في الحقيقة لا أحد منا ينكر وجود شاعرات على مستوى رفيع من الوعي والقدرة والابداع في كتابة القصيدة، وفي المقابل لا ننكر أيضاً أن هناك دخلاء على الساحة الشعبية من الأسماء المستعارة «من الجنسين» لا تمت للشعر بصلة لا من قريب أو بعيد.. ولا أجد مبرراً واحداً وراء اقتراف مثل هذا العمل. فالساحة الشعبية وللأسف امتلأت بأسماء شعرية «نسائية ورجالية» مستعارة وبات من الصعب جداً معرفة ما هو حقيقي منها، ففي كل يوم نقرأ ما يربك الذاكرة، مما أفقدنا فعلاً التركيز على ما هو مميز. ولكن يبقى هناك أسماء شعرية أصبحت علامة واضحة في سماء الشعر الشعبي. فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الشاعرة غيوض شاعرة تحمل كبرياء وعنفوان المرأة الخليجية تكره التبلد والكذب والبرود في حضورها الشعري. شاعرة صادقة الطهر كريمة الحب في زمن شحيح العاطفة فهي تؤكد ذلك حينما قالت: يا مشاعل يا بعد كل العمر وين انتي.. وين هي هيفا معك يا مشاعل عيت الليلة تمر بس قصرها على يوم أسمعك كما لا ننسى شاعرة في حقيقة الأمر هي تشبه المطر ولها فلسفة خاصة في الحياة التي تعيشها باحساس صادق.. ومن الأفضل ان نترك المجال في تعريفها إلى أبياتها والتي تقول فيها: أهلي يدرون اني شاعره بس ما يدرون في جرح الليال يمنعوني من كتابة خاطرة ما دروا اني من زمان بها المجال آه.. لو يدرون اني «عابرة» عندهم بتصير موتتنا.. حلال أما الشاعرة «همس» فهي شاعرة تمارس الهمس جهراً بكل ما هو جميل من أجل الرقي بايصال القصيدة النسائية الى مدن الجمال استطاعت بفضل موهبتها من تسجيل اسمها في قائمة الشاعرات المتميزات. وهناك الكثير من الأسماء النسائية الشعرية لم تسعفني بها الذاكرة.. وفي النهاية يبقى الشعر فناً جميلاً يسمو بالنفس فوق كل الظنون.. وماديات هذا الزمن وضجيجه المذهل.. وتعارض الآراء إلى حد التصادم أحياناً في تذوق كل ما هو جميل بأي لغة كان لأن الشعر نتاج فكر انساني راق على مر العصور.. لا يهم من كتبه رجل أو امرأة بل الأهم ما يحمله من مشاعر سامية.