ظاهرة العنوسة ظاهرة اجتماعية وضعت بصماتها على جبين الفتاة.. ظاهرة أفرزتها الحياة المعاصرة وأصبحت تتفاقم وتقود للحيرة خاصة في مجتمعنا لكن هناك عنوسة جديدة بدأت تلاحق الشباب ممن قصدناهم في هذا التحقيق الذين عزفوا عن الزواج بعد الفشل في المحاولات إثر شروط تعجيزية سواء من الفتيات أو من أولياء الأمور عطلت تكملة مسار زواج جديد بسبب عقول مسكونة بالعادات وتقاليد بالية دفع ثمنها الشباب، وهذه وقفات مع بعضهم توضح الأسباب.. لجأ للديون وفشل الشاب بندر ناصر الخالدي شرح الأسباب بقوله: تأخرت على سن الزواج حيث يبلغ عمري الآن 35 عاماً فبدلاً من أن يكون الزواج سعادة وفرحاً أصبح تعاسة وفقراً، فعندما أردت ان أتزوج كانت المشكلة التي قابلتها المهور. لقد شرطوا عليّ مبلغ (000 ،60ريال) وذهبا بما يفوق (000 ،25)ريال بالإضافة إلى تحمل جميع مستلزمات الفرح فقمت بشراء سيارتين بالتقسيط لكي أكمل مستلزمات زواجي ولكن فوجئت بعد ذلك كله من أسرة الفتاة شرطاً جديداً هو الذي جعلني أتأخر في زواجي، فقد أبلغني والد الفتاة بأن ابنته ترغب استكمال تعليمها الجامعي وهذه مشكلة أخرى فقد أصبح انشغال الفتيات بالتعليم يفوّت فرص الزواج. وأردف يقول: إنني أرى ومن واقع تجربة شخصية أنه إذا تقدم الشاب المناسب للفتاة فلا ترفضه أسرتها مهما كانت الظروف فالدراسة الجامعية ليست عائقاً ومن الممكن جدا استكمالها فيما بعد، وهناك حالات ناجحة في المجتمع والفتاة بإمكانها مواصلة دراستها بشيء من التنسيق بين الزوج والفتاة وأهلها. شروط الأب قاسية متعب ناصر الحربي - موظف يروي تجربته قائلاً: تقدمت إلى أحد الأقارب خاطباً ابنته ولكنه صدمني بشروطه حيث كانت البداية طلبه أن أدفع له (000 ،40) ريال كمهر ثم دفع لي قائمة طويلة بها شروط وطلبات ومنها الذهب وقصر أفراح وعشاء وأخيراً ختم هذه الشروط ببيت خاص وبمواصفات لاتتناسب مع دخلي. إذ يوجد لدي بيت ملك يتسع لي ولعروستي ولا توجد فيه إلا أمي وأختاي القاصرتان وأنا الوحيد الذي أعولهم وراتبي لايبلغ (3000) ريال ولا أستطيع ان أستأجر شقة حسب طلبهم فهذه الشروط حالت دون إكمال زواجي، ولهذا تأخرت في الزواج والآن أبلغ من العمر (31) عاماً ولن أتزوج طالما هذه التكاليف تزداد وفضلت الالتفات إلى والدتي وأختي التي لها ظروف خاصة وجعلتني لا أفكر في الزواج حالياً. واختتم حديثه قائلاً: أجزم ان من أسباب العنوسة المنتشرة في مجتمعنا كثرة تدخلات الآباء في كيفية إتمام مراحل الزواج. * حمد بن ناصر الحميضان - موظف تحدث بحرقة وألم ومعاتباً في نفس الوقت الصحافة وعدم تلمُّسها لهموم الشباب في الزواج والعقبات التي تقف أمامهم حتى تعدى العمر الثلاثينات إذ يقول: مستقبل حياتنا الزوجية أضحى رماداً اشتدت به الريح في يوم عاصف فقد تجاوزنا مرحلة العنوسة نعم أقولها بكل صراحة فكما للفتيات مرحلة عنوسة حينما يفوتها قطار الزواج فكذلك الشباب لهم مرحلة نفسية تعتبر عنوسة حينما يتعدون سن الثلاثين فهل فكرتم أيها الصحفيون في مسألة تعطيل زواجنا وبقائنا على حالنا والواقع لايعلمه إلا الله. وأضاف إن شروط الأب أو والد الفتاة وأمها في هذا العمر غير مجدية وقد قادتنا إلى العنوسة كما قادوا بناتهم إلى العنوسة نتيجة شروطهم التعسفية التي تصور لنا مدى جهل هؤلاء الآباء والأمهات في حق رعايتهم وان فتيات العصر رهائن لدى آبائهن. * زيد رشود الدوسري - موظف يقول: لو ترك الأمر بين الشاب والفتاة لخرج الأمر إلى بر الأمان وتم الزواج بسبب عدم تدخل الآباء الذين يدعون لعنوسة الفتيات والشباب بشروطهم البركانية فعلى هذه المواقف الصعبة والاشتراطات من آباء الفتيات والمنسوبة للفتيات كثرت المعاكسات وازدحمت الأسواق بمرتاديها من الفتيات والشباب بدون عرض أو طلب وإنما بقصد التجول على محلات أدوات الزينة وتضييع الأوقات... وهذا ما يدعو لدراسة الظاهرة قبل استفحالها وزيادة العنوسة ونسبتها في المجتمع من قبل الفتيات والشباب والسبب يعود لشروط الآباء التعسفية التي تدعو للعنوسة للجنسين وضياع مستقبلهم. رأي اجتماعي متخصص * أحلام اندبجاني - اختصاصية اجتماعية أكدت في هذا الصدد ان من أهم المشكلات التي تواجه الشباب في عملية اتمام الزواج.. هو «الوعي» والوعي وحده.. لأننا إذا نضجنا اجتماعياً فبلاشك سوف تحل الكثير من المشكلات والعزوف عن الزواج أحد هذه المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها الأسرة السعودية والبعض يربطها فقط بغلاء المهور والشروط الحديثة والمتجددة في هذا الشأن، ولكن يجب علينا ان نسأل أنفسنا بصدق من الذي فرض هذا المأزق للتوافق بين زوجين.. أليس غياب الوعي عن بعض الأسر؟ لقد وضعوا قضية إكمال تعليم الفتاة مشكلة وهي ليست مشكلة.. للشباب مراحل عمرية تعتبر من أهم وأخصب مراحل العمر، فإذا ماتجاوزها الشباب تصبح عملية الزواج اكثر تعقيدا من الناحيتين المالية والجسدية والنفسية كذلك فيدخل الشباب والفتيات سويا في دوامة العنوسة!! ويترتب عليها سلوكيات أخرى يجنيها المجتمع مستقبلاً وما من فتاة وشاب إلا ويحلم ببيت وأطفال.. وفي النهاية يصطدمان بقناعات مرفوضة وتقليد للآخرين يكون ضحيته الأبناء والفتيات، فالأمور أبسط من هذا.. لكن هناك عقول مسكونة بشيء من الماضي والعادات البالية.. بدأ المجتمع يرفضها بسبب ارتفاع نسبة الوعي فيه.. وهذا شيء مفرح. * المذنب - خالد الشمسان: ما ان تقبل الإجازة الصيفية حتى تنطلق زغاريد الفرح معلنة عن بدء حفلات الأعراس لكن ما يكدر ذلك ما نسمعه من حالات طلاق في نهاية الإجازة واضعة أكثر من علامة استفهام، وفي هذا الاستطلاع نحاول مناقشة الأسباب المؤدية إلى حالات الطلاق التي بدأت تزداد من عام لآخر...