الحوار وسيلة لإبداء وتبادل وتداول وتوضيح وجهات النظر، وبالتالي لا بد وان نكون مستعدين لتقبل ونشر وجهات النظر الأخرى وأن لا يفسد ذلك للود قضية، قد يكون الحوار من خلال الخطاب، والكلام، والمقال والمقابلة أو من خلال السلوك والفعل والعمل، بالعمل يتحول المقال ويتجسد سلوكاً مجسماً على أرض الواقع، من غير المقبول ان نتحدث عن القيم النبيلة ونترجم ذلك باتباع سلوك يتنافر مع ما نقول وبالتالي القول يفسده السلوك، ندعو إلى قيم ومبادئ ولا نطبقها، يثمر الحوار عندما نترجم ما ندعو إليه إلى واقع. قرأت في إحدى الصحف المحلية حواراً مع مسؤول قيادي في مؤسسة عامة سابقاً، تحدث عن المبادئ والأساسيات «الابتعاد عن الظلم والمحاباة، عدم استقطاب زملاء الدراسة» والتي يرى ان تتوافر في قيادي أو مسؤول أي مؤسسة ضخمة، يبدو لي انه من الصعب تجسيد هذه المبادئ سلوكاً على أرض الواقع، لأن كرسي المنصب له وهج وبريق وأضواء خاصة تعمي الكثير من الجالسين عليه عن رؤية الحقائق، وللسلطة سحر مؤثر تسحر من يجلس على الكرسي لا يستطيع ان يقاومها، كما ان كيمياء الفرد Individual Chemistry وضعف البشر أمام مغريات وضغوط المجتمع وظروف بيئة العمل لها دور في سلوك الأفراد، ولأن المسؤولين محكومون بطبيعة اجتماعية، نرى تنافراً بين قيم ومبادئ الشخص بعيداً عن المنصب وسلوكه خلال المنصب، لذلك من غير المتوقع ان نتخلص من السلوكيات السلبية في العمل مثل المحسوبية، المجاملات والواسطة. وهذه بطبيعة الحال ينطبق على البعض.