السخرية طالما تسلط بها خصوم الرسل والانبياء على الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وامتد ذلك التسلط الى قيام الساعة فتسلطوا على كل من اتبع الحق، وفي كل زمن تتغير أدوات السخرية ومستلزماتها ولكن دون تغير الهدف فأول ساخر على وجه الارض بالرسل والانبياء واتباعهم لا يختلف هدفه البتة عن هدف آخر من سيسخر قبل لحظات من قيام الساعة بأتباع الحق وهم أتباع خاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم!!، والسخرية بالرسل وأتباعهم لا ريب انها جريمة نكراء وفعلة شنعاء، والساخر من غيه وطغيانه يرى الايمان ضلالاً ويتفكه بالمؤمنين وفي زمننا هذا إما بإطلاق النكات - اي الطرف - او برسم كاريتوري او بمقال ساخر بل ومغرق في السخرية او بلسانه في المجلس او ببنانه عبر المنتديات او بحركاته السمجة بين صحبته، وربما على خشبة المسرح او عبر الشاشات التلفازية الفضائية منها وغير الفضائية إمعاناً منه في السخرية واشهاداً منه على نفسه لكل من يراه بأنه ساخر بأهل الايمان!!. (29)وّإذّا مّرٍَوا بٌهٌمً يّتّغّامّزٍونّ (30)وّإذّا انقّلّبٍوا إلّى" أّهًلٌهٌمٍ انقّلّبٍوا فّكٌهٌينّ(31)وّإذّا رّأّوًهٍمً قّالٍوا إنَّ هّؤٍلاءٌ لّضّالٍَونّ (32)وّمّا أٍرًسٌلٍوا عّلّيًهٌمً حّافٌظٌينّ (33) فّالًيّوًمّ پَّذٌينّ آمّنٍوا مٌنّ الكٍفَّارٌ يّضًحّكٍونّ (34)عّلّى الأّرّائٌكٌ يّنظٍرٍونّ (35)هّلً ثٍوٌَبّ الكٍفَّارٍ مّا كّانٍوا يّفًعّلٍونّ}. كان كبار مشركي مكة تبعاً لمن سبقهم وقدوة لمن لحق بهم ومن سيلحق بهم الى يوم القيامة كانوا بزعامة كبيرهم ابو جهل يضحكون من اهل الايمان عمار وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين، وفي التفسير الميسر: «ان الذين اجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين، واذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم واذا رجع الذين اجرموا الي اهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين واذا رأى هؤلاء الكفار اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد اتبعوا الهدى قالوا ان هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وما بعث هؤلاء المجرمون رقباء على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار، كما سخر الكافرون منهم في الدنيا».. الساخرون بالمؤمنين لا ريب انهم عصاة وهم كغيرهم من العصاة لم يعصوا الله الا بنعمه فلو كان على سبيل المثال احدهم ابكم لما سخر بالمؤمنين بلسانه، ولو كان احدهم مشلولاً لما سخر بالمؤمنين بحركاته، لو كان احدهم قبل ذلك وبعده فاقداً لنعمة العقل لما سخر بالمؤمنين ولا بغيرهم البتة، وقس على ذلك كما انهم لا ريب خاسرون لا محالة فالعبرة من يضحك اخيراً، فأهل الايمان هم الذين يضحكون اخيراً وذلك بنص الآية الكريمة، لذا السخرية بأهل الايمان داء خطير على سلامة اي مجتمع في الدنيا والآخرة اذا لم يقاوم ذلك الداء ولم ينكره لانه مخالفة صريحة لأمر الله وجالب لسخطه جل وعلا، مستوجب لعذابه، ونذير شؤم وموت للقلب وميلاد للغفلة والحسرة والندامة في يوم فيه حساب ولا عمل حينها ولات ساعة مندم {أّن تّقٍولّ نّفًسِ يّا حّسًرّتّى" عّلّى" مّا فّرَّطتٍ فٌي جّنبٌ الله وّإن كٍنتٍ لّمٌنّ السَّاخٌرٌينّ } .