في الفجيعة برحيل المجاهد مانع بن حماد الجهني رحمه الله. أبا عمر لو أوبَ الحزن راحلاً لأُبْتَ ولكن النوى بات ماثلا ترحّلْتَ يا ابن الأكرمين كما الندى ترحّلَ عن تلك الأزاهير عاجلا وما كنتَ إلا الطيب في رأد الضحى تضوّع ذِكراً عاطراً وشمائلا حزمتَ على الستين فكراً وحكمة وجلّلتَها عزماً وحزماً ونائلا إذا قيل من للعلم أقبلت جائلاً وإن قيل من للخطب أسرعْتَ صائلا فوالهف نفسي من لنا بعد «مانع» يقود شباب المسلمين مناضلا أكاد أرى في حين طيفك صاعدٌ شعاع رضا الرحمن نحوك نازلا وألمح خلف الغيب سنبلة الهدى وقد أنجبتْ في كل أرض سنابلا لقد كنت من أزكى السقاة لطينها فطابت جنى حلواً ورقّتْ خمائلا بكيناك يا خير الرجال وقد غدا شبيهوك من بين الرجال قلائلا بكيناك يا خير الرجال بحرقة وقدبات سهم من دمائك ناهلا فلله ما أهريق من طاهر الدما ولله فرع لم يكن قط ذابلا لقد عشتَ يا رمز الجهاد مجاهداً وتَصدُقُ في فعل وتَصْدُقُ قائلا فما كنت في الفعل الجميل مراثياً وما كنت في القول الصريح مجاملا بكينا، بكينا، نحن أحبابك الأولى عرفناك شخصاً «ربما كان كاملاً» على أن أقسى الرزء حَلّ بأمة بَنَتْكَ حجاباً من عِدَاها وحائلا لذلك تبكيك المساجد حسرة ويبكي اليتامي من لهم عاش كافلا ويبكيك ملتاعون غرثى حضنتهم وقد كنت تأسو عُجَّزاً وأراملا حملتَ هموم الدعوة العمرَ لم تلِنْ وعشتَ لدين الله والعلم حاملا فيا أمة في واحد قد تبلورت ويا ماجداً أفضى إلى الله عاملا لنا أمل في أن تكون مكرَّماً بِبُرْدِ نعيم في حمى الله رافلا وقد حُزْتَ يا خير الرجال شهادة ستشعل فينا يا حبيب مشاعلا