أرخيت قلمي بعد أن قرأت ما دبجه يراع الكاتب الكبير الأستاذ عبدالرحمن السماري في زاويته الرائعة «مستعجل» في عدد الجزيرة «10903» وألقيت قلمي ممدداً على مكتبي واسندت رأسي لأنعم برؤية كلماته الجميلة وكم كان رائعاً وهو ينصف المعلم والمعلمة ويعطيهما بعض حقوقهما ويعلي من شأنهما بعد أن تناسى الكثير حسداً وجهلاً مكانة المعلم والمربي!! كان السماري كعادته قلماً متجرداً ومجهراً دقيقاً يصف الواقع بعين منصفه وهو في هذا المقال يخاطب أحد مسؤولي وزارة المعارف ولعلي أستميح أستاذنا السماري فأقول لهذا المسؤول. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند والقرابة هاهنا طبعاً قرابة عمل وانتساب لوزارة واحدة لا غير لقد كان المعلم يا سعادة مدير الإعلام التربوي ينتظر منكم مزيداً من التكريم والتشريف بدلاً من ملاحقة ساعات راحته واحتسابها وعدها بالساعات والدقائق والثواني! ويبدو من تصريح هذا المسؤول أن هذا «المدرس» معدودة أنفاسه ومحسوبة حركاته... وأنه تحت منظار التحقيق والتفتيش والتمحيص!! حضرة مدير الإعلام التربوي بعد الجولة الطويلة والتعب المجهد في هذه الإحصائيات والتوثيق التي قضيتموها لعدد ساعات ودقائق عمل هذا «المخلوق»! هل لي أن أسألك عن إحصائيات تخلف الموظفين ومدى التزامهم بالعمل ومدى حضورهم وانضباطهم على مدار السنة وبخاصة في أيام العطل الصيفية؟ أسالك حضرة مدير الإعلام التربوي ماذا قدمت وزارتكم المباركة لهذا «المعلم» من برامج ترفيهية ونواد ومنشأت وأماكن رياضية ليمارس فيها هواياته! وأين يجد هذا المعلم ولو مكاناً واحداً يقضي فيه رياضته وهوايته! أسألك كم عدد الدراسات العلمية التي قامت بها وزارتكم عن الأمراض التي يتعرض لها المعلمون من حساسية وعدوى وضغط وسكر من جراء احتكاكه بالتلاميذ وبالصغار أو من الضغوط الهائلة عليه! أسألك عن عدد زيارات مسؤولي الوزارة لمدارس الأحياء الشعبية ليروا بأعينهم مدارسنا عن كثب وليروا نوافذ مهشمة ومراوح مترنحة ومكيفات «تردح» صوتاً وملاعب مغبره وأبواباً مكسرة و... و.. و..! أسألك عن الإحصائيات الحديثة عن الاستقالات والتقاعد المبكر بين المدرسين! أسألك عن الدراسات العلمية والميدانية التي أجريتموها عن تذمر المدرسين وكثرة شكواهم ومدى تحقيق بعض مطالبهم! أسألك عن مدى إشراك المعلمين وأخذ أرائهم وانطباعاتهم في توجهات الوزارة المختلفة من حيث المناهج وطبيعة العمل وغيرها! أم أن عدد ساعات إجازة المدرس وإحصاء دقائق العطلة الصيفية التي «ينعم بها» شغلكم عن حفظ حقوقه كمعلم!!