أخي خالد لقد تأثرت كثيراً لمصاب الأمير سلمان بن عبدالعزيز بابنه أحمد يرحمه الله، بابنه ذلك الرجل الكبير في تواضعه، العزيز في مروءته وإنسانيته، الكريم في أخلاقه وسيرته. ذلك الرجل الفقيد بجسمه الماثل ملءالنفوس بشخصه وروحه المعطر ذكره بحسن الأحدوثة لعراقته ونبله، وقد حاولت أن أرثيه لوطنه وأؤبنه لوالده وأهله فوجدت أني بين كاتب يستطيع التعبير الصريح وبين شعور يشدني بشدة إلى مشهد كبير شامخ أحتاج معه إلى مهارة خارقة يظهر بها تجسيمه وإبرازه فانتظرت ملياً إلى أن رأيت أن أصعد إلى الذروة وأهتف من القمة مستشعراً ما أتحراه يخطر على بال صاحب السمو الملكي سيدي الأمير سلمان وكأني بلسان حاله يقول: أسىً بين الضلوع له اضطرابُ يزيد شجىً يَمَرُّ به الشرابُ ولم أجزع ولكني كئيبٌ لأحمد ما لغيبته إيابُ أأعوي مثل ما تعوى الذئابُ تقاذفها الجنادل والهضابُ إذا ما اخلفت والليل داج شتاء والسُّرى فيه عذابُ فلا أنس ولا كهف يواري وعز على السراحين المآبُ وأعول أو أنوح نواح ثكلى على إِبني يواريه الترابُ على ابن مثل ماء المزن صاف تلذّ به الحياة وتستطابُ على ابن من أب يسمو بمجد ومن أمٍّ يدانيها السحابُ فجاء كسابق بين المُجَلِّي ووالدة تضاهيها سكابُ سليل الأكرمين أبٍ وجدّ نجيب من سماحته يُهابُ تغلغل في الفؤاد له مقام وما بين الجفون له قِرابُ إذا ما قيل أحمد فزّ قلبي كما في وكره فزّ العقابُ ألا إن الإله بنا عليمٌ يلوذ به المشايخ والشبابُ ولكن لا نواح ولا عويلاً ولا نعياً بأخلاق تعابُ فبالإسلام للإسلام نحيا وبالإسلام عزّ لنا الجنابُ وإني في جميل الصبر أرجو بأن يأتي برحمته الجوابُ وإني واقف في باب ربي وليس يُرد للرحمن بابُ وإني مؤمن بالله أدعو ومن يدعو بإيمان يجابُ بأن يدنيه رحمن رحيمٌ مع الأبرار طاب لهم فطابُوا مع الأبرار يوم البعث يأتي تحُّف به الأحبة والصحابُ سعيد في رضا رب كريم يؤيِّده بيمناه الكتابُ وأرضى بالذي يقضيه ربي وأحمده وإن جلّ المصابُ وأدعو في خضوع مستجيراً إلهاً من يلوذ به يثابُ وبعدُ على رسول الله صلوا شفيعكم إذا قام الحسابُ