قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا النَّاسٍ إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وّأٍنثّى" وّجّعّلًنّاكٍمً شٍعٍوبْا وّقّبّائٌلّ لٌتّعّارّفٍوا إنَّ أّكًرّمّكٍمً عٌندّ اللهٌ أّتًقّاكٍمً إنَّ اللهّ عّلٌيمِ خّبٌيرِ قّالّتٌ الأّعًرّابٍ آمّنَّا قٍل لَّمً تٍؤًمٌنٍوا وّلّكٌن قٍولٍوا أّسًلّمًنّا وّلّمَّا يّدًخٍلٌ الإيمّانٍ فٌي قٍلٍوبٌكٍمً وّإن تٍطٌيعٍوا اللّهّ وّرّسٍولّهٍ لا يّلٌتًكٍم مٌَنً أّعًمّالٌكٍمً شّيًئْا إنَّ اللّهّ غّفٍورِ رَّحٌيمِ }. قال الشيخ السعدي رحمه الله: يخبر تعالى أنه خلق بني آدم من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالاً كثيراً ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوباً وقبائل، أي: قبائل صغاراً وكباراً، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنه لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوباً وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى. فأكرمهم عند الله أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة، وانكفافاً عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقوماً، ولا أشرفهم نسباً ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم منهم من يقوم بتقوى الله ظاهراً وباطناً، ممن لا يقوم بذلك ظاهراً ولا باطناً، فيجازي كلاً بما يستحق. وفي هذه الآية دليل على أن معرفة الأنساب مطلوبة شرعاً لأن الله جعلهم شعوباً وقبائل لأجل ذلك يخبر تعالى عن مقالة بعض الأعراب الذين دخلوا في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخولاً من غير بصيرة، ولا قيام بما يحب ويقتضيه الإيمان، انهم مع هذا ادعوا وقالوا: {آمّنَّا} أي: إيماناً كاملاً مستوفياً لجميع أموره، فأمر الله رسوله، أن يرد عليهم فقال: {قٍل لَّمً تٍؤًمٌنٍوا} أي: لا تدعوا لأنفسكم مقام الإيمان، ظاهراً وباطناً، كاملاً. { وّلّكٌن قٍولٍوا أّسًلّمًنّا } أي: دخلنا في الإسلام، واقتصروا على ذلك، «و» السبب في ذلك، أنه {لّمَّا يّدًخٍلٌ الإيمّانٍ فٌي قٍلٍوبٌكٍمً} وإنما أسلمتم خوفاً أو رجاء أو نحو ذلك، مما هو السبب في إيمانكم فلذلك لم تدخل بشاشة الإيمان في قلوبكم. وفي قوله {ولّمَّا يّدًخٍلٌ الإيمّانٍ فٌي قٍلٍوبٌكٍمً}: أي : وقت هذا الكلام الذي صدر منكم، فكان فيه إشارة إلى أحوالهم بعد ذلك، فإن كثيراً منهم من الله عليهم بالإيمان الحقيقي، والجهاد في سبيل الله. {إن تٍطٌيعٍوا اللّهّ وّرّسٍولّهٍ} بفعل خير أو ترك شر، {لا يّلٌتًكٍم مٌَنً أّعًمّالٌكٍمً شّيًئْا} أي: لا ينقصكم منها مثقال ذرة، بل يوفيكم إياها، أكمل ما تكون لا تفقدون منها صغيراً ولا كبيراً. {إنَّ اللهّ غّفٍورِ رَّحٌيمِ} أي: غفور لمن تاب إليه وأناب، رحيم به، حيث قبل توبته. من مشكاة النبوة عن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أخبره بأنه بايع الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال. ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك. ولعن المؤمن كقتله. ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله. ومن ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة». رواه البخاري ومسلم. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل المسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ» رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار». وفي رواية: «أقلب ليله ونهاره، وإذا شئت قبضتهما». رواه البخاري ومسلم. من مهام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1 إرشاد الناس وتوجيههم وحثهم على فعل الخير عن طريق الترغيب فيه. 2 تنبيههم على خطورة المنكرات ونهيهم عن الوقوع فيها. 3 العمل على ما يحول دون ارتكاب المحرمات والممنوعات شرعاً. 4 العمل على منع اتباع العادات والتقاليد السيئة والبدع المنكرة. 5 الحرص على أن تظهر هذه البلاد بالمظهر الحسن المشرف واللائق بها بصفتها قلب العالم الإسلامي وقدوته ومحط أنظار المسلمين. 6 حمل الناس على أداء الواجبات الشرعية.