قال معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرة ألقاها ب4عنوان (حديث القرآن عن الدعوة والدعاة) ضمن فعاليات ملتقى خادم الحرمين الشريفين: ان الدعوة ليست كلمات تقال ولا مواعظ تتلى، الدعوة علم وعمل، وهي ميراث المرسلين والأنبياء، الدعوة الى الله جل وعلا ان يتفطن الدعاة الى الله تعالى الى كلام الله - جل وعلا - وان يتدبروه، وان يطالعوا كلام أهل العلم في تفسيره لأنه أعظم مصدر وأجل مرجع. وأضاف معاليه ان الدعوة في القرآن الكريم مرتبطة بالاخلاص من عدة جهات أولا من جهة التخصيص حيث ان الدعوة الى الله وليس الى غيره، وثانيا أن الدعوة هي عبادة الله جل وعلا، ،أنها عبادة عظيمة لأن فيها التقريب الى الله جل وعلا وهو أعظم السبل. وتطرق معالي الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرته الى حديث القرآن في الدعوة مستدلا بالعديد من الايات القرآنية ذات الشأن ومقدما الشرح والتفسير لها، ومؤكداً على وجوب توفر الشروط اللازمة في الداعية الى الله، ومن أهمها أن يكون الداعية ذا علم نافع في التفسير والحديث والسنة وعلم الفقه والحلال والحرام. وفي هذاالسياق أورد معاليه جانباً من قصة نوح عليه السلام مع قومه ومئات السنين التي قضاها في دعوتهم .. وقال: إن علينا أن نستلهم العبر من ذلك بالصبر وعدم استعجال النتائج والصبر العظيم في ميدان الدعوة. وحث معاليه الداعية على ان يتذكر عند الدعوة الى الله ان الهدف هو التبليغ عن الله رسالته وإبلاغ الناس البلاغ الذي أمر به وأن يتذكر قوله تعالى: * وقوله تعالى: {لّيًسّ عّلّيًكّ هٍدّاهٍمً وّلّكٌنَّ اللهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ} البقرة: (272) . * تحذيراً من الاغترار بالكثرة وهو وهم قديم بأتي لبعض الدعاة ان تكثير السواد على حساب صواب الطريق على انه صحيح وهذا ليس بصحيح بل الصحيح صواب الطريق واما هداية الخلق فأمره لله جل وعلا. * ، مسهباً الحديث في هذا الجانب من خلال شرح معنى الآية الكريمة وأهمية التعاون.. وقال: إن التعاون والتطاوع والتشاور سمة الدعاة وهذا يعطي الدعوة قوة ويبعد عنها القطرية أو الحزبية وما شابه ذلك. فكيف يكون داعية الى الله ويحمل الدعوة ويدعو الى الله - جل وعلا وهو ضعيف في أمر عبادته مع ربه، مؤكداً أن الغرض من الدعوة الى الله هو أن يعبد الناس ربهم وحده لا شريك له، فإذا حصل لهم ذلك فإنهم ينتقلون بعد ذلك الى ما يحبب الناس في دين الله. وشرح معالي الوزير الشيخ صالح العديد من الآيات القرآنية الدالة على الشروط الواجب توافرها في الداعية الى الله كالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن ومحاوراً بالتي هي أحسن. واختتم معاليه محاضرته حاثاً الجميع على التشديد والتبيين والاجتهاد في أمر الدعوة وأن يتعاونوا، وأن يتآخوا فيما بينهم، وأن يغفر بعضهم لبعض، وأن يكونوا ذا سعة، وأن يكونوا ممن يجمع الشمل، وأن نعالج ما بيننا من خلافات وإشكالات في إطار الدعوى الكريمة الذي بين الله جل وعلا في كتابه وبين نبيه - صلى الله عليه وسلم - في سنته المطهرة.