سينعقد مؤتمر قمة الأرض بمدينة جوهانسبيرج بجنوب افريقيا في نهاية شهر أغسطس، لذا أود أن أسطّر بعض الملاحظات علّها تعمّ الفائدة. إن من أهم عوامل اختلال الاتزان البيئي وجود الملوثات، وتتلخص ظاهرة التلوث في ظهور عدد من المواد الجديدة في وسط من أوساط البيئة لم تكن موجودة فيه من قبل أو أنها كانت موجودة ولكن زاد تركيزه. إن زيادة تركيز ثاني اكسيد الكربون تؤدي الى رفع متوسط حرارة الغلاف الجوي الملاصق للأرض بحوالي 3 ،0 درجة مئوية وسيساعد الارتفاع في درجة الحرارة في انبعاث كمية إضافية من غاز ثاني اكسيد الكربون المذاب في المحيطات مما سيؤدي الى ازدياد متتابع في درجة الحرارة. وذوبان الجليدفي القطبين ينتج عنه انطلاق غاز الميثان المحتبس للجو. وتكمن أهمية هذا الارتفاع في درجة الحرارة في تأثيره على نظام المناخ ودورته على سطح الارض. والفيضانات والأمطار التي نشاهدها هذه الأيام خير دليل على ذلك لأنها لم تحصل من قبل في مثل هذه الأيام. أما عن التلوث الإشعاعي فإن الأخطار الناجمة عنه جدّ خطيرة إما بالتعرض المباشر للإشعاعات الصادرة من المواد المشعة المنتشرة في البيئة أو نتيجة لانتقال هذه المواد المشعة إلى داخل جسم الإنسان مع الغذاء والهواء والماء، فضلا عن احتمالات الإصابة السرطانية القاتلة فإن للاشعاع آثاراً وراثية. ومن مصادر التلوث بوجه عام المواد الكيميائية بانتقال الأسمدة والمبيدات من التربة إلى الماء وتأثيرها على النبات والحيوان والإنسان، وكذلك المضافات الغذائية التي تضاف للأطعمة المحفوظة. لا يظن الإنسان أنه في مأمن من التلوث فالتلوث يلاحقه في كل مكان فإذا زادت درجة حرارة الجو بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الأخرى فسوف يقاسي النتائج، وإذا قلت طبقة الأوزون في الجو فستصيبه الأمراض المترتبة على ذلك وأخطرها الإصابة بالسرطان، وإذا ظّن أن الأشعة النووية لن تقذف بها الرياح إلى أجوائه فستصله البضائع من الدول التي تلوثت أجواؤها. وهل نجت المدن الكبيرة من التلوث الضوضائي والتلوث من عوادم السيارات؟ في هذا العصر الذي يعاني فيه الإنسان من التوتر العصبي وارتفاع نسبة أمراض القلب والجهاز الهضمي لابد أن يفكر في أسباب هذه الأمراض وسوف نجد في النهاية أن من أهم أسباب الإصابة بهذه الأمراض هي الضوضاء وتنتج من ازدحام الشوارع بالسيارات ووسائل النقل الأخرى واستخدام الأجهزة المختلفة وخاصة أجهزة التكييف في المنازل وأماكن العمل. إن الأرض مركبة واحدة يجب أن يتعاون الإنسان في الإشراف على العناية بها حتى تظل صالحة لهم ولأجيالهم القادمة وذلك بالتعاون والمشاركة الفعلية في صيانتها وصدق الله العظيم القائل: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ وّاتَّقٍوا اللهّ إنَّ اللهّ شّدٌيدٍ العٌقّابٌ}