عزيزتي الجزيرة.. رائع هو عالم الطفولة والاروع ان يجد من يهتم به ويعطيه احقيته في الامتداد واضفاء الجمال البريء والبسمة الوديعة لتطغى على عنف الخبر وقسوة الصورة في هذا العالم والمسطرة في الصحف اليومية. وها انت عزيزتي على صفحة ابنائك الاسبوعية تخلقين سباقاً بين الأطفال للحصول عليها.. ولعلي دخلت معهم مشدودة بحبي للطفولة وما يخصهم.. لكن في هذه اللحظة تنقل البصر بين نظرات هادئة تنم عن براءة، ونظرات تمتلئ بشقاوة الأطفال الممتعة، وذلك في عدد يوم الجمعة 14/6/1423ه.. جميل ما نراه من الاهتمام بحقوق الأطفال وعدم منعهم من حضور المناسبات.. ولكن الاجمل ان يدرك هؤلاء الأطفال ماهو السبب في هذا المنع؟!.. بالاضافة الى ضرورة ايضاح البدائل عوضاً عن التوقف عند حد ماهو مسلك هؤلاء الأطفال حال منعهم من اصطحابهم لاهاليهم.. الاخت/ شريفة العتيبي/ تطرقت في ذلك العدد لموضوع له اهميته وجديته نظراً لتأثيره على سلوك الأطفال اخلاقياً وتربوياً ونفسياً.. حيث ناقشت مجموعة من الأطفال حيال المقولة التي تتردد كثيراً وللاسف دون ادراك لتأثيرها السلبي على نفسية هؤلاء الأطفال.. وقولي هذا لا يعني تأييد حضور الأطفال لمناسبات الزواجات او الاجتماعات الليلية في الاستراحات الى طلوع الشمس.. لا.. ولا يروق لي ايضا.. واعتقد أن الكثير مثلي يستخدم عبارة «يمنع اصطحاب الأطفال» وكأنهم شيء منبوذ من الناس. الا يدرك هؤلاء الناس ان للطفل عالمه الذي ينبغي ان يعيشه وفق احتياجاته النفسية والصحية والاجتماعية.. لكي يتم اشباع هذه الاحتياجات بالصورة الصحيحة، واعطاء عقل الطفل احقيته في الوعي والاستيعاب من اهم متطلبات بناء الشخصية له، بالاضافة الى منحه فرصة ابداء رأيه في كل ما يتعلق به.. مع اتباع اسلوب الاقناع الايجابي في النقاش مع الأطفال لايصال السبب الصحيح وراء منعهم من اصطحاب اهاليهم.. بالاضافة الى ايجاد البدائل المناسبة لشخصية الأطفال.. المانعة لاحساسهم بالاضطهاد او النبذ.. اسمحي لي.. عزيزتي.. ان ابدي الرأي الخاص في أسباب عدم تأييدي لحضور الأطفال للمناسبات الليلية خاصة وهذا الرأي متولد عن التجربة والمشاهدة.. ومن هذه الأسباب: 1- ما للسهر من تأثير سلبي على صحة الأطفال جسدياً وذهنياً. 2- الاهمال للأطفال من قبل الامهات والاباء خلال المناسبات مما يترتب عليه الاصابات او التعرض للحوادث خاصة حوادث السيارات. 3- تحميل مهمة الاهتمام والرعاية بالأطفال للشغالات اللاتي يرغبن في التجمع مع بني جنسيتهن ويدفع الطفل الضريبة اما بالضرب أو بالهز العنيف أو المعاملة القاسية حال إطعامه أو ذهابه لدورة المياه. 4- بالله عليكم هل منظر الامهات والاخوات في مناسبات الزواج خاصة في لحظة انعدام الوزن مع ضرب الدفوف والاصوات غير المتفقة مع هذا الضرب مناسباً لمشاهدته من قبل الأطفال. 5- نعترض على مسلك الفتيات في مرحلة المراهقة في اللبس والحركة وننسى بان السبب هو اصطحابهن في مرحلة الطفولة حيث بداية التأسيس والتقليد. 6- انتشار الاساليب السيئة في التعامل بين الأطفال، والالفاظ البذيئة حيث سهولة الاقتباس. 7- كل ذلك مدعاة الى ان تعيد - كل ام حريصة على أطفالها - النظر مرات عديدة قبل أن تسعى الى اصطحابهم معها.. قد يتساءل البعض.. وهل علينا ان نحرم أطفالنا من المناسبات سواء لهذه الأسباب أو غيرها؟؟؟ أمر طبيعي وسليم ان توجد البدائل المناسبة لهؤلاء البراعم.. ولعل.. من أهم هذه البدائل وما يتطلبه تنفيذها: 1- يحدد يوم في الأسبوع خاص بالأطفال يجتمع فيه ابناء الاسرة الكبيرة والاعمام والعمات وغيرهم، تحت اشراف ورعاية الأمهات، بحيث يعد برنامج خفيف وظريف يمتعهم وينفعهم دون ان يختل معيار التجمع الاسري. 2- يكون هذا الاجتماع دورياً في منزل كل اسرة وبشكل مؤمن، بحيث يشعر كل الاخوة ان لهم وجودهم ودورهم في التواصل والتلاحم الاسري بعيداً عن الاجواء غير المناسبة لسنهم وبراءتهم. 3- استخدام أسلوب النقاش مع الأطفال فيما يحتاجون اليه في حفلاتهم للتعرف على وجهات نظرهم، فلابد من تعويدهم على اتخاذ القرارات والاعتماد على النفس. 4- اصطحاب الأطفال لشراء لوازم المناسبة الخاصة بهم حيث يشعرون بالزهو والافتخار بانفسهم. كل ذلك كفيل بان يجعل عبارة «يمنع اصطحاب الأطفال» عديمة التأثير عليهم، فقد وعيت عقولهم على الحقوق الخاصة بهم، والتي تصون طفولتهم. عزيزتي الجزيرة.. لعل صفحة ابنائك تتطلع الى المزيد من التطور وادخال التجديد اللازم للأطفال سواء في مجال «القصة، الكومبيوتر، الالعاب الالكترونية، التصوير» والبعد عن صور الأطفال المقصودة والاتجاه الى مسابقة اجمل واطرف صورة والتعليق عليها. ابناؤك لديهم الكثير من المواقف الظريفة في المدرسة وفي المنزل فلماذا لا تأخذ حيزاً مناسباً؟!. حديثي يا عزيزتي اليك نابع من قلب أم.. واحساس طفولة.. ضاع في خضم التهاون فلابد من التعويض في شخصيات ابنائنا حماهم الله.. وبالله التوفيق