يؤكد أن المسرح حياة نابضة ويدعو للتفاؤل ويرى أن التلفزيون أحرق موهبة الممثل المسرحي.. الأستاذ علي الغوينم الذي التقته«فنون مسرحية» يدعو إلى عقد دورات تطويرية للمثلين المسرحيين حتى لا يكونوا مثل الببغاوات.. ويرى أن المسرح سيبقى حياً ببريقه وجمالياته وأصالته.. الغوينم أحد المسرحيين البارزين في الساحل الشرقي وله العديد من الأعمال المسرحية إخراجاً وتأليفاً ويشغل رئيس قسم المسرح بجمعية الثقافة والفنون فرع الأحساء. *.........................؟ - لنكن متفائلين يا أخي.. فالمسرح حياة نابضة.. وان اختلفت أجواؤه حسب المكان والزمان.. الأمل أن يكون نموا وإن كان بطيئا.. الأمل أن يشب ويكبر وينافس.. فلنا خصوصية خصبة.. وأرض بكر لديها الاستعداد أن تعطي لهذه النبتة الشيء الكثير. *.........................؟ - الفرجة المسرحية لها طابعها الجميل فكيفي أن يشاهد المتلقي العمل المسرحي بحجمه الطبيعي دون حواجز.. وتكون الأحاسيس مباشرة دون تصنع وهذا بالطبع لا ينفي دور التلفزيون الموجود في كل منزل الا أن الفرجة المسرحية أروع وأجمل، أما بالنسبة لدور التلفزيون في خدمة الممثل المسرحي فيتشعب الرأي هنا، فللأسف الشديد أن الكثير من الممثلين قد قتل موهبتهم التلفزيون عندما شاركوا بأدوار لاتثير ابداعاتهم وقدموا تنازلات في سبيل الاضواء التي يصنعها التلفزيون كون جماهيره أكبر، وآمل أن يكون للتلفزيون حضوره القوي من خلال عرض الأعمال المسرحية والتي تعرض في أكثر من موقع في وطني.. فلا ينقص العديد منها الا الطرح الفني الراقي ولا تنقصه الامكانات الفنية بشهادة العديد من المسرحيين المتميزين. *.........................؟ - يبقى للمسرح بريقه وسحره الخاص به مهما تنوعت أساليب الفرجة ويظل المسرح متطورا من عدة نواح سواء كان في النص أو الرؤية الاخراجية أو التقنية والسينوغرافيا لها دورها الكبير في الفرجة المسرحية والبصرية، فالمسرح حياة دائمة غير جامدة لن يؤثر عليها مثل هذه الأمور فالأصالة تبقى دائما، فشأن المسرح كشأن أي فن بديع.. ألم تتطور الفنون التشكيلية والسينيمائية؟ ألم تصبح هناك مدارس فنية جديدة؟ كذلك هو حال المسرح يا أخي. *.........................؟ - لانريد من المسرح أن يقدم ما ينبغي أن يكون، فهذه فلسفة يونانية قديمة أثبتت عدم جدواها، فما نريده من المسرح هي مشاركة المتلقي في الطرح وجعله جزءا من الواقع الذي يعيشه الفنان على خشبة المسرح وترك حرية الاختيار له في الجدال. * ..........................؟ - لقد تحول بالفعل عند بعض المسرحيين، ولكن هناك حواجز لابد أن تزال حتى يستكمل.. فوجود المسارح المتكاملة ضرورة ملحة فأغلب العروض المسرحية تقام في قاعات عرض بدائية يتم من خلالها التنازل عن كثير من الأفكار الابداعية لمحدودية الامكانات التقنية.. فلا يكفي أن نمارس المسرح الفقير في كل الأحيان أضف إلى ذلك عدم تواصل الكتّاب مع المسرحيين وكأن المسرح ليس من أشكال الأدب الراقية.. ومن الحواجز أيضا عدم وجود برنامج ثابت للفرق المسرحية لتقديم أعمالها المسرحية حتى يكون هناك صدق في المواعيد التي يجب أن يعلم بها الجمهور المسرحي ليكون هناك تواصل حميم بين المسرحيين والمتلقين، ومن الحواجز ايضا تواصل الجانب الاعلامي المهم مع ما يقدم فليس من المعقول أن ينظم مهرجان مسرحي رائع في الجنادرية مثلا يكلف الكثير دون أن تكون هناك تغطية إعلامية إلا من بعض الصحف. *........................؟ المسرح المحلي قائم يا أخي فهناك جهود تبذل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لهذا الجانب إضافة إلى جهود شخصية لمجموعة من المسرحيين جعلوا من المسرح هماً لهم.. فالثقافة مطلوبة وبالذات للمسرحي حتى يستطيع أن يضع بصمته وحسه الفني للدور الذي يسند إليه سواء كان ممثلا أو مهندسا للديكور أو مخرجا أو كاتبا أو غيرها فالثقافة المسرحية تضيف للعمل ابداعا.. فأنا كمسرحي ليس المطلوب مني أن أردد فقط كالببغاء، فلا بد من وجود دورات ومشاركات وورش مسرحية حتى يستطيع كل واحد منا أن يستلهم من قدراته ومعارفه ليضيف جمالا يراهن عليه، أيضا ما يحيط بالمسرحي من مجتمع لابد أن تكون لديه ثقافة ووعي بما يقوّم هذا الانسان وهذا بالإمكان إيجاده إذا أصبح المتلقي متعودا على الحضور للمسرح كتعوده على حضور أي مناسبة أخرى. *................................؟ - هذه الأشكال التعبيرية محاولة لإيجاد هوية وشخصية تميز المسرح العربي عن غيره من المسارح الأخرى ولكن هذه التجارب والتوجهات لم يكتب لها النجاح وذلك لعدة أسباب وظروف، والجمهور سبب قوي لانحرافه إلى أشكال مسرحية ترفيهية لإمتاعه والتخفيف عن همومه ومعاناته، ولذلك لم يقبل الاشكال المسرحية الجديدة التجريبية مما قلل الحماس لدى المنشغلين بها وعدم التواصل معها والعودة إلى البحث عن أشكال أخرى ترضي وتجذب الجمهور إليها. *.........................؟ - التجريب في المسرح علم له أصوله وقواعده، فلا يكفي أن نقدمه بشكل مبهم وبضبابية قد تنفر المتلقي لهذا الفن.. والتجريب خبرة مسرحية ووعي كامل بكل أداة يستخدمها المبدع المسرحي في هذا المجال فكل حركة تقدم على خشبة المسرح لابد وأن يكون لها مدلولها السيكولوجي والفسيولوجي بشكل يخدم الفكرة التي يريد أن يتوصل لها الفنان.. لا أنكر أن هناك تجارب جيدة في هذا المجال لبعض الفرق المسرحية ولكن ينقصها الإلمام بشكل كبير عن نوعية هذا الفن الذي يمارسونه وألا يجعلوا من النخبة هدفا لهم في تجاربهم المسرحية، فالمسرح لابد أن يحاكي الجميع بشكل واعٍ ليتيح المشاركة فيه. *........................؟ - لا يمكن أن نجزم أن الوعي المسرحي موجود لدى كل من يتعاطونه ولكن هناك نسبة وللأسف أنها قليلة لديهم الوعي المسرحي ويحاولون تقديمه ولكن لفترات متقطعة لا تساهم بشكل فاعل في إثراء الحركة المسرحية الواعية.. هناك إغراءات كثيرة تصرف الكثير من المشتغلين بالمسرح إلى تقديم تنازلات كبيرة عن بعض إيمانهم برسالة المسرح، ما آمله أن تكون هنالك اهتمامات جادة من المؤسسات الثقافية والفنية الموجودة.