالوا معنا إلى هذا الحوار الذي لبس ثوب الصراحة والمكاشفة: * كيف ترى ساحات المحاورات؟ ساحة المحاورات ما زالت في تطور وبقوة نحو الأفضل ويرجع ذلك التطور إلى وجود شعراء كبار حريصين على إضافة الشيء الجديد والمفيد لها ولا ننسى أن هؤلاء الشعراء استطاعوا أن يوجدوا العديد من القيفان الجديدة التي لها دور كبير في الحضور الجماهير التي ما زالت توجد بكثرة. * أين ترى نفسك من ساحة المحاورة؟ وهل وصلت إلى قمة الهرم؟ الشاعر لا يقيم نفسه والذي يحكم هو الجمهور والجمهور يعتبر عبدالله من قمم الشعر وأرجو أن يكون كذلك. * يوجد في ساحة المحاورات بعض الهفوات كيف تتعامل معها؟ المحاورة تعتمد على قوة الشاعر الذي يلعب معك فالشاعر الذي يحترم نفسه إذا صادفته مثل هذه الأمور يحاول قدر المستطاع أن يتلافاها وذلك بنصح الشاعر الذي يلعب معه بالتخلي عنها وهذا هو الأفضل. * من الشاعر الذي يعجبك؟ كل الشعراء يعجبونني بغض النظر عن اسم الشاعر. * ما هي مميزات شاعر المحاورة في نظرك؟ الصوت الحسن، السرعة وقوة البيت وتركيبته من وجه واحد. * وصفك أحد الشعراء بالنار الحمراء ماذا تقول؟ عبدالله ليس ناراً حمراء إلا مع نار حمراء والمثل بالمثل وأنا أجد في نفسي استعداداً لمقاومة أي شاعر سواء كان كبيراً أوصغيراً. * في الآونة الأخيرة ظهرت مكاتب الشعراء هل خدمت الشعر؟ نعم خدمت الشعر وأضرت به في نفس الوقت. * خدمته في ماذا؟ في حفظ حق الشاعر وحفظ التراث وحق صاحب الحفل على حد سواء وأضرت به لأنها تقدم شاعراً على شاعر أي أنها وضعت شعراء في المقدمة وهناك شعراء وضعتهم في الدرجة الثانية والثالثة وهم لا يقلون عن شعراء الأولى مقدرة. * كان الشعراء في الماضي لا يتعاملون بالمادة أما في الوقت الحاضر طغت المادة على الشعراء هل ترى أن المادة أثرت على شعر المحاورة؟ نعم المادة أثرت على شعر المحاورة من نواحٍ ونفعته في نواحٍ أخرى أي أنها نفعت الشعر من ناحية التطور وضرته في أن هناك من يدعي الشعر وهو ليس بشاعر يأتي على أساس المادة فقط. * كيف نحمي الشعر من هذه الظاهرة؟ يجب ألا تمنح المكافأة لكل شاعر بل تمنح لشعراء معروفين على الساحة ولهم مكانتهم. * هل وقع الشاعر عبدالله مع المستشعرين؟ - نعم وقعت في مطبات المستشعرين وتعاملت معهم بكل حذر لأن بعض المواقف تتطلب مجاراتهم وبعض المواقف أتركهم إلا أن الجمهور في بعض الأحيان يحكم عليَّ في هذه وفي تلك. * إذاً أنت تتبع الجمهور؟ الجمهور هو الدافع الحقيقي للشاعر والجمهور يعطيني جرعة من التشجيع فأستمر مع هذا الشاعر. * أنت متهم بتشويش الساحة؟ هذا غير صحيح حيث إني ألعب مع أي شاعر فإذا كان الشاعراً أديباً ومحترماً أتعامل معه بأدب وإذا كان الشاعر غير ذلك أتعامل معه بأسلوبه مجبراً. * ما رأيك في الموال؟ وهل أفاد الساحة؟ الموال له جمهوره وإذا نظرنا إليه من ناحية قوة الشعر فهو ليس مفيداً ولكن هناك جمهوراً يريد ذلك وهي نسبة لا تقل عن 70% من جماهير المحاورة والموال لا يعتبر حشو كلمات لأن الموال مع بعض الشعراء الأقوياء يصبح جيداً ومفيداً. * هناك من يدعي أنه سوف ينشئ مدرسة للشعر؟ ماذا تقول؟ مدرسة الشعر منشأة منذ مئات السنين والذي يدعي ذلك فهو واهم. * لو أنشئت هذه المدرسة هل تصبح معلماً فيها؟ لكل حادث حديث ولا أعتقد أن يكون هناك مدرسة جديدة وإذا كان هناك مدرسة جديدة وظهرت على أرض الواقع كيف أعمل فيها وأنا متخرج فيها. * من هم أساتذة المدرسة القديمة؟ مطلق الثبيتي رحمه الله وعبدالله المسعودي والجبرتي ومحمد بن تويم وأحمد الناصر وهلال السيالي رحمه الله. * متى دخلت ساحة المحاورة؟ عام 1398ه أي لي في الساحة 25 سنة. * ماذا استفدت في هذه المدة؟ استفدت خبرة وقوة بيت واستفدت معرفة الأصدقاء وكذلك من الناحية المادية. * من أوجد الشللية بين الشعراء؟ الشللية موجودة وأنا لا أحبها ولست معها. * إذاً من السبب في إيجادها؟ المكتب والشعراء أما الجمهور فليس له دخل في هذه الشللية. * هل أنت شاعر نظم؟ نعم في بداياتي كنت شاعر نظم ولكن بعد اتجاهي لشعر المحاورات قلت لدي رغبة كتابة القصيدة وأكثر ما كتبت في النصح والمناسبات الوطنية. * هل هناك شاعر تتحاشى لقاءه؟ نعم هناك ولكن اعذرني من ذكر الأسماء. * هذا خوف منه. ليس خوفاً منه ولكن لهبوط مستوى شعره. * هل تقف مع الشعراء المبتدئين؟ أنا مع صاحب الصوت القوي سواء مبتدئ أو غير ذلك وأنا وقفت مع شعراء وأظهرتهم على الساحة مثل حمود البقمي وغيره وهناك شعراء لم ينجحوا وتركتهم. نرى في الكثير من الحفلات أن هناك شعراء متلازمين! ماذا تسمي ذلك؟ أنا أسمي ذلك شللية. هل الصحافة والإعلام خدم عبدالله؟ لا. والمطلوب من الصحافة هو التعاون مع الشعراء واختيار الشعراء ذوي الخبرة والمكانة في الساحة. * هل أنت راضٍ عنما وصلت إليه في الساحة؟ أنا راضٍ ولكنني أطمع في أكثر من ذلك وأنا قريب من قمة الهرم في ساحة المحاورات. * هناك محاورات بينك وبين فيصل الرياحي تخرج فيها عن المألوف لماذا؟ فيصل الرياحي يحاول أن يستفزني في بعض أبياته يعني فيها قسوة، والخروج عن المألوف يعود لفيصل الرياحي وليس كل الشعراء أتعامل معهم كما أتعامل مع فيصل الرياحي. * من يعجبك من شعراء النظم؟ يعجبني عبدالرحمن العطاوي وابن عون وخلف بن هذال ومحمد سعيد الذويبي. * هل من الضروري أن يكون شاعر المحاورة شاعر نظم؟ نعم والشاعر الذي يجمع بين شعر المحاورة وشعر النظم هو الشاعر الحقيقي. * كلمة أخيرة. أنصح زملائي الشعراء بالابتعاد عن الشللية وأنصح كذلك أصحاب المكاتب في تحري الدقة والعدل بين الشعراء والالتزام في المواعيد.